قال المحل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان موقع اليمن الجغرافي كان احد اهم عوامل الاطماع الخارجية للاستيلاء على اليمن كون اليمن لم يستطيع وخلال عقود من الزمن ان يكون له قرار سيادي او استقلالية تامة وذلك نظرا لحجم التدخلات الخارجية في صنع القرار السياسي والسيادي.
واضاف البروفيسور الترب ان ملامح تشكل القرار السيادي والاستقلال السياسي بدأ الأن بالظهور وبدأ الصوت يرتفع عاليا لا للهيمنة الخارجية على بلادنا وهذا نجاح كبير للقيادة الثورية والسياسية في صنعاء التي تمشي على خطى تصحيحية شاملة بدأتها في الجانب العسكري والان في الجانب السياسي من اجل التكامل في البناء والتنمية وهذا يستدعي اليوم الإسراع في وتيرة الإصلاحات والتغيير الجذري الشامل لتجاوز ثغرات المرحلة المنصرمة من العدوان والحصار التي أدت الى الأوضاع الإدارية المزرية .
وأشار البروفيسور الترب ان القيادة باتت تدرك اطماع دول الاستكبار في نهب الثروات النفطية والتحكم في الموقع الاستراتيجي، وأقصاها السيطرة والتحكم في مصير الشعوب وقهرها وحرمانها حتى من مجرد التفكير الواعي في حقه الطبيعي في نيل الاستقلال الكامل، فنجدهم يتحركون تحت عدة عناوين زائفة ناعمة حتى يشرعنوا تواجدهم في الدول المستهدفة، ففي يمن العروبة والإيمان مثلاً تحركوا تحت عنوان قد يكون مسلياً نوعاً ما، وهو “إعادة اليمن إلى الحضن العربي” وإعادة ما يسمى الشرعية في اليمن وكأنهم نصّبوا أنفسهم أوصياء على الشعب اليمني لتقرير مصيره.
ونوه البروفيسور الترب الى ان الوقت اليوم قد حان لتحقيق الاستقلال الشامل والخروج من عباءة مملكة آل سعود التي كانت تعتبر نفسها الوصي على اليمن وهي وحدها من له الحق في تقرير مصيره وعندما شعرت السعودية بأن اليمن بدأت تنسلخ من تحت وصايتها وسيطرتها وبدأت تتوجه نحو بناء بلد قوي مستقل اقتصادياً وسياسياً حاكت المؤامرات بمساعدة من عملاء الداخل الذين لن يرحمهم التاريخ وهم يمكنّون هذه المملكة من التحكم بكل شئون اليمن، وتسليم مصيرها لدول خليجية مرتهنة للأمريكي والصهيوني وبالتالي تمكين الصهاينة بطريقة غير مباشرة من احتلال اليمن والتحكم بمواقعها الاستراتيجية, لأن السعودية والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة ونشأتا في نفس الفترة الزمنية وبنفس الأيادي البريطانية.
واكد البروفيسور الترب الى ان القادم يحمل الكثير من المفاجآت غير المتوقعة والنصر أولاً وأخيراً هو من حق الشعوب المظلومة والمقهورة إن هي استجابت وتحركت ورفضت الذل فالأطماع الاستعمارية تشمل في مخططاتها السيطرة على كل ما تختزنه الأرض اليمنية من ثروات هائلة في باطنها وعلى امتداد برها ومياهها الإقليمية باعتبارها أرض لا تزال بكراً وغنية بالثروات الواعدة التي تتجاوز ما تمتلكه دويلات الخليج والسعودية
ونوه البروفيسور الترب الى ان عملية القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر التي أثمرت عن الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “جالاكسي ليدر” تشكل تحولاً كبيراً في مسار المعركة مع الكيان الصهيوني، ومرحلة مفصلية جديدة وبداية الطريق نحو التحرر والاستقلال من الهيمنة الخارجية فالشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه أصبح يعلم أن الأمريكي يشكل تهديداً خطيراً على كل البلد ويستغل أنظمة العدوان والاحتلال وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي وكذا أدوات وكيانات الارتزاق لتحقيق مطامعه وأهدافه في احتلال الأرض ونهب الثروات وحماية وتأمين مصالحه الاقتصادية وكذا مصالح الكيان الصهيوني في اليمن وفي المنطقة بشكل عام..هذه الخطوة يجب ان يرافقها خطوة تصحيحية على المستوى الداخلي في تسريع خطوات التغيير المنشود لتحقيق تطلعات الشعب .
Discussion about this post