*أعطى بلينكن الضوء الأخضر لإسرائيل بمواصلة الإبادة الجماعية الفلسطينيين*
*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*أمريكا أعطت أمس الضوء الأخضر بمواصلة تنفيذ الإبادة الجماعية لكل الفلسطينيين بعد مشاركة وزير خارجية أمريكا في جلسة مجلس حرب الكيان المؤقت في سابقة ديبلوماسية لا مثيل لها؛ لتنفيذ مجازر كما حصل مع الهنود الحمر في أمريكا.*
*وقد فجر نتنياهو أمس قنبلة دخانية من العيار الثقيل بتجاوزه الأصول الديلوماسية، من خلال الإيعاز لوزير الخارجية بإستدعاء السفير الإسباني وتوبيخه بشكل حاد بسبب تصريح وزير الخارجية الأسبانية الذي أعترض على قتل المدنيين؛ وذلك لتشتيت الإنتباه عما يحصل من تحضيرات عسكرية لمواصلة العدوان.*
*وقد أشرت أمس ظهرًا إلى هذا الأمر في توضيح لي على أحد مواقع التواصل الإجتماعي. فقد استخف أحد المشاركين بتصريح بن غفير بمواصلة العدوان؛ وكتبت التالي، وأعيد كتابته لخطورة الموضوع :-*
*السلام عليكم*
*”لم يأت حديث بن غفير من فراغ. بل َهو من قرارات جلسة الكابينيت التي حضرها وزير خارجية أمريكا بلينكن”.*
*وقد عاد الحديث عن القضاء على حماس على لسان نتنياهو الذي شكر أمريكا لدعمه في الحرب على غزة والقضاء على حماس.*
*وأما المتحدث بإسم حكومةالعدو فشدد على تفكيك حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن.*
*وأضاف نتنياهو بأنه تعهد بالقضاء على حماس ولن يوقفه شيء.*
*وأما تصريح بلينكن لا يبشر بالخير أبدًا فعاود التصريح الذي أطلقه في اليوم الأول من العدوان في 7 اكتوبر :-*
*”ندعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها حتى لا تتكرر أحداث 7 أكتوبر”.*
*وهذا مفهوم توراتي بحت حين اقفل عماليق الطريق على النبي إسرائيل وهذا نصه:-*
*أدت كراهية عماليق لليهود، ومحاولاتهم المتكررة للقضاء على شعب الله( يهوه) ، إلى القضاء عليهم في النهاية. ويجب أن يكون مصيرهم بمثابة تحذير لكل من يحاول أن يفسد خطة الله أو من يلعن ما باركه الله (يهوه) (أنظر تكوين 12: 3)*.
*وأضيف اليوم التالي:-*
*فبدلًا من معاقبة نتنياهو لإقترافه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تعد ولا تحصى؛ وخرقه لكافة بنود القانون الإنساني الدولي المتحدثة وأهمها قصف المستشفيات والمدارس المليئة باللاجئين وفرض التهجير القسري على المدنيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه وقصفهم أثناء نزوحهم، وقصف كل ما يمت للحياة بصلة من محطات للمياه والمطاحن والمخابز.*
*فقد صرح البنتاغون بأنهم مستمرون في توريد الأسلحة والمعدات لكل من “إسرائيل” وأوكرانيا رغم نقص المخزون.*
*ولكي تقدروا خطورة هذه المرحلة بشكل دقيق جدًا لهذه الحرب التوراتية ضد الفلسطينيين أقترح أن تقرأوا مختصر عن كتاب “توراة الملك” وهو عبارة عن دليل الحائرين في قتل الفلسطينيين.*
*فبلينكن يهودي متطرف، ونتنياهو مصاب بعدة أمراض نفسية أعجزت أشهر الأطباء النفسيين فلسطين المحتلة عن علاجه فانتحر. وهو يعاني حاليا من جنون العظمة والنرجسية والسادية وهو عنصري صهيوني مؤمن بتفوق العرق اليهودي على سائر البشر؛ فيعتبرهم غوييم أي بمرتبة الحيوانات ويجوز قتلهم.*
*والأخطر من ذلك كله إذا أضفنا بأن نتنياهو يتصوّر نفسه بأنه يقاتل من أجل شعب إسرائيل. وهو بذلك فقد إعتبر نتنياهو بأنه “الرب يهوه” الذي يقتل ويدمر ويرتكب المجازر بنفسه.*
*وقد نشر نتنياهو بُعيد إلقاء خطابه في الأمم المتحدة حول مشروع الشرق الأوسط الجديد بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر 2023 تغريدة : “إن أعظم إنجاز في حياتي هو أن أقاتل من أجلكم (الشعب الإسرائيلي) ومن أجل بلدنا. ففي معتقدهم بأن رب الجنود هو من يقوم بعمليات الحرب والقتل والتدمير.*
*فقد إستبطن نتنياهو العدوان على الفلسطينيين ولكنه كان ينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ المخطط الجهنمي والحلم التوراتي بإنشاء وطن قومي لليهود دون وجود الأغيار فيه بعد أن تمت الموافقة القانونية سابقًا عليه في الكنيست.*
*فجاءت عملية طوفان الأقصى بمثابة المنقذ لمخططه الإجرامي بالإبادة الجماعية للفلسطينيين؛ فأستغل وصول أحد المقاومين بالخطأ إلى مكان الإحتفال الذي كان يضم أكثر من 4400 وسأل عن الطريق الذي يؤدي إلى إحدى المستوطنات وأمر عدد من الطائرات المروحية والمسيرات بقتل المحتفلين. وقد عرفنا ذلك من خلال ما نشرته صحيفة هآرتز بتاريخ 19 من الشهر الماضي بأن 364 أو 367 شخصًا قد قتلوا بنيران صديقة، وقد علقت حينها على ذلك بمقال تفصيلي بتاريخ 21 الشهر الماضي بعنوان “فضيحة مدوية، اليهود قتلوا يهودًا لإستباحة الدم الفلسطيني”،نشر على مواقع إضاءات ورؤى وأخبار عريب؛ وقد شككت يومها بالرواية كما شككت بإستحالة. قيام طائرة واحدة بالقيام بذلك الدمار وإزهاق الأرواح. وقد تأكدت تحليلاتي؛ فجاءت فكرة إنشاء مقبرة للسيارات التي أصيبت في عملية طوفان الأقصى وقد تم تغطية ذلك بوشاح الفتوى الدينية، وأما الهدف الحقيقي فهو للقضاء على الأدلة لإقفال التحقيق.*
*إن نتنياهو يشكل خطرًا على الإنسانية بفكره الإجرامي الإلغائي للأغيار معتمدًا على فكرة أن اليهود هم البشر الوحيدون والباقين يجوز قتلهم.*
*فكتاب “توراة الملك” البشر إلى مراتبَ متعدّدة. وينطلق، بحسب هذا التّصنيف، من أنّ اليهود يتبوّؤون المرتبة العليا، وأنّهم أفضل- بما لا يقاس- من مختلف أصناف البشر الأخرى. و يعتبر أنّ اليهود هم وحدهم الآدميّون الحقيقيّون، في حين أنّ “الأغيار” هم في مرتبةٍ أدنى، وتقترب مرتبتهم كثيراً من منزلة البهائم. لذلك ينبغي للدّولة اليهوديّة واليهود اتّخاذ مواقف التّمييز ضدّهم -في أحسن الأحوال- أو السّماح بقتلهم، أو ينبغي قتلهم في معظم الأحيان، ولا سيّما في أوقات الحرب.*
*وقد مهد نتنياهو لعملية الإبادة الجماعية في المرحلة الأولى بتدمير كافة البنى التحية وتعطيل المستشفيات مع قطع المياه؛ واليوم يستكمل نتنياهو المرحلة الثانية من الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بتآمر ودعم كامل من أمريكا وتخاذل كلي من الدول العربية.*
*سنتوقع عمليات واسعة جدًا وعلى أكثر من محور إذا لم تتراجع أمريكا وربيبتها إسرائيل عن مخططها الشيطاني بإبادة ما تبقى من الشعب الفلسطيني.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*01 كانون الأول/ديسمبر 2023*
Discussion about this post