مالكة الوثيقة وناشرها/ حنان الوادعي
رسالة من مقام الإمام يحيى حميد الدين (1869-1948) إلى ناظرة الشام السيد العلامة محمد بن الحسن الوادعي(شؤون داخلية ، موقف الجامعة العربية والسعودية واليمن من الحرب العالمية)
نص الوثيقة:
الأخ العلامة عز الدين محمد بن حسن الإمام ناظرة الشام حفظه الله، وشريف السلام عليه ورحمة الله وبركاته، صدورها عن احوال صالحة ، ولله المنة.
“ولما تعقب من البرد في هذه الأيام بعض تأثير في بعض الجهات. والأمطار حتى الآن قليلة والله سبحانه يلطف بعباده وأسعار الحبوب في تناقص وبضائع التجارة في ارتفاع وقلة وجود، وعجبنا مما أشار إليه كتابكم عن ناظرة رازح وقد أحسنتم بجلب من جلبتم للبحث عن الحقيقة وتقريرها، وإذا سِلم ناظرة رازح من الخيانة فهو لوظيفته كفو، ويعرف كيف تجري الأمور لا سيما مع أهل الحدود . وما إليه اشرتم عن حال الحاج محمد ضيف الله غثاية، ومرضه فالمرض كما اجبنا عليكم مع تحققه عذر وعند زواله يكون اعتماد ما سبق الأمر به من لزوم وصوله إلى هنا مع مستنداته. وفي هذا ما يكفي عن غيره.
والذي يقرب كما قلتم أن نهاية الحرب قد آذنت بالدنو والقرب ولكنها مع ذلك حتى الآن مما لا يمكن تحديد يوم نهايته وأمر الوحدة العربية الذي يظهر أن معظم القائمين بها والداعين لها مدفوعون إلى السعي فيها من أنكلترا وهي قد تظاهرت وصرح عظماؤها بما عندهم من الميل إليها وإنا لنرجو الله أن يكون من وراء ذلك ما فيه نفع للإسلام والمسلمين وإن كان في المبادئ ما فيها من التشاؤم. وأما ما اشرتم إليه من اجتماع الملك عبد العزيز بمن ذكرتموهم فلا يخفى على أحد ما للملك عبد العزيز من مكانة الصداقة قديما وحديثا في نظر الحكومة الإنكليزية الزائد الآن هو تظاهر أعضائها بالبناء على ذلك والأمل أن لا يكون من وراء ذلك إلا ما فيه الخير.
هذا
وقد أجمع المشتركون في الجامعة العربية على اعلان الحرب على ألمانيا واليابان إلا نحن فأنا واقفون على الحياد وسنستمر عليه وقد أوضح لنا الملك عبد العزيز عن سبب دخوله في الحرب بأنه بترغيب من حكومتي انكلتر وامريكا وافهامه من بعض أصدقائه بأن ذلك وسيلة للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في بلدة فرانسيسكوا بأمريكا وهو يرجو أن يكون لصوت مندوبه فيه صدى في ذلك المجلس إذا تكلم عن فلسطين وقد وعد بذلك ومن قبلنا قد كان الجواب عليه بأنا نرجو له الخير في ذلك ومما أدرجناه في الجواب قوله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل فيه خيرا كثيرا وما أرسلتموه من الأوراق في البريد السابق وفي هذا البريد قد كان ايداعه إلى دائرة الاقتصاد والله يصلح كل شأن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Discussion about this post