بقلم/حليمة الوادعي.
لم يسبق أن رآها أحد ولم ينبهر بجمالها وطبيعتها، ولم يُعرف أن هناك من تحدث معها ولم ينجذب لطيبتها وحنانها، فكل من سمع بها يمتلئ قلبه فخراً ويتمنى أن تكون بجانبه طيلة حياته.
تُعتبر من عائلة عريقه لها قدرها و مكانتها ولكن زادت معرفتها عندما قررت أن تسافر نتيجة مشاكل حدثت بينها وبين جارتها، وفي أثناء سفرها ألتقت بأحد موظفين المطار، فما إن نظر إليها حتى شعر بإن جسدها يذوب من جمالها الطبيعي و قوامها الشامخ فلم يستطيع أن يسكت كثيراً فسألها:
من أنتِ أيتها الفتاة؟
فأجابته: أنا من جدي صنع التاريخ، وأمي أكتست الجمال، وأخي رافق المجد، وطفلي أكل البارود.
أندهش الموظف من كلامها!؟ ثم قال: كيف لك أن تكوني بهذا الجمال؟
فقالت: والله أنك لم ترى شيئاً من الجمال بعد فأنا من تخطيت عروش الطبيعة، وتجلت بي عظمة خلق الخالق و بديع تكوينه.
لاحظ الموظف أن هذه الفتاة واثقة من جمالها و حسن خلقها، فقال لها: هل لي بسؤال آخر أم أنك ستظنيني من المتطفلين؟
فابتسمت وقالت: حاشا أن أظن ذلك، فإن لم تكن تعرف فأنا أخلاقي تنتمي إلى القرآن، وأسلوبي يعرف بالرقي، كما أني مشهورة بالشجاعة والكرم.
فقال لها: شكراً لحسن كلامكِ، وأظنك مسلمه من حجابك وكلامكِ أليس كذلك؟
قالت: كيف وانا خير من صدق الرسالة وأسلم بها دون أن أرى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله، فلدي مواقف بطوليه و فتوحات إسلامية كثر
لم يعد يعرف ماذا يقول الموظف فلا يوجد شيء ليعيب هذه الفتاة وكأنها متكاملة ولله الكمال.
قال لها: أين ستسافرين؟
فأجابت: ساسافر الى التاريخ لأعيد صنعه كما فعل أبي، سأذهب لكي أرافق المجد الذي رافقه أخي، وسأكتب تاريخاً جديداً لن يكن أقل فخراً و شجاعةً من تاريخ أبي وجدي.
مشت الفتاة لتأخذ حقيبتها عازمة على تحقيق ماتريده تاركةً خلفها صورة في ذهن الموظف يصعب عليه أن ينساها أو أن يغفل عنها.
هذه هي التي ننتمي إليه، ونحن منها، هذه هي الفتاة التي عجز العالم على محاربتها و إخضاعها و كسر عزتها و كرامتها، هذه هي من صنعت الرجال و أخرجت الأجيال، هذه هي اليمن.
#اتحاد_كاتبات_اليمن.
Discussion about this post