كتبت بتول عرندس
اعوام مضت ولا زالت الهزيمةُ حديث الساعة، هزيمةٌ زلزلت الكيان الصهيوني وأسطورته وبيت عنكبوتِه الواهن. هزيمةٌ حققتها معادلةُ الثلاثية، المقاومة والجيش والشعب، فكانُ نصرُ لبنان في أيار 2000 حكايةَ مجدٍ خالدة، خطّها النجيع الطاهر لقافلةِ الأحرار والأوفياء والمجاهدين.
في آيار، حرر جنوب لبنان بسواعدِ أبنائه البررة، وبعزيمة شبان بعلبك الهرمل خزّان المقاومةِ وحضنها، وبصمودِ كل المناطقِ وأهلها الشرفاء الأوفياء. كان الموقف كما الكلمة، صرخةَ مجدٍ بوجهِ جحافلِ بني صهيون، رغم تخاذل عروشِ النفظ ومشايخ العار وتواطئهم ومؤامراتهم. انتصر الجنوبُ الذي لم تبخل دمشقُ بمساندتِه ودعمه بمل الوسائل والخيارات المتاحة. كذالك فقد تحقق النصرُ بدعم حاضنةِ المستضعفين إيرانُ بقيادتها وسياسيوها وشعبها الوفي، إيرانُ التي أسس قائد ثورتها الراحل الإمام الخميني (قدس) اللبنة الأولى للمقاومة.
في ذكرى الإنتصارُ أسمى التحايا للإمام الذي استنهض الجنوبيين وحثهم على سلك درب الجهاد والمقاومة، الإمام المغيّب السيد موسى الصدر (قدس).
تحية اجلال وتقدير لسيد النصر سماحة السيد الامين المؤتمن على دماء الشهداء سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله ورعاه
تحيةُ إباء ووفاء للشيخ راغب حرب، للسيد عباس الموسوي، للحاج عماد مغنية، للسيد مصطفى بدر الدين، للقائد حاتم حمادة،
ولكل الذين عرجوا دفاعًا عن كرامةِ الجنوبِ وسيادته واستقلاله.
تحيةٌ للمجاهدين كما للمدنيين، للعاملين الأوفياء، لكل طبيبٍ داوى جريحًا ومقاوم،
لكلِ معلمٍ غرس قيّم المقاومة والثورة، لكل فلاحٍ صمد في أرضه ولم يهن،
لكلِ وفيٍ دعم المقاومة وساندها من موقعه اعلاميًا وماديًا ومعنويًا، لكلِ جنديٍ مجهول في مجتمعِ المقاومة.
تحيةُ النصر لجيشنا الباسل، لتضحياتهِ وصمودِه وثباته، لجنودِه وضباطهِ الفوارس.
تحيةٌ لكلِ سياسيٍ وفيٍ لم ينضم لقافلةِ المغبونين المنخدعين المحاربين لخيار المقاومةِ واهلها. تحيةُ النصر لرئيس البرلمان المقاوم، الأستاذ المجاهد نبيه بري، صوت المقاومة وحاميها وناصرها. تحايا النصر لإخواننا من كل الطوائف والتيارات
والتوجهات السياسية.
وكي لا ننسا، أسمى التحيا لفخامة الرذيس المقاوم الذي شهد في عهده لبنان انتصار أيار، العماد إيميل لحود.
ستبقى المقاومة النهج والدستور والدرب رغم كل المؤمرات، ومهما نبح الكلاب وتؤاطئ العملاء وتصهين العبيد. انتصارُ أيار حكايةُ مجدٍ ستكتبُ وتخلّد في تاريخ الامة، ستستذكر الأجيال حكايا المجاهدين وبطولاتهم، كيف تحدت العينُ المخرز، وكيف حُفِطت الوصية، وكيف لم يصافح العدو ولم يعترف به. سيستذكرُ ابناؤنا أطفال
قانا والمنصورية وكلُ جرائم الدم التي ارتكبها العدو ليكملوا مسيرة المقاومة ومقارعة هذا الوجود غير الشرعي
حتى استرجاع كل شبرٍ محتل في مزازع شبعا والجولان وفلسطينُ الجريحة.
كل نصر وانتم بالف خير
Discussion about this post