إنه الواقع السياسي والمضحك المبكي .. اتناوله في
مقال وإن طال لكنه يهم من يهتم ويقرأ عسى ان نستطيع رسم معالم القليل من حقيقة واقعنا اليوم ولا يجب ان نتذمر فشرح فمرة في كلمات او اسكر هينة حدا ..!! اما شرح قضية فيحتاج الكثير من كل واحد يريد ان يفهم ويعلم بيننا، وما اكثرهم من يتابعون ويترصدون الحقيقة .. فلا تتذمروا من الاطالة إن كنتم تبغون الوصل لبعض من حقيقة واقعنا لنستطيع معا تصويب البوصلة ..!!، خاصة وأن واقعنا السياسي .. وواقع سورية تحديدا .. والاستعمار القديم الحديد الحديث في مبتكراته وإبداعاته في السيطرة على الشعوب والتحكم فيها وفي مقدراتها ..!!؟؟ .. .
لذلك الأهم لنا هو في واقع سوريتنا الغالية وواقع شعبنا العظيم ..!!، لكن هو السؤال الذي يستحق ان نهتم به وبالرد عليه ..!! لنفهم واقعنا اليوم وأين نحن من هذا الواقع ..!!، وهو : لماذا المعارضة ألامريكية القوية لعودة سورية للجامعة العربية .. ولماذا تضع هذا الكم من العقبات في طريق عودتها ..!!؟، والاهم اليوم ما هو دور الاتفاق السعودي الإيراني ..!!، وماذا وراء دعوة الرئيس بشار الأسد لزيارة الرياض..!!؟ ولكن المطلوب الاهم هو كيف يجب ان يكون الرد على هذه “الوقاحة” والبلطجة والعنجهية الاميريكية ..!!؟ .
لكن وبصراحة مازلنا نتساءل بين انفسنا نصدق ام لا نصدق في ظل واقع جديد واحداث وعالم جديد تتبلور وترسم حدود معالمه ..!!، فهل هذا الارتباك الأميركي هو اعترافا أمريكيا بالهزيمة المذلة في الشرق الأوسط ..!! ام اعترافا بحقيقة العالم الجديد واننهاء عالم القطبية الواحدة ..!!؟ .
السودان اليوم .. بدأ حرب مصالح ونفوذ وأموال ستتحول الى حرب أهلية والغريب ان يطلب البعض وعلى راسهم الصهيوني دخول السودان للمصالحة بين الطرفين المتقاتلين لانهاء النزاع بشرط، تأمين الحماية له ..، فنحن امام ازعر سوداني استلم دارفور بعد ان سلخوها من جسد الام السودان الكبير ونصبوه عليها حفاظا على مصالحهم ..، فنحن في زمن أصبح راعي الغنم قائد جيش، وممثل تلفزيوني اصبح رئيسا، ومثليين يحكمون دولا، ومرضى الزهايمر يتربعون بعض عروش الدول، ورعاة بقر اليوم يتحكمون بالعالم والشعوب، وقوى صاعدة مناهضة لعودة الكرامة للانسان وتحريره من عبوديته الخافية لتحقيق عالم جديد وخروج من عباءة الحاكم الواحد ..!!، ولكن ماذا بعد ..!!؟، فمتى ستنتهي العاب مصالح الغرب في مناطقنا العربية ..!!؟، مما يطالبنا ان نعرف حقيقة ما يجري في السودان ..!!، والتي تؤكد انها ليست إلا بداية لحرب اهلية بامتياز، وامدها وكما هو واضح حرب ستطول وعلى لسان البرهان نفسه، فكيف بدأت ومتى ستنتهي ..!؟ هو السؤال الذي يحتاج الكثير للاجابة عليه، خاصة وقد صدر الامر في بدء اجلاء جميع رعايا الدول بما فيها دول الغرب الامريكي والفرنسي والانكليزي .. الخ ..!!؟ .
بالامس قال البرهاني للفايننشال تايمز ان قواته ملتزمة بالعملية السياسية وفق الاتفاق الاطاري ..، لكن بين قوسين من هم اصحاب الاتفاق الاطاري .. ومما يتكون هذا الاتفاق الاطاري كما سماه .. وهل هو من دول الغرب ام الفرقاء العرب ونحن نعلم بالتدخل النباشر للكيان الصهيوني صاحب وصديق الطرفين كما سمى ووصف نفسه .. .
الاستعمار الحديث القديم بلباسه .. الواقع أنها ليست إلا استمراى للعبة قذرة مارسها ويستمر بممارستها الغرب على امتنا العربية وبادوات عربية اساسية وهي رأس حربة لتحقيق هذه المطامع، وطبعا بمساعدة ادوات ايضا اقليمية، تحقيقا لمطامعهم وغاياتهم والتي وعلى ما يبدو سينتهي العالم ولن تنتهي شرورهم الابدية .. .
حيث يستمر التساؤل والسؤال المهم والاهم هو : هل فكرنا نحن من استيقظنا اليوم من عبوديتنا التي عشناها ومارسناها والخافية عن معرفتنا لحقيقتنا وواقعنا، حيث نعيش وراء ظل انظمة تدفع اوطاننا باتجاه تأمين مصالح اعدائنا في مقابل استمرار هذه الانظمة لتكون منظومات حاكمة برعاية وحماية من مشغليها واسيادها لتبقى وتستمر لتكون هذه الانظمة اسيادا قائمة علينا نحن العبيد كما يسموننا او يروننا ..!! .
نحن الشعوب ..إننا مؤمنون ونؤمن أننا نحن عباد الله المخيرين وليس المسيرين . أننا اليوم نعيش مرحلة مصيرية كشف فيها كل مستور خافيا علينا او على من فهم الحقيقة أخيرا ..!!، فلا حلول وسطية فيها، ولا مكان للون الرمادي المبهم الذي لا وضوح فيه ..، حيث أننا في زمن يتساوى فيه التردد مع الانهزامية، ويترافق معه الجبن لتلد من خلاله ومن رحم هذا الانهزامية ادوات العمالة والخيانة رأس حربة هذه السياسات الغربية القذرة ..، فنحن في صحوتنا اليوم نؤمن ان لا تنازل عن الحقوق السيادية، ولا تفريط بشبر واحد من ارض وطننا، بل اوطاننا كلها في أي شبر منها غربا وشرقا وشمالا وجنوبا، فاليوم نقف امام مرآة عكست كل ما رايناه وعشناه من الاحداث المؤلمة والمدمرة حقيقة وواقعا، فحتما لا بد اننا نجونا ولكن ابدا لن نقبل ان نكون عبيدا ..!!، بل نحن واقعا وحقيقة أسياد أنفسنا مستقلون، نحن أسياد على بلادنا ومقدراتنا وثرواتنا وحقوقنا، وها هو العالم يتغير شيئا فشيئا، فالدول التي استيقظت من سباتها وغفلتها وصحت من نشوتها وسكرتها هي المتمسكة بحقوقها اليوم، ولا بد أن تنتصر هذه الدول في زمن بدأ ينجلي فيه واقع اللون الابيض من الأسود واختفاء اللون الرمادي واقع حتمي اليوم، فلا مكان للوسطية في السياسات والمنظومات الدولية قبل ان تستقر .. .
واقعنا السياسي .. لذلك نحن في سورية امام واقع سياسي يحتاج الإجابة الصريحة عن السؤال : إلى أين نحن في سورية سنصل أخيرا ..، فالقوى الوطنية في سورية والتي تنوعت أسماؤها وشعاراتها، وتلونت اعلامها ..، والايديولوجيات المتعددة لهذه القوى والشعارات التي ثبت انها زائفة في مضمونها ..، والى جانبها هذه الاعمال الهابطة من المشاركات والانشطة الوطنية والمجتمعية والسياسية في زمن يحتاج الارتقاء والسمو بكل ذلك ..، حيث تقتلنا نرجسيتنا، ويقتلنا حب الذات وشعار ” الانا اولا .. ومن بعدي الطوفان ..” .
لقد تعرينا جميعا ولا استثني احدا، وقد سقطت ورقة التوت وسقط معها كل الاقنعة الزائفة للوجوه، وبان الابيض من الاسود ..، نعم إنه الواقع السياسي في واقع حياتنا اليوم وما وصلنا إليه، فهل هو واقع عادي ام انه نتيحة الظروف .. ام انه سيناريو لواقع يرسم ويخطط ويدفع به في كل مكان وزمان ضمن منهج وخارطة مرسومة يتم السعي لتحقيقها، وهي حقيقة تؤكد واقع حقيقتنا كمنظومة اسوة بغيرها في حمايتها مصالح الاخرين ..!! ام انها الشذوذ اليوم في حماية مصالح شعوبها حقيقة وواقعا ..!!؟ .
لذلك نسأل السياسيون اليوم ونقول لهم : الى اين نحن ذاهبون .. ولكننا اولا نتساءل ونسأل انفسنا ..!؟، هل هم اصلا سياسيون حقيقيون أم كلاما كما نراه ونلمسه واقعا وحقيقة اليوم ..!!، والسؤال الاهم والكبير يقول : لماذا الايديولوجيات بمختلف توجهاتها كلها فشلت وسقطت في كل الازمنة والامكنة في مواجهة الامتحانات لها ..!؟؟
نحن نريد ان نفهم يا معشر البشر هذا الانسان المائن الحي لماذا هو حقل التجارب وفأرها للآخرين في كل زمان ومكان ..!!؟ .
لننظر تحديدا من خلال ازمتنا التي دمرت الوطن ونتائجها وتداعيتها على البشر والحجر، والتي دمرت الانسان في بنيته الاخلاقية، ودمرت فيها الكثير الكثير من من القيم والاخلاق والعادات، واليوم في إصلاح الوطن نحتاج الكثير لإعادة بناء الإنسان وإعادة ترميمه ليعود خلق الله من جديد .. فمن هو المسؤول ..!! ، ومن هو المطالب عن هذا النوع من الترميم الاخلاقي لاعادة قوام البنية الانسانية الحقيقة اليوم ..!!؟؟
هل هي الدولة كمنظومة حاكمة .. ام الحكومة كادات تنفيذ ..
ام هم الاحزاب المتنوعة التي سقطت في امتحاناتها المتعددة ..
أم هم القوى الوطنية المتقلبة في المزاجية والاتجاه ..
ام هي المعارضة الضائعة في متاهات السياسات وحقيقتها ..
أم هي المعارضة المأجورة أدوات ال.اخل وويائل تدمير الاوطان التي باعت الوطن ودمرته ..
أم انهم هم المنتظرون ممن ننتظر قدومهم من الأجيال الجديدة الذين يبعثون من رحم الازمة الوطنية ومخلفاتها وتداعياتها في الوطن، ليكونوا بناته الجدد بعقول جديدة تتناسب والواقع وحقيقته لرسم معالم مكاننا في هذا العالم الجديد ..
فهل هي حقيقة اليوم في اننا نحتاج او سنحتاج إلى صديق او حليف او شريك ليكون عونا لنا في هذا الواقع للخروج منه ..!!؟، ونحن حقيقة وواقعا من يمتلك كل شىء وأننا نحن اصحاب الرد وبالعمل الجاد وبضمير حي صادق للوطن وشعبه، وبطموح لتحقيق أمل وطن وشعبه قادرون نحن فقط على تحقيق كل شىء وأننا نحن نمتلك كل شىء .. .
د. سليم الخراط
دمشق اليوم السبت 22 نيسان 2023 .
Discussion about this post