حديث الإثنين :
أثبتت أمريكا أنها عدو متأصل للشعب اليمني
احمد ناصر الشريف
صحيفة 26سبتمبر العدد 2321
14 آب/أغسطس 2023م
بعد أن اتضحت الرؤية وأصبح كل شيء مشاهداً أمام كل ذي بصيرة بأن أمريكا هي العدو الأكبر للشعب اليمني وهي من تعمل على عرقلة إنهاء العدوان على اليمن وتمنع صرف المرتبات من ثروات اليمن المنهوبة وتمارس ضغوطا رهيبة على أداتها السعودية للتراجع عن أية تفاهمات تمت مع صنعاء بل وتأتي بأسطولها البحري وقواتها البحرية إلى البحر الأحمر بهدف إشعال حرب قد تتضرر منها المنطقة بأكملها وليس اليمن فحسب بالإضافة إلى تعزيز حضورها العسكري وتواجدها الدائم، ماذا نقول لأولئك المتعاطفين مع الإدارة الأمريكية واستنكارهم لرفع الشعار ضدها (الموت لأمريكا) وهو الشعار الذي أدركت أهميته أمريكا وتمت مناقشته في مجلس النواب الأمريكي لعدة أيام ليخرجوا بخلاصة بأن هذا الشعار أخطر عليها من الحرب نفسها لأنه ينشئ جيلا يضمر لأمريكا العداوة والبغضاء جراء ما تقوم به من عداوة للشعوب المستضعفة وتصدير الفتن إليها ليقاتل بعضها البعض الآخر،كما تفعل الإدارة الأمريكية عبر أدواتها في المنطقة كل هذا العبث بالقيم والمثل العليا والأخلاق إن كان بقي هناك من قيم ومثل وأخلاق لديها فهل من العيب أن نفضحها ومن المفارقات أن آلة الإعلام الأمريكي التي تدعي الحرية والاهتمام بحقوق الإنسان لا تكلف نفسها عناء البحث عن الحقيقة والدفاع عن عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ الذين أحرقتهم أسلحة الدمار والقنابل الذكية الأمريكية خلال الأعوام الماضية التي كانت تخترق أماكن تواجدهم وتحيلهم إلى كتل من الحمم وما حدث في صالات الأعراس والعزاء والسجون والأعيان المدنية خير شاهد.
إن الإعلام الأمريكي والغربي بشكل عام لا يكتفي بالصمت فقط على هذه المحارق والمجازر المروعة التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن كجرائم حرب وبدعم أمريكي مباشر في حق شعب ذنبه الوحيد أنه يدافع عن نفسه وعن سيادته وحريته واستقلاله ويرفض التبعية للغير وإنما يقوم هذا الإعلام المبرمج بتحريض آخرين لارتكاب الأعمال البشعة غير المعهودة في دولة كبرى تدعي أنها حامية لحقوق الإنسان وأنها زعيمة العالم الحر وهي في نفس الوقت تشيع المزيد من تعميق الكراهية بين الشعوب والديانات وتروج للأفكار المريضة التي تدعو لصراع الحضارات بدلاً من الحوار والتسامح لدرجة أن رئيسها العجوز بايدن أعلن بكل وقاحة بأن المثلية فخر لأمريكا، وعندما يأتي الرد الدفاعي اليمني المشروع على هذه الجرائم البشعة تقوم الدنيا ولا تقعد ويجتمع مجلس الأمن الدولي ويسارع بإدانة اليمن وشعبه ويصفه بالمعتدي دون حياء أو خجل.
كل هذا يحدث بسبب أن الشعب اليمني شهد ثورة شعبية جاءت مصححة لأوضاع سابقة كانت خاطئة أصبحت حديث العالم اليوم قادتها طليعة سياسية في غمار اندفاعة شعبية كبيرة أوصلتها إلى النصر المحتوم فقضت على عهد التسلط والوصاية الخارجية رغم شراسة الأعداء الذين اصطفوا في تحالف دولي ضدها وشنوا على اليمن وشعبه عدوانا ظالما لم يشهد له التاريخ مثيلا وهو ما يؤكد أن اليمن يجتاز مرحلة نادرة في وضعها بعد أن اصبحت ثورته الشعبية في موقع لا يقهر بفضل التضحيات الباهظة التي عبدت لها الطريق في ظل هدي المسيرة القرآنية وأن أصداء انتصاراتها المتحققة التي يسطرها أبناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات بالإضافة إلى ما تقوم به القوات الصاروخية والطيران المسير من توجيه ضربات مسددة وناجحة في عمق بلدي العدوين السعودي والإماراتي لا يستبعد أن تتكرر قريبا خصوصاً وأنها بفضل الله وبفضل عزيمة رجال الرجال قد تخطت الحدود الوطنية إلى آفاق أبعد وأوسع بفضل العقول اليمنية التي استطاعت أن تصنع الحياة الجديدة وتعيد لليمن مكانته التي عُرف بها عبر تاريخه الناصع والمشهود له ممن أرسله الله رحمة للعالمين النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بالإيمان والحكمة.
وذلك بعكس كل الثورات السابقة التي شهدها اليمن وكانت ترفع شعارات براقة ولكنها لم تكن تطبق على أرض الواقع لدرجة أن الأنظمة اليمنية السابقة ارتمت في أحضان الغير ورهنت قرار اليمن السياسي للخارج بالكامل وتشهد على بقاياهم اليوم فنادق الرياض وأبوظبي وهو ما يتوافق مع وجهة نظر الدكتور حسن مكي رئيس الوزراء الأسبق في الحوار الذي أجريته معه ونُشر في صحيفة “26سبتمبر” قبل وفاته رحمه الله حيث قال: إن ثوار 26 سبتمبر عام 1962م استطاعوا أن يخربوا الجدار ولكنهم فشلوا في إعادة بنائه بسبب سيطرة القوى التقليدية على مقاليد الأمور ويقصد أنهم نجحوا في القيام بالثورة وفشلوا في بناء الدولة التي قامت الثورة من أجل تحقيقها بينما في الدول الأخرى يتحدثون عن المستقبل بثقة ويعتقدون أن ما سيأتي به هو الأفضل، ونحن في اليمن كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام نجد أن ما سبقها من خطوات كانت هي الأفضل، بقي إن نقول أن التحذير الجدي الذي أطلقه قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك الحوثي قبل أمس السبت يجب أن تأخذه دول تحالف العدوان ضد اليمن على محمل الجد وخاصة السعودية والإمارات فقد تعودنا من قائد الثورة الشعبية أنه إذا قال فعل ونود أن نذكر هنا إن الحقيقة التي تنظر من خلالها أمريكا إلى اليمن ولا تقبل الجدل ويجب أن نقف أمامها طويلاً للتأمل فيها تتمثّل في أن هناك توجهاً إقليمياً ودولياً يمنع اليمنيين من بناء دولتهم القوية الحديثة وهو توجّه قديم وليس بالجديد لأن من يعود إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي ويستقرئ ما مرّ به الوطن العربي من أحداث في تلك الفترة سيعرف السبب المباشر الذي جعل قوى إقليمية ودولية لا تسمح ببناء دولة قوية وحديثة في اليمن وقد سبق أن تعرضنا لهذا الموضوع تفصيلا في مقالات سابقة.
Discussion about this post