بسم الله الرحمن الرحيم
◇ الأخسرون أعمالاً ◇
✍ عبدالإله عبدالقادر عبدالله الجنيد *
لم تكن الحركة الداعشية بأفعالها الخبيثة وجرائمها المرتكبة في حق الإنسانية والإسلام على فضاعتها وقبحها وليدة لحظتها ، بل هي حركة ممتدة عبر التاريخ ظهرت بظهور قواعد الجبت والطاغوت والماسونية الصهيونية العالمية ، فهي الذراع العسكري الضارب الذي تستخدمه الماسونية والصهيونية العالمية وقوى الكفر والطاغوت أولياء الشيطان لتنفيذ جرائمها الخبيثة في حق الأنبياء والمرسلين وأولياء الله وخاصته من خلقه .
فقد نَفّذَتْ جرائمَ كبيرة وخطيرة بإيعاز من الطاغوت ، فقتلت أنبياء الله ومنهم : نبي الله إيليا عليه السلام ، ونبي الله يحيى عليه السلام ، وحاولت صلب المسيح عيسى بن مريم -صلوات الله عليه وعلى أنبياء الله أجمعين- فخابت وخسرت حيث رفعه الله إليه وكان الضحية هو زعيمهم الذي شبّهه الله لقومه بصورة المسيح آنذاك .
ولاحقاً تمكن حلف أبي سفيان المتشكل من الطلقاء وأحبار اليهود وقوى النفاق من استيحاء هذه الفكرة من اليهود وإحلالها في بنية الدولة الإسلامية ، حيث تمكنت قوى السلطة والحكم في الدولة الإسلامية من القتل والتنكيل بأولياء الله وأعلام الهدى من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فاغتالت الإمام علي -عليه السلام- وهو ساجد في محراب بيت الله ، واغتالت الإمام الحسن سلام الله عليه- وقتلته بالسُّم ، ثم نفّذت فاجعة كربلاء بالإمام الحسين وإخوته وأولاده وشيعته سلام الله عليهم أجمعين ، وتلا ذلك ما جرى للإمام زيد -عليه السلام- في كناسة الكوفة .
وقد ظلت هذه الحركة متجذرة ومستمرة في كل عصر بدعمٍ من سلطات الحكم المتسلطة على الأمة ، وقوى الطاغوت بتنفيذ جرائمها في حق الأمة على مر العصور .
وفي زماننا هذا حين بدأت المواجهة بين أهل الحق ، وقوى الطغيان والكفر والنفاق بزعامة الشيطان الأكبر الأمريكي وحليفيه البريطاني والإسرائيلي ، حيث سخّروا هذه الحركة في تصدر المواجهة ، فقامت بدورها في تنفيذ جرائم الإبادة الجماعية ، وتفجير المساجد ومقامات أولياء الله في العراق وسوريا ، وفي اليمن خاصة .
وهم اليوم يتصدرون المواجهة ضد راية الحق والهدى ، ويمارسون جرائمهم في المناطق التي يحكمون السيطرة عليها من القتل والتنكيل بالأبرياء ، ويوجهون أسلحتهم إلى صدور أبناء جلدتهم المؤمنين بدلاً عن رفعها في وجوه الطغاة والمستكبرين واليهود الذين يعيثون في أرض فلسطين الفساد ، يقتلون الأبرياء ، ويحتلون الأرض وينتهكون حرمات المقدسات ، وينهبون ثروات وخيرات الأمة ، على مرأى ومسمع منهم ، فتراهم لا يحركون ساكناً تجاه ذلك ؛ لأنهم باتوا أدوات رخيصة مبتذلة يستخدمها الطاغوت والطغيان في تحقيق مراميه وأهدافه . فكل جرائم القتل والاغتيالات التي كانت تحدث بين فترة وأخرى قبل ثورة 21 سبتمبر 2014 ميلادية ، إنما هي جرائم منفذة بأيديهم الآثمة .
وبعد قيام ثورة 21 سبتمبر ، قاموا بتنفيذ عمليات تفجير بيوت الله ، وقتلوا المصلين والآمنين في عموم محافظات اليمن ، وبعد أن أحكموا قبضتهم في السيطرة على بعض المحافظات شرعوا بتنفيذ الاغتيالات ، والتنكيل بعباد الله ، وهدم المساجد وتفجيرها ، وتفجير مقامات الأولياء والصالحين .
ففي تعز -المحافظة المسالمة والآمنة- قاموا بتنفيذ عمليات بشعة وقذرة -يندى لها جبين التاريخ وتستنكرها الإنسانية- بحق أسرتين يتصل نسبهما بآل بيت رسول الله ، وهما أسرة آل الرميمة وأسرة آل الجنيد ، من جرائم قتل ، وسحل ، وتنكيل ، فضلاً عن قيامهم بتفجير جامع سيدي جمال الدين الجنيد ، ونبش قبره والقبور المحيطة به ، وهدم وتفجير مقام سيدي علي بن أحمد الرميمة ، وقبة الولي الصالح عبدالهادي السودي ، وغيرهم من أولياء الله الصالحين .
وقبل أيام تمادوا في غيهم فطالت أيديهم استهداف تربات سيدي أبي الأسرار علي بن إبراهيم السروري ، وهو أحد أولياء الله الصالحين المؤمنين الذين لهم من الكرامات والإشارات الكثيرة ، ويُقصد مقامه الشريف في تربة المعروفة بتربة أبي الأسرار بالزيارات المتواصلة ، والزيارة السنوية التي تقام فيها الموالد والحضرات وحلقات العلم والذكر في مقامه الشريف ، ولكونه واحداً من مصابيح الدجى من آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقد اُستهدف مقامه الشريف ، وتم تدميره وتفجير القباب المحيطة به لبقية أبنائه والأولياء الصالحين من ذريته ، وقد وصل بهم الحال إلى نبش قبره وإخراج رفاته الشريف ، ويعلم الله إلى أين ذهبوا به ، ولا ندري لماذا لم يتحرك الناس في تلك المناطق وفي محافظة تعز وفي اليمن عامة لإدانة واستنكار هذا العمل الإجرامي والإرهابي الخبيث .
ومما يدعو إلى الدهشة والاستغراب أن محبي سيدي أبي الأسرار كثيرون ، وله من الذرية في محافظة لحج ، وتعز وعدن ، وغيرها من المناطق ، أعداد كبيرة بمسميات مختلفة لم نسمع منهم صوتاً واحداً يدين هذه الجريمة النكراء !!
إن ما يقوم به أعداء الأمة من تلكم الجرائم النكراء إنما يستهدفون من خلالها هوية الشعب اليمني وخصوصيته التي تغيظهم ، لذا نراهم يسعون جاهدين إلى محو ذكرانا وطمس هويتنا التي من المحال أن تُطمس مهما بلغت أفعالهم وجرائمهم الخبيثة ، وعبثاً يحاولون .
ذلكم هم الأخسرون أعمالاً
[ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ] .
[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ♤ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْـمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ] .
ألم يئن الأوان للأحرار من أبنا الأمة أن يهبوا لوقف هذه المهزلة قبل أن تطال بقية مقامات ومساجد أولياء الله في عموم المنطقة ؟!
وما شأن هؤلاء الدواعش لا يحركون ساكناً تجاه قبة الحبر اليهودي الشبزي في تعز ؟!
نأمل من كل الأحرار والشرفاء المخلصين الصادقين ألَّا يقفوا مكتوفي الأيدي صامتين أمام هذه الجريمة النكراء ، بلةعليهم أن يرفعوا الصوت ويبادروا مسرعين إلى مواجهة هذه العصابة الخبيثة التي تحارب الله ورسوله وأوليائه ، والعاقبة للمتقين .
والحمد لله رب العالمين
• الله أكبر
• الموت لأمريكا
• الموت لإسرائيل
• اللعنة على اليهود
• النصر للإسلام
Discussion about this post