أمريكا تلوح بجزرة حل الدولتين وتطلق يد نتنياهو لتنفيذ حملات الإبادة الجماعية

*أمريكا تلوح بجزرة حل الدولتين وتطلق يد نتنياهو لتنفيذ حملات الإبادة الجماعية*

*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*

*عندما تشغل أمريكا محركات إدارتها للترويج عن حل الدولتين وتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وتتحدث عن السلام وعدم رغبتها في التصعيد أو شن الحرب على العراق أو سوريا على جبهة شمال الكيان كما تحب أمريكا أن تسميها أو على الحوثيين أو إيران؛ فتيقنوا أن أَمريكا تشحذ كافة أسلحتها لتنفيذ عدوان واسع على حركات المقاومة في البلدان المذكورة، كما حصل الإسبوع الماضي في سوريا والعراق وكما حصل منذ يومين في العراق، حيث تم إغتيال الشهيد أبو باقر الساعدي.*

*لقد خسر الفلسطينيون الضفة الغربية والقدس نتيجة المفاوضات، وعمدت أمريكا وحلفائها إلى حذف أل التعريف من النص باللغة الإنكليزية من القرار 242 من الجملة: “الإنسحاب من الأراضي المحتلة” لتصبح “الإنسحاب من أراضٍ محتلة”.*

*هذا من جهة ومن جهة أخرى فعلينا أن نعرف من هي جهات التفاوض التي ستوقع وما هو تاريخها وما هي صفاتهم الشخصية لنستخلص نتائج التفاوض، فالوحوش الكاسرة التي إستباحت الدم الفلسطيني طيلة 125 يومًا وفشلت في تحقيق هدفي نتنياهو بتحرير الأسرى والقضاء على حماس.وقد أضاف بلينكن شرط عدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر. فهل تتوقعون أن تتبدل هذه الوحوش بين ليلة وضحاها إلى حملان وديعة.*

*فقد سحقت المقاومة الفلسطينية الغطرسة الصهيونية والتفوق العسكري الوهمي وحطمت أسطورة قوة كافة أجهزة المعلومات والمخابرات والأمن الوقائي بعدة سنين، وقبل عملية طوفان الأقصى؛ وقد سقطت كافة أنظمة الكيان المؤقت السياسية الأمنية والعسكرية والأستخبازية في الدقائق الأولى لوصول المقاتلين إلى مغتصبات غلاف غزة؛ لأنهم لم يرصدوا أدنى معلومة خلال تجهيز عشرات المئات من المقاتليم.*

*وقد تفاخر الجيش الإسرائيلي بأنه إكتشف أكبر نفق في غزة عبر منه جيب مسلح وبطول 400م.*

*ولكي تتحرك الآلية العسكرية بحرية؛ فلنفترض بأن قطر النفق 4 أمتار؛ فيصبح حجم الرمال المستخرجة : 2*2*3.1416*400 أي ما مجموعه حوالي 5025 م۳ من الرمال؛ وتمثل حمولة 500 شاحنة بحجم 10 أمتار مكعبة لَلشاحنة الواحدة.فأين ذهبت تلك تلكميات من الرمال دون أن ينتبه لها أحد؛ علمًا بأن غزة يتم مسحها يوميًاويتم الإستعانةبصور الأَقمار الصناعية.*

*فانهارت كافة الإجهزة الأمنية والسياسية والعسكرية يوم 7 أكتوبر حيث تم إختراق كافة أجهزة الإنذار المبكر وتعطيلها بالرغم إنها صُمِّمَت وجُرِّبت عدة مرات؛ وهي لا تسمح حتى لثعلب أن يخترقها!!!*

*وعاد المجاهدون بأكثر من 130 أسير ونقلوهم لمسافة تزيد عن 15 كلم إلى داخل غزةولم يعترضهم أحد.*

*وبالرغم من تزويد أمريكا والدول الأوروبية الكيان المؤقت بصواريخ وذخائر وصل وزنها إلى حوالي 175.000 طن من المتفجرات؛ إي ما يساوي مفعول 7 قنابل ذرية دمرت في غزة وكل ما َيمت للحياة فيها بصلة. فتسببت بإستشهاد وإصابة وفقدان أكثر من 107.000 فلسطيني»؛ أكثر من 70% منهم أطفال ونساء وكبار السن. وتم تدمير أكثر 350.000 وحدة سكنية، وَأخرجوا عددًا كبير من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة؛ وقصفوا النازحين في باحات المستشفيات .*
*وقد نسفت أمريكا وقادة العدو القانون الإنساني الدولي واستباحوا كل المحرمات وكل بنود هذا القانون؛ فهدموا أكثر َمن 120 مسجدًا وكنيسة، واستهدفوا النازحين في مدارس الأونرو وتجمعات السكان أمام الأفران. وقد تم تدمير الأحياء السكنية على رؤوس ساكنيها بوحشية وسادية لا مثيل لها في التاريخ؛ فيختاروا مبنى وسط التجمغ ويتم قصفه بعدة صواريخ من زنة 2000 باوند أو إكبر لتصبح المجمعات أثرًا بعد عين.*

*وقد بدأ نتنياهو وغالانت وبايدن منذ 7 أكتوبر بإرتكاب أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وصلت إلى التطهير العرقي والإبادة الجماعية.*

*وفي الرسالة التي وزّعها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بتاريخ 03 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ، كتب نتنياهو مخاطبًا الجنود: “أذكر ما فعله بك عماليق”.*
*وهذه فقرة من سفر التثنية نصها “اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ”.*

*ويمثل العماليق ذروة الشر في التقاليد اليهودية، ويستخدم هذا التعبير للإشارة إلى الشعوب التي تُهدِّد الوجود اليهودي، واستخدمه نتنياهو أكثر من مرة في تحفيز الجيش الإسرائيلي في حربه ضد قطاع غزة.*

*وفي كتاب صموئيل، الفصل 15، تقول الآية 3: “والآن اذهب واضرب العماليق وحرموا كل ما لهم ولا تعفوا عنهم. بل اقتلوا على السواء الرجل والمرأة، الطفل والرضيع، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً”.*

*وفعَّل نتنياهو برَتوكل هنيبعل؛ او بروتوكول هانيبال (يسمى أيضا توجيه هانيبال)، وهو إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم، لذلك يسمح هذا البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى. وقد صاغه 3 ضباط رفيعو المستوى، وبقي بروتوكولا سريًا، حتى اعتماده في 2006.*

*وهذا يثبت بأن نتنياهو وغالانت وهاليفي وحتى بايدن لم يكترثوا لمصير الرهائن. فجلّ إهتمامهم كان محصَورأ في إستعادة الصورة النمطية للهيبة الوهميةلجبش العدَو التي سحقتها إرادة المقاومة وقوتها وصمود الشعب والمقاومة الفلسطينية.*

*و لما عجز جيش العدو المصنًف 17 عالميًا، وبالرغم من إمداد أمريكا له بكافة أنواع الصواريخ والقذائف الموجهة بالليزر عبر جسر جوي وَبكل ما يحتاجه من دعم سياسي عن كسر إرادة المقاومة ووصولهم إلى طريق مسدود؛ لجأت أمريكا إلى “طُعم” حل الدولتين وهي منذ عدة أيام أمرت الدول التابعة لها بقطع التمويل عن الأونروا، لقطع آخر شريان لحياة الفلسطينيين في غزة لتستكمل الإبادة الجَماعية والتطهير العرقي؛ فمن لم يمت بالقذائف سيموت حتمًا جوعًا أو مرضًا.*

*ويكثر الحديث الآن عن المفاوضات عبر وسطاء حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار تمهيدًا للوصول إلى حل الدولتين ، والنتائج مرتبطة بموافقة نتنياهو.*

*فبايدن وبلينكن طرحا طعم حل الدولتين؛ وما هذا إلًا سراب؛ ولتخليص قادة العدو بعد الهزيمة النكراء التي تلقوها في 7 اكتوبر، ولم يستطيعوا أن يستعيدوا رشدهم وتوازنهم نتيجة هذه النكسة.*

*فقادة العدو مشغولون بترميم صورة الوهم الذي زرعوه في نفوس قادة الدول العربية والأوروبية ولسنين عديزة بأنهم جيش لا يقهر، وهم أقوى مخابرات في العالم.*

*ونتيجة لجنون عظمة نتنياهو وساديته ونرجسيته فإنه لم يأخذ العبرة بأنه وجيشه فشلوا في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها بالرغم من المجازر التي وصلت إلى حد حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية ؛ وبالرغََم من ذلك فلا يزال نتنياهو متَمسكًا برأيه المتصلب؛ ” تحرير الأسرى وقتل قادة حماس”. ولم يقتنع نتنياهو حتى الآن بأن تسوية شمال غزة بالأرض وتسبب بقتل وجرح بأكثر من 107.000 سخص بين شهيد ومصاب ومفقود.*

*ويكثر الحديث الآن عن المفاوضات عبر وسطاء حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، والنتائج مرتبطة بموافقة نتنياهو.*

*فبايدن وبلينكن طرحا” طُعم” حل الدولتين؛ وما هذا إلًا سراب، ولتخليص قادة العدو بعد الهزيمة النكراء التي تلقوها في 7 اكتوبر، ولم يستطيعوا أن يستعيدوا رشدهم وتوازنهم نتيجة هذه النكسة.*

*فقادة العدو مشغولون بترميم صورة الوهم الذي زرعوه في نفوس قادة الدول العربية والأوروبية ولمدة عدة سنين بأنهم جيش لا يقهر، وهم أقوى مخابرات في العالم.*

*فالإدارة الأمريكية لا تريد سوى تلَميع صورة بايدن في الإنتخابات الرئاسية ونتنياهو غير مكترث ويريد إدارة المفاوضات تحت النار؛ ولنحكم على نجاح “َالمفاوضات أو فشلها؛ علينا ان ننتظر إقتناع نتنياهو بأن نسف القانون الإنساني الدولي، وحملات التطهير العرقي ستنقذ الأسرى أحياء، ولن يبقوا أحياء إذا لم يتم التفاوض مع حماس؛ برغم مرور 126يومًا لم ينجح نتنياهو في تحرير أي أسير، ونتيجة لخوف جنوده في أرض غزة فقد قتلوا ثلاثة أسرى بالرغم أنهم لم يشكلوا أي خطر أو تهديد وجودي عليهم.*

*ومن سخرية القدر أن تقوم أمربكا وهي شريكة نتنياهو في حملات التطهير العرقي والإبَادة الجماعية للفلسطينيين؛ فكل من بايدن ونتنياهو مستعدان افعل ما لا يتوفعه أحد للتمسك بكرسي الحكم.*

*لم ترضَ إدارة حملة بايدن للإنتخابات عن نتائج إستطلاعات الرأي في العديد من الولايات التي فيها غالبيات عربية وإسلاميةظ فبدأوا بالضغط علي نتنياهو لتحقيق صفقة التبادل مقابل وقف إطلاق النار.*
*وأما نتنياهو فهو يتهرب من أي فترة هدوء بالرغم من إدانة محكمة العدل الدولية إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية دون إكتمال الحكم بإصدار أمر فوري بوقف عمليات الإبادة. وبدلًا من العمل بجهد مميز بإبداء حسن النية لإتمام الصفقة؛ بدأ يعد العدة لتمديد مدة حكمه بإستباحة دم الفلسطيني مجددًا في رفح.*

*وقد يعلن اليوم أو يوم الأحد صباحًا بدء العدوان على رفح لتدميرها على رؤوس أهلها.*

*وإن غدًا لناظره قريب*

*10 شباط/فبراير 2024*