حديث الإثنين :
عام الحسم والتطوير العسكري
احمد ناصر الشريف
صحيفة 26 سبتمبر العدد 2354
01 نيسان/أبريل 2024م
تدشين الشعب اليمني العام العاشر من الصمود الوطني بعدد من العمليات النوعية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن ضد السفن والمدمرات الأمريكية والبريطانية نصرة للشعب الفلسطيني في غزة هاشم يعد تأكيداً لاستمرار صمود اليمن وقواته المسلحة الباسلة في وجه تحالف عدوان كوني شكلته وأشرفت عليه أمريكا أقوى دولة في العالم بهدف احتلال اليمن والتحكم في مصيره معتمدة على أدواتها في المنطقة ونخص بالذكر السعودية والإمارات لتحقيق هذا الهدف الخبيث لكن النتيجة كانت هي الفشل الذريع وانتصار اليمن ممثلا في قواته المسلحة بمختلف أفرعها المسنودة بشبابه الذي أبلى بلاءً حسناً أثناء المواجهة في مختلف الجبهات والميادين محققين انتصارات عظيمة وغير مسبوقة بإمكانيات متواضعة مقارنة بما تمتلكه جيوش تحالف العدوان المدعومة أمريكياً وبريطانياً وإسرائيلياً من إمكانيات عسكرية ومادية، وعليه نقول للنظامين السعودي والإماراتي أنه من الخير لهما أن يعترفا بهزيمتهما ويبتعدا عن الغرور والكبرياء الملازمان لهما بفعل ما يمتلكانه من أموال ودعم أمريكي وبريطاني وأن يغلبا صوت العقل والمنطق لإنهاء العدوان الظالم على اليمن ورفع الحصار عن شعبه والجلوس إلى طاولة المفاوضات وصولاً إلى فرض خيار السلام الذي سيعم تحقيقه المنطقة بالكامل ويقطع الطريق على الدول الغربية التي تهدف وتسعى إلى أن تظل منطقة الشرق الأوسط خاصة في الجزيرة العربية والخليج كبركان ثائر إذا لم يتم إخماده سيلتهم الجميع, كما ندعو النظامين السعودي والإماراتي بعد تسعة أعوام عدوان بربري على اليمن دمرا من خلاله الأخضر واليابس ولكنهما لم يستطيعا كسر إرادة شعب مقاوم وشجاع رفع راية الدفاع عن سيادة بلده وحريته واستقلاله ولم ترهبه القوة التي استخدمت ضده أن يستوعبا هما وإعلامهما الدرس جيداً بعد أن شاهدا بأم أعينهما صمود اليمنيين في وجه عدوانهم الغادر والغاشم غير المبرر الذي كلفتهما أمريكا أشهر إمبراطورية للسلاح بقيادته كونهما يشكلان إمبراطورية للمال والإعلام وخاضعين للإرادة الأمريكية التي لا يقطعان أمراً حتى تشهده، ونذكرهنا تحالف الشر المعادي لليمن وشعبه بعد فشله في تحقيق ما كان يهدف إليه من وراء هذا العدوان الظالم بأن زمن الوئام الذي يهل على العالم اليوم باتجاه إحلال عالم جديد خال من الحروب والتوتر يحتكم إلى الحوار والتفاهم والتعايش السلمي وليس إلى شن الحروب الظالمة على الشعوب الضعيفة بهدف إذلالها وتركيعها، وما يؤكد هذا التوجه الجديد هو بروز نضال الشعوب على طريق الديمقراطية والتحرر ومقارعة الأنظمة الديكتاتورية والملكية الأسرية وصولاً إلى صياغة حياة جديدة تكفل المشاركة المباشرة للشعوب في الحكم والحياة السياسية على أساس من التعددية الحزبية وتحقيق الحريات وحماية حقوق الإنسان التي يفتقر إليها نظام آل سعود الأسري غير المدرك أنه في ظل هذه المستجدات الجديدة ساد الاقتناع المبني على عدم قدرة أي نظام على إنهاء أي نظام آخر مهما كانت لديه من أسباب القوة والتجبر والعناد ومهما كانت القدرات العسكرية والإمكانيات المادية التي يمتلكها ويظل الشعب اليمني وغيره من الشعوب الحرة اكبر مثال على ذلك من خلال صموده ومقاومته للعدوان لمدة تسعة اعوام وهو أعتى عدوان يشن على بلد لم يعرف له التاريخ مثيلا من حيث شراسته وحقد رعاته.
لقد شن النظام السعودي وحلفاؤه عدوانهم البربري على اليمن وشعبه العظيم قبل تسعة أعوام بعد أن كال هذا النظام من قاموس البذاءة والشتائم والافتراءات ما يريد ضد اليمن في هالته الإعلامية التي اشتراها بإمبراطوريته المالية لتزين وجهه القبيح وتحسن من صورته المشوهة أصلا والتي تزداد تشويها حيث أصبح نظاما يحتضن الراقصات والساقطات المستقدمات الى مدن مملكته من مختلف أنحاء العالم وإن كان هذا النظام قد أدرك ولو متأخرا أن حملات إعلامه المضلل والممجد لعدوانه لم يزد الشعب اليمني إلا صمودا ًوصلابة في مواجهة كل مخططات التآمر والعداوة التاريخية التي اختزنها نظام آل سعود بهدف سيطرته على الشعب اليمني ومحاربة انطلاقته على درب التقدم والنهوض، إضافة إلى أن الإعلام السعودي المناصر له الذي تركزت مضامينه السخيفة الممجوجة على اليمن وشعبه والاستعلاء عليه وتحقيره دائما ما يذكر في كل حين بعطايا آل سعود وخيرهم مستخدما في ذلك بعض المرتزقة والمأجورين من الكتّاب والعملاء الخونة والجثث المحنطة من بقايا قوى سياسية شاخت وانتهى دورها ليستقر بها المطاف في فنادق الرياض وهو ما جعل اليمنيين أكثر قناعة وتشبثاً بنهجهم الجديد السائر على درب البناء السياسي والديمقراطي والتنموي وتحقيق الأهداف التي حملتها ثورة 21 سبتمبر الشعبية بقيادة السيد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي غير آبهين بكل تلك المخططات التآمرية التي أخذت أشكالاً مختلفة لا يتسع المجال لتعدادها هنا.
ولا يفوتنا هنا أن نذكر مشيخة الإمارات التي ما تزال تلعب بالنار في المحافظات الجنوبية وفي الجزر اليمنية ولم تعتبر بما حدث لها من هزائم سابقة خاصة في مأرب وشبوة ووصول الصواريخ اليمنية والطيران المسير إلى أبو ظبي ودبي بأن موقف القوات المسلحة اليمنية من هذه التصرفات التي تقوم بها وتسمح للعدو الصهيوني بالمشاركة فيها من خلال تواجده في الجزر التي تحتلها بمساعدة العملاء والمرتزقة هو التأكيد بأنها على جهوزيتها الكاملة للدفاع عن الوطن اليمني وشعبه العظيم ومواجهة التصعيد الكبير للعدو الاماراتي في الجزر اليمنية بكل قوة حتى يتحقق النصر المبين وإن عواقب هذا التصعيد الإماراتي ستكون كبيرة وعليهم تحمل نتائج تصعيدهم ولا يلوم العدو الاماراتي إلا نفسه حينما تحل عليه الدائرة ويصبح تحت رحمة صواريخ رجال الرجال حيث سيجد نفسه حتما في وضع صعب فيرفع صوته بالصراخ والعويل مناشدا الأمم المتحدة وسيدته أمريكا لحمايته كما تفعل السعودية عندما تجد نفسها في مأزق وبعد كل ضربة حيدرية كانت تتعرض لها كاشفة عجز جيشها حتى عن الدفاع عن حدود بلده ولذلك استعانت بعملاء ومرتزقة محليين ومن دول أخرى وبتنظيمي داعش والقاعدة ليدافعوا عنها ويقاتلون نيابة عن جيشها الذي طالما روجت عنه بأنه جيش محترف ومن أفضل الجيوش العالمية من حيث الإنفاق والتدريب والتأهيل ولكنه سقط في أول تجربة له وقد كشف حقيقته للعالم كله ابناء الجيش اليمني الذين أثبتوا في الميدان بأنهم فعلا أسود الصحراء وأسود المواجهة في البر والبحر والجو ومن كذب فعليه أن يجرب.
Discussion about this post