انتصار سوري عربي كبير، بكلمات مختصرة قالها السيد الرئيس بشار الأسد بأنها فرصة كبيرة لإعادة تموضع الأمة العربية في العالم الجديد .. فنحن مع عروبة الانتماء لا عروبة الاحضان، فالقمة العربية اليوم تنعقد في عالم مضطرب، لذلك لابد من الامل وتحقيقه بالعمل لنتوجه نحو مرحلة جديدة لعالمنا العربي لتثبيت موقعنا على خارطة العالم الجديد بكل ما نمتلكه من إمكانات وقوة ..!! .
في حين أقر البعض من المترددين بتوجهاتهم ليقولوا : أننا نحن العرب في زمن الاستقطاب ما بين القوى الكبرى متخفيا بكلماته خافيا لسياسة الاملاءات التي بدأت تزول عربيا .. خاصة وكلامه يقول : كأننا لا حول ولا قوة ..!!، نعم فالقمة العربية تخوض اليوم مرحلة من أهم مراحل تاريخها منذ تأسيسها وهي تحمل هموم اثقالها ضمن ملفات كبيرة تعددت وهي مليئة بالاشواك ..، فقد تم وضعها أمام الجميع على طاولة القمة العربية في مرحلتها الثانية والثلاثين وهي ليست بالقمة العادية ابدا كما قيل ..!!, بل هي القمة الاكثر استثنائية في تاريخ الأمة العربية كلها اليوم، وهي قد بدأت في جدة السعودية برعاية ورئاسة المملكة التي حملت على عاتقها مهمة تجاوز كل التحديات وإعادة لم الشمل وتوحيد الصف العربي من جديد وتصغير كل الخلافات والمشاكل العربية الداخلية .. .
حقيقة كانت هي ما تم انتظاره لما سيكون الوضع والحال عليه ما بين نجوم القمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس بشار حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية في أول لقاء يجمعهما معا منذ انطلاقة شارة الحرب الكونية على سورية برعاية وتوجيه أميركي صهيوني والذي كان بدعم مباشر من الرياض وقطر ..!!، الجميع كان ينتظر كيف سيكون اللقاء والمصافحة، وكيف ستكون ابتسامتهما وعلى ماذا تم التصالح بينهما، وهما اليوم نجوم القمة والمواجهة ما بين عربيين يؤمنون بالعروبة وحقيقتها وليس عروبة الاحتضان التي ولى زمانها ..، قائدين كبيرين بلقائهما كان التنفيذ لقرار عملي في عقد صلح الشجعان بينهما برعاية الأوفياء والحلفاء والأصدقاء وعلى مرأى من العالم اجمع ..، لكن حضور زيلنسكي الأوكراني المفاجىء باللحاظات الأخيرة هو قرار أميركي ليس أكثر، في محاولة اميركية للقول أنها موجودة ..!!, وقد تم الرد عليه وتجاوزه بهدوء وعدم اكتراث له حين لم يضع اي من الوفد السوري سماعات الترجمة مختصرا الرد وثبات الموقف إلى جانب روسيا الاتحادية ..
لقد كانت القمة استثنائية وما فوق العادية لما أضافه الحضور السوري للقمة وأضفى عليها من قيمة معنوية ولون عربي مقاوم وهو ما كان غصة في حلق الصهيوني والأميركي وكل أدواتهم .. .
لقد كان أمام القمة العربية استحقاقات كبيرة ومواجهات وتحديات ومنعطفات خطيرة تواجه القادة العرب ..، لذلك كان عليهم التوافق وتقريب وجهات النظر وتصويب البوصلة عربيا ..، لأن بعض هذه الملفات لا يحتمل اللون الرمادي كملف فلسطين ام القضايا عربيا وعالميا، وملف السودان في تعرض وحدته للتشرزم، وملف إعادة الوحدة والأمن والأمان والنظام إلى ليبيا، وملف تثبيت وقف إطلاق النار في اليمن، وملف هو الأهم ويشمل كل الملفات والذي يتضمن وحدة وقرار في إعادة اعمار هذه البلدان التي تهدمت بفعل الحرب قبل الشروع للانتقال ما بعد القمة للعمل بالشكل الثنائي لحل وحلحلة عقدة البحرين الداخلية، وملف قضية الصحراء المغربية .. والملف الأهم الحاضر الغائب في كل مكان وزمان هو لبنان الذي كان قدر العرب أن يروا فيه ما تجاهله باستمرار أنه راس حربة محور المقاومة وحامل العروبة وشرفها وسيادتها والمدافع عن شرفها وكرامتها وخندق الأمة العربية والإسلامية في مواجهة قوى الشر والعدوان والاحتلال .. .
لذلك يجب الخروج من هذه القمة بموقف عربي موحد واستثنائي يؤكد نجاحها وجدتها، وأن لا تكون كمثيلاتها من سابقاتها بقرارات كلامية نتيجة املاءات من استلبوا القرار العربي وصادروه ..!!، خاصة وأن القمة جاءت بعد ١٢ عاما على مواجهة سيناريوهات الربيع العربي والثورة الخلاقة والشرق الأوسط الجديد والتي كانت سببا دفع ضريبته الملايين من الأبرياء ..، قمة يعول عليها النهوض مجددا بالأمة العربية وتوحيد الجهود العربية قولا وفعلا، ليتم وضع حد للسيناريوهات الإمبريالية والزحف الثقافي الغربي نحو بلداننا وخاصة التطبيع المذل مع العدو الصهيوني الكيان المؤقت الزائل قريبا، والاهم والمهم الصمت عن ام القضايا العربية والعالمية قضية فلسطين ..!! .
بيان ختامي صدر عن مؤتمر القمة العربي مضمونه خطوات كثيرة مهدت لهذا البيان كان قمتها الأخيرة بيان عمان، حيث سبق للبيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية الأردن وسوريا والسعودية والعراق ومصر في العاصمة الاردنية عمان ما اختصر التوجه العربي والقمة العربية في الكواليس وهو ما تم تأكيده عن اعتماد .. :
– التعاون بين دمشق والدول المعنية والأمم المتحدة في بلورة استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وتنظيماته .
– التعاون مع دمشق والأمم المتحدة لإنهاء المنظمات الإرهابية في سورية ومنعها من تهديد الأمن الإقليمي والدولي .
– العمل على دعم سورية ومؤسساتها في أية جهود مشروعة لبسط سيطرتها على أراضيها وفرض سيادة القانون .
– إنهاء تواجد الجماعات المسلحة والإرهابية في سورية ووقف التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري .
– التوافق مع سوريا على خطوات فاعلة لمعالجة التحديات الأمنية المرتبطة بأمن الحدود .
– إنشاء آليات تنسيق فعالة بين الأجهزة العسكرية والأمنية السورية ونظيراتها في الدول المجاورة .
– العمل لاستئناف أعمال اللجنة الدستورية في أقرب وقت وفي سياق الخطوات السياسية لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة .
– اتفق الوزراء على تشكيل فريق فني على مستوى الخبراء لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة .
– أكد وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر أولوية إنهاء الأزمة في سوريا وكل ما سببته من قتل وخراب .
– أكد المجتمعون على انتاج حل سياسي يحفظ وحدة سورية وتماسكها وسيادتها ويلبي طموحات شعبها ويخلصها من الإرهاب .
– يؤكد المتجمعون على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية غير المشروعة من سوريا .
لذلك الرئيس بشار الأسد في كلمته للقمة العربية في جدة وضح معالم خارطة الطريق نحو نهضة الأمة العربية كلها بعروبة الانتماء لا بعروبة الاحتضان بتأكيده على :
أنه علينا البحث عن العناوين الكبرى التي تتسبب في أزماتنا وهذه فرصة تاريخية لترتيب شؤوننا بمعزل عن التدخل الخارجي, وأن العمل العربي المشترك بحاجة لرؤية مشتركة لتفعيل دوره في حل الأزمات والقضايا، فسورية هي قلب العروبة وفي قلبها، شاكرا رؤساء الوفود الذين عبروا عن عمق المودة لسورية .
حيث صدر البيان الختامي لاجتماع الجامعة الدول العربية متضمنا كل ما تم التمهيد له من اجتماعات سابقة بالسر والعلن ليكون وفق التالي :
-حيث أكد أن أبرز قرارات القمة كان القرار المتصل بعودة سوريا إليها .
– كما أكد على أن سورية بحاجة لمساعدة إخوانها العرب وفي الوقت نفسه ينبغي أن تتفاعل مع خطوة المجموعة العربية تجاهها .
-مضيقا أنه على الجانب العربي أن يطرح التهدئة تجاه جواره وينبغي على تركيا وإيران تحديداً التعامل بإيجابية مع هذه الخطوة العربية .
– ما يتطلب أن نتطلع إلى أن تكون قمة جدة بداية أخذ العرب لجميع شؤونهم بأياديهم .
-مركزا على أن القضية الفلسطينية موجودة في قلب إعلان جدة خصوصاً في هذا الوقت الذي تضغط فيه “إسرائيل” بكل عدوانيتها .
-وان الشعب السوداني يعاني فيما المصالح الضيقة تستمر في الهيمنة على المشهد في السودان .
فهل سيكون القادم بمستوى الانتماء العربي والعروبة وليس كلاما كما سبق واملاءات عندنا عليها ..!! .
ما يقال أنه اذا كانت مشاركة الرئيس بشار الاسد في قمة جدة قد أزعجت الغرب الاطلسي ورفعت ضغط الكيان الصهيوني، فهي حتما قد اسعدت روسيا..!!, لكن حضور الرئيس الاوكراني زيلنسكي قد يُسعد الغرب الاطلسي وهو ورقة خاسرة بامتياز والكل يعلم ..!! ..؟؟، اليوم قد كشف الكثير فيه وخاصة عن عن مفتاح خارطة لـعـبـة الـتـوازنات الـدقـيـقة التي يـقـودهـا عـلـى مـا يـبـدو جيل من القادة العرب الشباب، من خلال الأمـيـر مـحـمـد بـن سـلـمـان ولي عهد المملكة العربية السعودية والرئيس بشار الأسد .. .
د. سليم الخراط
Discussion about this post