https://ar.mehrnews.com/news/1940018/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%84%D9%85%D9%87%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B8%D9%85-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%B7
*اللِّواء حسن لِمِهر: تعاظم قوة المقاومة وزيادة قدراتها مرتبط بشكل مباشر بالشهيد سليماني*

*صرح الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء حسن أحمد حسن، لوكالة مهر للأنباء،* أن الحديث عن تعاظم *قوة المقاومة وزيادة قدراتها لدى أي طرف من أطراف المحور يعني استحضار شخصية الشهيد القائد قاسم سليماني.*
*وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد:* كان الشهيد سليماني اسطورة بحياته واستشهاده من خلال المدرسة السليمانية المباركة التي غدت نهجاً جهادياً مكتمل الأركان طلابها من الشرفاء الاحرار من كل اصقاع العالم، مدرسة أسسها على مدى سنوات بحنكة وحكمة، وها هي البصمة السليمانية لا تزال حتى الان تقطع على الاعداء الطريق في مختلف الجبهات وفي مختلف محاور القتال.
وعن فضل الشهيد سليماني في تقوية جبهة المقاومة، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء حسن أحمد حسن خلال مقابلة له لوكالة مهر: “ولا ننسى بأن الحديث عن تعاظم قوة المقاومة وزيادة قدراتها لدى أي طرف من أطراف محور المقاومة يعني استحضار شخصية الشهيد القائد قاسم سليماني”.
وللغوص أكثر في بحر الشهيد سليماني أكثر، وللتعرف أكثر على أفضاله الكثيرة في دعم جبهات المقاومة، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء، حسن أحمد حسن، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
القائد الحاج قاسم سليماني، شهيداً في ذكراه الرابعة، أيّ أسطورة لمعت بعد رحيل الرجل، عطاؤه، رسالته، طيفه الواسع الممتد على مساحة جغرافيا غرب آسيا بأكملها، وبناءً على ما سبق، أيُّ نوعٍ من القادة يمثله الشهيد قاسم سليماني؟
أبدأ حديثي بالصلاة على نبي الرحمة وشفيع الأمة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى عترته آل بيته الطاهرين وسلم تسليما..
قبل أي حديث أو كلام استمطر شآبيب الرحمة والتقديس لروح جنرال شهداء المقاومة الحاج القائد قاسم سليماني تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فردوسه الأعلى مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأسأله تعالى أن يجعل الشهيد القائد سليماني ورفيقه الشهيد القائد أبا مهدي المهندس ومن كان معهما شفعاءنا يوم العرض عليه.
نعم إنها الذكرى الرابعة لارتقاء القائد المجاهد في الله حق جهادة الفريق قاسم سليماني، فقبل أربعة أعوام سولت النفس الشيطانية لصاحبها القذر والأخرق دونالد ترامب أن ينفذ جريمته النكراء، فتم استهداف موكب الحاج قاسم سليماني بعد خروجه من مطار بغداد، وبدأ العالم يعد أنفاسه متوجساً مما تخفيه قادمات الأيام، ولم يطل الانتظار إذ تم استهداف القاعدة الأمريكية في عين الأسد بوابل من الصواريخ الإيرانية وأعلنت طهران مسؤوليتها عما حدث.. ظن العامة أن آثار الحذاء العسكري الإيراني في الوجه الأمريكي تعني أن الانتقام المطلوب تم تنفيذه، وكفى وبخاصة أن واشنطن ابتلعت لسانها، وضم ترامب ذيله بين جنبيه وأقعى متوسلاً أن يقتصر الرد على ذلك، لكن هيهات هيهات، فسرعان ما جاء القرار الواضح والحاسم لقائد الثورة سماحة الإمام الحسيني علي الخامنئي دام ظله الوارف، وقد تضمن بكلل جلاء أن الرد على جريمة اغتيال القائد الحاج قاسم سليماني لن تكون بأقل من خروج الأمريكي من المنطقة أو إخراجه منها، وهذا ما تتبلور معالمه وتتضح أكثر فأكثر، ومن حق المتابع العادي أن يتساءل: هل هيبة أمريكا اليوم أقل بكثير عما كانت عليه عشية جريمة الاغتيال أم لا؟.
أهم ما يميز شخصية القائد الشهيد قاسم سليماني رضوان الله عليه أن رعبه بقي مستمراً بعد استشهاده، وأن نهجه المقاوم المؤمن بحتمية الانتصار تحول إلى مدرسة متكاملة الأركان أصبحت معروفة باسم المدرسة السليمانية، وليس هذا فحسب بل إن عشاق هذه المدرسة المقاومة في انتشار وتمدد وتجذر أفقي وعمودي حتى في الدول التي لا تتبنى نهج المقاومة، وهنا يتبلور سر عظمة الإرث والعطاء المتجدد رغم أنوف طواغيت الكون.
النقطة الأخرى التي يجب التركيز عليها هنا تتعلق بالبعد الإنساني الجغرافي لنشاط الشهيد القائد من فنزويلا إلى كامل غرب آسيا وامتداداً إلى التواصل الخلاق مع قادة دول عظمى ويكفي التذكير هنا بذهاب القائد سليماني ومعه خريطته العملياتية ولقاؤه مع الرئيس بوتين، وقد مهد ذلك لانخراط روسيا المباشر في محاربة الإرهاب التكفيري المسلح صنيعة الاستخبارات الأمريكية والإنكليزية ومن يدور في فلكها الآسن بدءاً من الجغرافيا السورية، وما عرفه العالم عن القائد قاسم سليماني بعد استشهاده عشرات أضعاف ما كان يعرفه عنه وهو يهندس مسارح العمليات تمهيداً للمنازلة الكبرى القادمة ، ولن تكون نتيجتها إلا كما تشتهي روح الشهيد المقدس، وما يجري في غزة وبقية فلسطين المحتلة واليمن الصاعد خير شاهد على صحة ما أقول.”
الشخصية الرائدة، المزروعة في قلوب المقاومين، وفي ثنايا أياديهم، القائد الذي يتقدم رجاله، يحمل خرائطه، فضلاً عن تواضعه، ماذا زرع من عوامل القوة داخل محور المقاومة؟
هيهات لباحث منصف أن يستطيع الإحاطة بما زرعه القائد الشهيد داخل محور المقاومة، ولذا سأجيب باختصار وتكثيف لأقول: الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني كان ويبقى الأنموذج والقدوة، وكان ويبقى مضرب المثل في الصبر والحزم والإرادة وتكسير جبروت الطواغيت ورد كيدهم إلى نحرهم.. كان صمته يسبق قراره، وفعله يسبق قوله، فإذا صمت فتدبيرٌ وافتكار… وإذا تكلم فقرار وشواظ من نار… وإذا أطلق ناره فبركان وإعصار وبشائر انتصار… لم يخطط لمعركة قط ويقودها أو يشرف على سير أعمالها القتالية إلا وكانت النتيجة القضاء المبرم على العدو وإحراز نتائج تذهل الصديق والعدو، وتترك الجنرالات والأركان أمام كم كبير من الحقائق التي ترتسم على أرض الواقع..
لم يقد معاركه من مقر قيادة خلفي، ولم يبدأ معركة إلا بعد استطلاع ميداني ذاتي، فبشخصه كان يستطلع ويقدر الموقف ويدرس محاور التحرك المحتملة وعوامل القوة والضعف لدى العدو والصديق، وعلى ضوء ذلك يتكل على الله ويتقدم المقاتلين باتجاه خطوط الاشتباك الأولى، فكان أكثر ما ينطبق عليه وصف من كانوا مع رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم في سورة الفتح بقوله سبحانه وتعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكافرين رحماء بينهم).
الامداد الاستراتيجي، تأمين كل وسائل القوة التي تجعل مشروع المقاوم، بهذا البأس، وهذه اليد المرفوعة في هزيمة المشروعين معاً، إسرائيل التي سقطت، ومشروع الإرهاب الذي يحتضر، ما هو دور سليماني في رعاية هذين الإنجازين؟
الحديث عن تعاظم قوة المقاومة وزيادة قدراتها لدى أي طرف من أطراف محور المقاومة يعني استحضار شخصية الشهيد القائد قاسم سليماني الذي راكم خبراته ومعارفه وتجاربه منذ أيام حرب الأعوام الثمانية التي افتعلها صدام حسين خدمة لمصالح واشنطن التي تلقت صفعة مؤلمة بانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة آية الله سماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف، وبعد ذلك كان العمل ضمن تشكيلات حرس الثورة وفي مناطق حدودية جعلت من القائد الحاج سليماني رعباً يسكن قلوب المهربين والمتسللين والجواسيس وكل أعداء الثورة الإسلامية فكانت المناطق الحدودية التي تقع ضمن نطاق مسؤولية القائد قاسم سليماني محصنة وآمنة على الرغم من خطورتها وخصوصيتها كممر متعارف عليه للتسلل وتجارة المهربات والممنوع، وهذا ما صقل الفكر القيادي الحازم وأغنى معارف الشهيد بطرائق تفكير أولئك المهربين والمجرمين، وامتلك ناصبية التعامل معهم على الرغم من جميع أفانين الخدع والاحتيال التي كانوا يتبعونها.
منذ أن تم تكليف الشهيد بقيادة فيلق القدس كان واضحاً أن المهام الجسام وبخاصة في الخارج ألقيت على كاهله، وكان خير من يحمل الأمانة ويؤدي الرسالة على الوجه الأكمل انطلاقاً من يقينه وقناعته بأن العدو الذي يهدد أقطاب محور المقاومة واحد، وبالتالي زيادة قدرات أي طرف من أطراف المحور تنعكس بالضرورة إيجاباً على جميع أقطاب المحور.
المنطلق الرئيس الذي استند إليه القائد سليماني في نشاطه وجهوده استند على أهمية امتلاك تقنية تصنيع السلاح أكثر من أهمية الدعم بالسلاح، فما يحتاجه هذا الطرف أو ذاك لا يتعلق بالعنصر البشري فلدى كل طرف ما يحتاجه من شباب مؤمن ومدرب وجاهز لتنفيذ المهام، أما موضوع السلاح فكان المعضلة الأكبر بسبب الحصار الخانق وتشديد الرصد والمتابعة والتجسس وكل ما يحول دون وصول السلاح الإيراني إلى بقية أقطاب محور المقاومة، ومع ذلك كان يصل السلاح بالحدود التي تمكن المقاومين من منع الأعداء تحقيق أهدافهم الشريرة.
النظرة الاستشرافية للشهيد القائد الحاج قاسم سليماني تقدمت خطوة نوعية إلى الأمام عندما تم اعتماد استراتيجية نقل تقنية تصنيع السلاح بأيدي المقاومين في كل طرف، وكبيرة هي الجهود التي بذلت لتحقيق هذا الهدف الذي احتل أولوية لدى الشهيد القائد، وها هو العالم برمته يرى نتائج ذلك عبر قذائف الياسين 105 التي هشمت أسطورة الميركافا وغيرها من الصناعة الإسرائيلية، وتتضح الصورة أكثر إذا انتقلنا إلى اليمن الذي يصنع أسلحته بإمكاناته الذاتية بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي دكت مستوطنة إيلات وما بهدها، وليس هذا فحسب، بل إن فرض الحصا ر بالحصار الذي نفذه اليمن المقاوم في سبيل رفع الحصار عن غزة ما كان له أن يصل إلى ما هو عليه إلا بفضل المدرسة السليمانية المباركة التي تركت آثارها ونتائجها الإيجابية لدى جميع أقطاب محور المقاومة.
أما موضوع مواجهة الإرهاب التكفيري المسلح والقضاء عليه في سورية والعراق يكفي أن نستحضر أن داعش اجتاح عدداً من المحافظات العراقية بزمن قياسي وكان العراق بكليته لابل المنطقة مهددة لولا التدخل الإيراني المباشر، والدور الريادي الذي اضطلع به الشهيد القائد سواء فيما يتعلق بتأمين السلاح المطلوب وبأسرع قت، وكذلك قيادة المقاتلين المقاومين لخوض المعارك والقضاء على التنظيم الإرهابي المستولد من رحم الاستخبارات الأطلسية.
فلسطين بكل ساحاتها، غزّه كاسرة أنف الأعداء، الضفة الثائرة أبداً، القدس القِبلة والبوصلة، ماذا عن قاسم سليماني الفلسطيني؟
غزة حبيبة قلب الشهيد القائد، وفلسطين القضية المقدسة التي تهون في سبيلها الأرواح والتضحيات، وإذا كان العدو الإسرائيلي يقف عاجزاً ومشلولاً على الرغم من الدعم الأمريكي المطلق، فقادته يعترفون بأن البصمة السليمانية تقطع عليهم الطريق على شتى الجبهات وفي مختلف محاور القتال، وكيف لا، وها هو جيش الاحتلال بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر لم يستطع أن يحقق أ هدف من الأهداف الاستراتيجية التي أعلن عنها قادة الكيان ومسؤولوه السياسيون والعسكريون.. وعندما يتحدث جيش الاحتلال عن المفاجأة من هول الأنفاق الغزاوية، فقادة ذاك الجيش العنصري القاتل يدركون أن الأنفاق التي تحولت إلى كابوس يقض مضاجع حكام تل أبيب إنما تمت ببركة متابعة الشهيد القائد قاسم سليماني الذي عطرت أقدامه تلك الأنفاق ومنحتها المزيد من الزخم والفاعلية وغنى المضمون والدلالات، وقر الأخوة في حركات المقاومة الفلسطينية بالفضل الكبير والدور الريادي المشرف للشهيد الحاج قاسم سليماني وحرصه على تمكين المقاومة من امتلاك عوامل القوة التي فاجأت بها العالم أجمع كما فاجأت بها جيش الاحتلال الذي بدأ يتقاسم مع القيادة السياسية أسباب الفشل الذيع والإخفاق المروع الذي فرضته غزة على الكيان المؤقت بجميع مفاصله العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية.
تغمد الله الشهيد القائد قاسم سليماني بواسع رحمته، وأسكنه جنات رضوانه، ولتطمئن روحه الطاهرة في فردوس عليائها فالأمانة مصانة والرسالة حملها رجال ميامين يعلمون الكون معاني الرجولة والشجاعة والإقدام والتضحية والفداء، وكيف لا وهم يحملون في عقولهم وقلوبهم وسلوكهم بصمة المدرسة السليمانية المباركة التي غدت نهجاً جهادياً مكتمل الأركان.
/انتهى/
Discussion about this post