ماذا يحصل بمنطقة الشرق الاوسط بشكل عام، وبسوريه بشكل خاص ..!!، يقول التاريخ ..: أنه يوم دخل هولاكو بغداد قتل العلماء والتجار والقضاة وقال لجنوده ابقوا المستعصم حيا حتى يدلنا على اماكن كنوزه، وذهب المستعصم بالله معهم و دلهم على مخابىء الذهب والفضة والنفائس وكل المقتنيات الثمينة فى داخل وخارج قصوره و منها ما كان يستحيل ان يصل اليه المغول بدونه ..!!، فقال له هولاكو لو كنت أعطيت هذا المال لشعبك لكانوا حموك مني ..!! .
يقول المؤرخون أن ما جمعه بنو العباس فى خمسة قرون أخذه هولاكو فى ليلة واحده ..!!، وسيقول المؤرخون أيضا ان ما كان يكفى الامة العربية لعدة قرون أخذه الامريكان وحلفائهم من دون مقابل ..!!، ولو أنفقت الانظمة العربية كل هذه الأموال على التعليم والبحث العلمي ومساندة بعضها البعض لكانت أقوى الامم ..، فما اشبه اليوم بالبارحة .. .
لكن نحن في زمن التحولات حقيقة وواقعا، فلماذا دمشق اليوم هي مركز كل السيناريوهات والقرارات في المنطقة والعالم ..، الاحداث المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط والتي تنبىء بحقيقة اصبحت اليوم اكثر ما تكون واقعا، ان سورية وعاصمتها دمشق التاريخ قد اصبحت عاصمة القرار ومنطلق العالم الجديد، الذي بدات معالمه تتوضح، مؤكدة تكامله القادم وبسرعة من خلال تفاعل استراتيجي جيوبولتيكي متكامل في المنطقة، وضمن دول العالم الجديد الصاعد بخطوات واسعة، فارضا نفسه كقوة قطبية عظمى تجمع دولا تؤمن بالانسانية وتحررها، راس حربتها روسيا الاتحادية والصين الشعبية وأيران ودول البريكس ومعهم شعوب دول تعددت لتقول : ان العالم الجديد اصبح حقيقة وواقعا ولم يعد للقطب الواحد وجود فقد افل زمانه ولن يعود ..!!؟ .
اسئلة تعددت ومضمونها .. سؤال يقول :
لماذا تعارض أمريكا بقوة عودة سورية للجامعة العربية، وتضع العقبات في طريقها ..!؟ وما هو دور الاتفاق السعودي الإيراني، والاهم دعوة الرئيس لشار الأسد لزيارة الرياض ..!؟ لكن السؤال الأهم ..!!، كيف يجب ان يكون الرد على هذه “الوقاحة” الامريكية وسياستها المتبعة بالبلطجة..!؟ وهل هذا الارتباك هو اعترافا أمريكيا بالهزيمة المذلة في الشرق الأوسط ..!؟ .
لكن ما لا يمكن تجاهله ونكرانه هو الواقع المذري الذي يغرق به شعبنا وامتنا ..، ونحن نواجه حقيقه المصالحه السوريه السعوديه ..!!، والرد هو الزيارة المرتقبة للسيد الرئيس بشار الاسد للسعودية بدعوة من ولي العهد، ستقول الكثير في سياسات المنطقة ومصالحها اليوم والتي تتوجه للامام ولا يجب ان تنظر للوراء، فعدو الامس هو صديق اليوم .. وعدو اليوم هو الصديق بالامس .. فلا عداوة تستمر ولا صداقة تستمر، بل لا تستمر الا المصالح واحترامها بين كافة الاطراف .. .
والاهم والملفت هو المصالحه السوريه القطريه ..!!، المرتبطة بنهاية تركية في واقع المنطقة وفي سورية تحديدا ومشروع الاخوان المدعوم من قطر وبقيادة تركية ..، لتبقى قطر ضد سورية وعودتها علنا فما هو القادم المجهول في حل عقدة قطر عربيا ..!! .
اما المصالحه السوريه التركيه ..!!، فهي أمر واقع اليوم وملموس ويحتاح الدفع اكثر للامام بدعم الدول الضامنه لتؤكد ضمانها بخروج المحتل التركي من كافة الاراضي السورية اولا، وليس اجتماع وزراء الدفاع الذي سبق اجتماع وزراء الخارجية الذي سيتم تحقيقه مطلع شهر أيار 2023 القادم والذي سيحدد موعد لقاء الرئيسين للبلدين لوضع خاتمة لمآسات العداوة وتداعياتها، إلا عملا يؤكد خارطة طريق يتم رسم معالمها وتحديد خطواتها العملية لخروج المحتل التركي من كافة الاراضي السورية، حتى يتم تحقيق اللقاء المرتقب والمأمول تحقيقه ما بين الرئيس بشار الاسد واردوغان ..، ولكن الاهم والمرتقب هو التحولات الاوربية واول الزيارات والتي يعتقد انها ستكون بداية من فرنسا لتفتح البوابات السورية على مصراعيها.. نعم القادم سيكون بداية الختام لازمة الوطن .. .
نحن نعلم ..!! بل اصبح اكثرنا يعلم ان الوطن يتوجه نحو تصحيحه لبوصلة المسار الوطني من خلال تصحيح الواقع المازوم الذي مازلنا نواجهه ، فالتغييرات القادمة ..!!، والتي لا بد منها ستكون من منطلق بناء وتصحيح واصلاح جذري للوطن، بهدف اعادة مكانته بكل المعاني عربيا واقليميا وعالميا، وبالتالي عودة الكرامة والسيادة للمواطن السوري في كل انحاء العالم ودول الجوار، وهو الذي فرض نفسه وانتصاراته ليؤكد تاريخه الابدي انه الطائر الذي يبعث حيا، إنه طائر الفينيق الذي يبعث من الرماد، فسوريتنا هي التاريخ وام الحضارات، ومهد الرسل والانبياء، وهي ارض الرباط والجهاد وخندق كل جماهير سورية وكل شعوبنا العربية التي تؤمن بحتمية المواجهات القادمة وبوحدة المصير القومي من المحيط الى الخليج، حتى وإن فشل تحقيق المشروع النهضوي العربي في مرحلة ذهبت، لكنه سيعود ليتحقق لعودته لمنبعه ومصدر افكاره واهدافه من جديد بعودة سورية بكامل ما يمكن تحقيقه من قوتها .
لا عودة للوراء، فسورية اليوم لن تكون سورية الامس مهما حاول البعض، فالشعب هو القوة والقرار وراء قيادته يحترمها وتحترمه ..، فلا تراجع لاي كان اليوم، بل واجبنا التوجه نحو ولادة وان كانت قيصرية علينا تحقيقها لانتاج حكومة جديدة مئة بالمئة ..!!، لا تعتمد اي تعديل ولا استمرار فيها لاي من الشخصيات أي كانت وقد فشل الكثيرين، والمواطن يطالب التجديد بالجديد وهو الذي نحتاجه جميعا اليوم، ليتحقق للمواطن كل آماله بما ينادي ويسعى إليه ..، فواجبنا اليوم ان نقتنع مما تعلمناه من الازمة بتداعياتها التي لحقت بوطننا اكثر من 12 عاما، وأن نتوجه للعمل للخروج من واقع ازمتنا التي عصفت بالوطن وشعبه، والمخرج الوحيد من كل مشاكل الوطن والطريق اليه لن يعبد الا بوحدة وطنية متكاملة تجمع كافة القوى والمكونات الوطنية السورية من خلال مؤتمر وطني سوري للحوار السوري .. السوري ٠٠٠ ”
لقد دعينا الى ذلك من بدايات الازمة ومازلنا وسنستمر لان هذه قناعتنا، وقد اكد السيد الرئيس بشار الاسد في كلمته
التاريخية حول تداعيات الزلزال، حينما قال بصدد مواجهة التحديات : ” المهم هو امتلاك الرؤية، المبنية على توافق وطني ، منطلق من حوار واسع ”
كلام هام جدا” ،ويشكل مدخلا” جديا” للبدء بالحوار الواسع، وبالتالي لعقد المؤتمر الوطني للحوار الشامل من اجل الوصول الى الهدف، وهو التوافق الوطني بين جميع مكونات واطياف وابناء الشعب السوري ووضع خارطة طريق للخروج من الازمة ،والبدء ببناء سورية التي نريد ..، سورية الواحدة ارضا”وشعبا” ، والسيدة المستقلة ، والقوية والمزدهرة ،سورية الديمقرطية والعدالة الاجتماعية، والتقدمية ٠
اذا” نحن جميعا” كقوى وطنية متفقون من حيث الرؤية، ولكن علينا الانتقال الى التطبيق العملي والملموس وبأسرع وقت، فالزمن لا يرحم المتقاعسين والمترددين والكسالى
لنبدأ من اليوم ،لان غدا،” سيكون متأخر .. .
د. سليم الخراط
Discussion about this post