✍🏻ابو جعفر الدراجي
(( ولقد خلقنا الإنسان في كبد )) اي في شدة .
الإنسان في منتهى القمة في الخلق من حيث البناء الجسماني والعقلي والعاطفي . نعم هنالك مخلوقات متناهية في الجمال ودقة الحركة ولكن لا توجد فيها الحركة الذاتية كالإنسان الذي يتميز بحرية الحركة ويسير بإتجاهات عدة في آنٍ واحد ففي نفس الوقت يُحب ويكره وفي نفس الوقت يتكلم الصدق ونفس الوقت يكذب . إذاً هو مخلوق يمكن أن يكون إنساناً ويمكنه أن يكون حيواناً ويمكنه أن يكون جماداً ويمكنه أن يكون ملاكاً ، ليس له حد ان يحده في كل الميادين حاضر وفي كل الميادين غائب ، عقله يسيّره اينما تطلب منه نفسه أن يسير وبإتجاهات مختلفة ، هذا الإنسان لابّد أن يخضع لقوانين لسلوكياته وحركاته ،
الأولى : أن يأخذ من طريق الانبياء طريقاً له ويطبقه على نفسه وهو الطريق الإلهي القويم ومنتهى العبودية لله فيقوم هذا الإنسان سالكاً طريق الأنبياء بإتباع الصدق والمحبة والتسامح وغيرها من السلوكيات المنطقية في القانون الإلهي .
الثاني : طريق ابليس وهو الإبتعاد عن المنهج الإلهي والتقرّب من الشيطان فيتبع أوامره بكل صغيرة وكبيرة وتصبح السلوكيات لديه اللامنطقية منطقية ، وتكون نفسه من احب النفوس لديه ويغضب من كل انسان ، فلا سبيل له غير نفسه فلا يسامح ولا يحب الناس ويتكبر ويشعل الدنيا من اجل ان يرضي نفسه الخبيثة وبذلك ينتهي العقل والفكر السليم لديه .
هذا الإنسان بشكل عام
ونأتي للإنسان المؤمن . يحب الأنبياء ويكره أحباءه شيء عجيب في هذه البنية الغريبة فهنا يكون لدينا إنسانان مؤمنان .
الاول : مؤمن مصداق الآية الكربمة (( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )) .
هؤلاء لا يهمهم المديح ولا يعنيهم الكلام الفارغ المحتوى ولا يلتفتون للتكريم من الآخرين .
همهم الله . يرضى أو يغضب عليهم وهمهم الاول هو العمل الصالح .
المؤمن المنافق : اذن كيف يكون والأنسان مؤمناً ولكن يكذب ويسرق ويغار ويحتال ويزني ؟ الجواب متروك لكم .
Discussion about this post