طوفان الاقصى وخلق توازنات جديدة
فؤاد يحيى العرشي
جاءت عملية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر 2023م ضمن سلسله من العمليات خاضتها المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها في مواجهة الاحتلال الصهيوني رداً على جرائم الاحتلال بحق الأرض والانسان والطفولة في فلسطين 🇵🇸 فخلقت هذه العمليات نوعاً معيناً من التوازن الرادع لصلف العدو الصهيوني وذلك لتغيير وتطور اساليب المواجهة ولعلنا نذكر انتفاضة الحجارة وما تلاها من عمليات فردية في نهاية القرن الماضي ثم تطورت خلال العشرين سنة الماضية لتصل الى عملية طوفان الاقصى حيث وقد استفادت المقاومة الفلسطينية من تجارب وتقنيات المقاومة في لبنان 🇱🇧
ومما لا شك فيه ان عملية طوفان الاقصى ستخلق تطوراً في توازن القوى بين قوى الاحتلال وقوى المقاومة الفلسطينية وهذا بعث الخوف في نفوس الحلفاء وعلى رأسهم أمريكا التي أعلنت منذ بداية العملية عن دعمها لقوى الاحتلال الصهيوني ثم أعلنت عن تحركها العسكري بإرسال حاملة الطائرات إلى شواطئ فلسطين متوعدة محور المقاومة في حال تدخله في المعركة وهذا دليل واضح على ضعف قوة الاحتلال الصهيوني العسكرية في المواجهة مع المقاومة الفلسطينية التي فاجئت الجميع بالقدرات العسكرية التي تمتلكها من حيث التقنيات الحديثة والتكتيك والتخطيط والمعلومات الاستخباراتية ، هناك معادلات على الأرض تتغير قيمها وفقاً لمعطيات الواقع، فأمريكا التسعينات من القرن الماضي غير امريكا 2023م وكذلك العالم من حولنا .
فما يجري الان في فلسطين لا يمكن فصله عن ما يجري في العالم سواء في شرق اوروبا وتداعيات الحرب الروسية الاوكرانية واثرها على اوروبا او ما يجري في أفريقيا والمتغيرات السياسية وحركات التحرر من الاستعمار، وكذلك التحالفات الاسيوية التي زادت قوة بعد الحرب الروسية الاوكرانية بالإضافة إلى السخط والعداء من قبل دول امريكا الجنوبية وشعوبها.
امريكا تعرف كل هذه المعطيات وتعرف ان تدخلها المباشر سيؤدي إلى حرب اقليمية وسينتج عنها القضاء على المصالح الأمريكية في المنطقة نهائياً وقد تجر هذه الاحداث العالم الى نشوب حرب عالمية كبرى تدمر امريكا الدولة العظمى او ما تسمى دولة القطب الواحد والتي تعاني في داخلها من التصدع في العلاقات السياسه الداخلية وكذلك وجود موجه من السخط الشعبي على المثلية وقوانينها كما هو حال الشعوب في كل اصقاع المعمورة.
إن كل الظروف والمتغيرات التي تحيط أمريكا والتي ذكرنا بعض منها لكفيلة بإسقاط أمريكا ونظامها الإستعماري الشيطاني ، ولهذا استبعد التدخل العسكري المباشر لكنها ستسعى لدعم الاحتلال الصهيوني سياسياً واقتصادياً واستخباراتياً وبالذات عن طريق الأنظمة العربية الموالية لها بالمقام الأول وأيضا الأنظمة الغير عربية وستسعى أيضا كعادتها إلى إحداث شرخ بين فصائل المقاومة وشعوب محور المقاومة والشعوب العربية والاسلامية عن طريق ماكينتها الاعلامية والدينية والسياسية.
أمريكا لم تتدخل عسكرياً طالما وهي تضمن الصلح وبقاء الاحتلال الصهيوني في المنطقة والذي يشكل رأس حربة لتحالف الشر العالمي.
Discussion about this post