*بريطانيا تلوح بالعدوان على اليمن بعد العدوان الأمريكي على 3 زوارق للقوات البحرية اليمنية*
*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*قرر وزير دفاع العدو يوم الإثنين في 09 تشرين الأول/أكتوبر فرض “حصار كامل” على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، يشمل حظر دخول الماء الغذاء الدواء، الوقود وقطع للكهرباء.*
*ولم تتحرك الجهات الأممية أو أية دولة ساكنًا أمام خرق غالانت القانون الإنساني الدولي؛ كما لم تتحرك الجهات الأممية والمجتمع الدولي لوقف عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.*
*وبناءً عليه أعلنت القوات البحرية التابعة لصنعاء أتّخاذ كلّ الإجراءات العملية لتنفيذ التوجيهات الصادرة عن قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي،بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بمنع أيّ سفينة إسرائيلية مدنية أو عسكرية من عبور مضيق باب المندب. وذلك تطبيقًا لقانون البحر الإقليمي والمنطقة المتاخمة والمنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري؛ وتحديدًا المادة(11) منه، والتي تنص على التالي :- “على السفن التي تمارس حق المرور البحري في البحر الاقليمي مراعاة القوانين والأنظمة النافدة في الجمهورية وكذلك احكام القانون الدولي وعلى الأخص ما يتعلق منها بالنقل والملاحة”.*
*وتم ترجمة تعليمات قائد الثورة والمسيرة اليمنية السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بإحتجاز السفينة” غالاكسي ليدر”. وهي عملية شنتها القوات البحرية اليمنية الموالية لحركة أنصار الله يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 في البحر الأحمر ضد سفينة الشحن “غالاكسي ليدر” المملوكة لشركة تابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام رامي أونغار. وقد بررت القوات المسلحة اليمنية الموالية لحركة أنصار الله العملية بأنها رد على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أدى إلى مقتل أكثر من 13000 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وتعهدت بمنع كل السفن الإسرائيلية من المرور من مضيق باب المندب.*
*ولما لم تنفع التحذيرات اليمنية المتكررة بضرورة رفع الحصار عن غزة لأن اليمن يعرف ما معنى الحصار؛ وهو الذي عانى ولا يزال يعاني من الحصار الصهيوالأمريكي المفروض ظلمًا وجورًا وبشكل غير قانوني ومشروع عليه منذ حوالي تسع سنوات وتسعة أشهر بواسطة السعودية والإمارات ودعم دولي وتواطؤ عربي.*
*وأعلنت قيادة “أنصار الله” في اليمن يوم السبت 09 كانون الأول/ديسمبر الماضي منع مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل من أية جنسية كانت إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء.*
*وقالت القوات المسلحة اليمنية التابعة لأنصار الله في بيان لها: “بعد نجاح القواتِ المسلحة اليمنيةِ بعون الله تعالى في فرض قرارها منع السُفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي ونتيجة لاستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصارِ بحق إخواننا في غزة؛ فإن القوات المسلحة اليمنية تعلن عن منع مرورِ السُفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، وستصبح هدفًا مشروعًا لقواتنا المسلحة”.*
*وقد أثرت عمليات البحرية اليمنية بمنع السفن التي تتوجه إلى موانئ العدو وإلى إستهداف السفن التي لا تمتثل للتحذيرات اليمنية على الإقتصاد في فلسطين المحتلة؛ فارتفعت الأسعار بشكل جنوني في الكيان المؤقت، كما ارتفعت أسعار نقل الحاوية خمسة أضعاف، وكما ارتفعت أسعار التأمين البحري بشكل لا مثيل له. وهذا الأمر يزيد من ضغط الشارع الغاضب أصلًا على نتنياهو وحكومته.*
*حاولت أمريكا تخفيف الضغط عن ربيبتها إسرائيل؛ فأعلنت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي أمس عن “إغراق 3 قوارب تابعة لجماعة “الحوثي” المدعومين من إيران في اليمن اعترضت سفينة شحن وحاولت الصعود عليها”.*
*وقد تلا العميد يحيى سريع بيان القوات المسلحة جاء فيه:-*
*بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ*
*قال تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا۟ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِیرٌ } صدق الله العظيم*
*وبينما كانتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ تمارسُ مهامَّها الاعتياديةَ الرسميةَ في ترسيخِ الأمنِ والاستقرارِ وحمايةِ الملاحةِ البحريةِ إضافةً إلى أداءِ واجبِها الإنسانيِّ والأخلاقيِّ الذي أعلنَه اليمنُ في منعِ السفنِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئَ فلسطينَ المحتلةِ من المرورِ عبرَ البحرِ الأحمرِ تضامنا وإسنادًا للشعبِ الفلسطينيِّ أقدمتْ قواتُ العدوِّ الأمريكيِّ على الاعتداءِ على ثلاثةِ زوارقَ تابعةٍ للقواتِ البحريةِ اليمنيةِ ما أدى إلى استشهادِ وفقدانِ عشرةِ أفرادٍ من منتسبي القواتِ البحرية.*
*إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ وهي تزفُّ في خِضمِّ معركةِ الإسنادِ لطوفانِ الأقصى هؤلاءِ الشهداءَ من أجلِ فلسطينَ تؤكدُ أنَّ العدوَّ الأمريكيَّ يتحملُ تبعاتِ هذه الجريمةِ وتداعياتِها وأنَّ تحركاتِه العسكريةَ في البحرِ الأحمرِ لحمايةِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ لن تمنعَ اليمنَ من تأديةِ واجبِه الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ دعماً ونصرةً للمظلومين في فلسطينَ وغزة.*
*كما نهيبُ ببقيةِ الدولِ عدمَ الانخراطِ في المسلكِ الأمريكيِّ الخطيرِ لما سينتجُ عنه من تداعياتٍ سلبيةٍ قد تؤثرُ تداعياتُها على الجميع.*
*وفي سياقٍ آخرَ وبتوفيقِ اللهِ نجحتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ في تنفيذِ عمليةٍ عسكريةٍ استهدفتْ سفينةَ حاوياتٍ “ميرسك هانغزو Maersk Hangzhou” كانت متجهةً إلى موانئَ فلسطينَ المحتلةِ، وذلك بصواريخَ بحريةٍ مناسبة.*
*وقد جاءتْ عمليةُ الاستهدافِ بعدَ رفضِ طاقمِ السفينةِ الاستجابةَ للنداءاتِ التحذيريةِ للقواتِ البحريةِ اليمنية.*
*وكالعادة تدخلت أمريكا سياسيًا. معتمدة سياسة التهديد المبطن. وهي بذلك كالأفعى الملونة الناعمة الملمس ولكنها تبث السم الزعاف؛ فقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن “واشنطن لا تسعى لصراع مع الحوثيين، ولك تعليقاً على مقتل 10 حوثيين باستهداف أميركي لزوارق بالبحر الأحمر”.*
*وأضاف كيربي أن “أميركا ستواصل الدفاع عن نفسها، وأن لديها مصالح أمنية كبيرة في الشرق الأوسط، وستنشر القوات اللازمة لحمايتها وستتصرف مستقبلا وفقا لذلك، متابعا أن الأفضل هو إيقاف الحوثيين لهجماتهم”.*
*ويبدو أن بريطانيا قد استلمت الأوامر الأمريكية بالتحرك ضد أنصار الله؛ لذا روّجت عبر إعلامها عن نواياها الخبيثة العدوانية الدفينة ضد اليمن؛ فنسبت إلى تقارير تفيد أن “بريطانيا تدرس شن ضربات جوية على المتمردين الحوثيين بعد أن قالت الولايات المتحدة إن قواتها البحرية أغرقت مؤخرا 3 قوارب كانت تستهدف سفينة حاويات في البحر الأحمر”.*
*وقال وزير الدفاع البريطاني إن بريطانيا لن تتردد في اتخاذ “إجراء مباشر” ردا على الهجمات التي تستهدف سفنا في البحر الأحمر، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.*
*وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد قال وزير الدفاع غرانت شابس إن الحكومة البريطانية لن تتردد في اتخاذ “إجراءات مباشرة” لمنع وقوع المزيد من الهجمات، وسط تقارير تفيد بأن المملكة المتحدة والولايات المتحدة تعدان بيانا مشتركا لإصدار تحذير نهائي للمجموعة اليمنية.*
*وكانت صحيفة “التايمز” البريطانية قالت إن الجيش البريطاني يستعد لإمكانية شن هجمات جوية بالتنسيق مع واشنطن ضد أهداف حوثية في اليمن.*
*وأفادت الصحيفة بوجود مشاورات مع دول أوروبية أخرى للانضمام لهذه الهجمات المحتملة، في مسعى لوقف تهديد الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر.*
*وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الدفاع إن لندن ستكون مضطرة لاتخاذ الخطوات الضرورية إن لم يتوقف الحوثيون عن تهديد التجارة الدولية.*
*وأمام هذا الوضع الساخن في المنطقة وزعت وكالة مهر للأنباء الخبر التالي: “مدمرة إيرانية برفقة سفينة عسكرية تقتربان من البحر الأحمر للتمركز قرب مضيق باب المندب”.*
*وأمام هذه التطورات المتسارعة آمل التركيز على ما جاء في بيان القوات المسلحة اليمنية لأنه يمثل بوصلة التحرك في مواجهة التهديدات الأمريكية والبريطانية المتزايدة :- وأنَّ “التحركاتِ العسكريةَ الأمريكية في البحرِ الأحمرِ لحمايةِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ لن تمنعَ اليمنَ من تأديةِ واجبِه الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنسانيِّ دعماً ونصرةً للمظلومين في فلسطينَ وغزة”.*
*فعلى القوات الأمريكية والبريطانية إعادة التفكير في تنفيذ أي إعتداء على أنصار الله. لأنه إذا أصدر السيد القائد عبد الملك أي أمر فلا تراجع عنه ويتم تنفيذ أوامره وتوجيهاته بسرعة قياسية.*
*ولا بد من تذكير كيربي بأن تهديده المبطن بقوله أن أميركا ستواصل الدفاع عن نفسها، وأن لديها مصالح أمنية كبيرة في الشرق الأوسط، وستنشر القوات اللازمة لحمايتها وستتصرف مستقبلا وفقا لذلك”؛ هو بمثابة شك بلا رصيد لدى اليمنيين، لأن كافة القواعد والشركات الأمريكية في المنطقة هي في مرمى الصواريخ والمسيّرات اليمنية. وعلى كيربي وأوستن وبايدن أن يعيدوا حساباتهم ويزينوها بميزان دقيق جدًا تجاه اليمن؛ لأن اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي وعليهم أن يراجعوا التاريخ جيدَا؛ لأن اليمن كان على مر الزمان مقبرة للغزاة.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*01 كانون الثاني/ يناير 2024.*
Discussion about this post