مبادرة قوات سورية الديمقراطية مبادرة تستحق المتابعة لكن لماذا ..!!؟؟
فردا على مبادرة الادارة الذاتية، حيث تناولت الادارة الذاتية في طرح مبادرتها لحل الأزمة السورية التي نلخصها في أهم ماجاء في بيان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا :
فقدان الاعتراف بخصوصية سائر المكونات وحقوقها أساس الأزمة السورية .
ان تجربة شمال وشرق سوريا أثبتت أنه يمكن لكل الشعوب التمتع بالحقوق ذاتها .
انه يجب توزيع الثروات والموارد الاقتصادية الحالية بشكل عادل بين كل المناطق السورية .
انهم مستعدون لاحتضان النازحين والمهاجرين إلى الخارج ضمن حدود الإمكانيات المتاحة .
ان نضالهم وجهودهم في سبيل مكافحةالإرهاب كانت وما تزال مستمرة .
تاكيدهم انهم ليست لديهم عداوة مع الشعب التركي وعلى تركيا إنهاء احتلالها للأراضي السورية .
رؤيتهم من أجل حل الأزمة السورية بأخذها على عاتقهم كمسؤولية تاريخية وإنسانية .
لذلك الإدارة الذاتية تدعو الدول العربية والأمم المتحدة للبحث عن حل مشترك ما بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية .
ويؤكدون ان طرح مبادرتهم على قاعدة وطنية ويدعون الجميع للمشاركة والإسهام فيها .
كما يوجهون بدعوة الحكومة السورية وجميع القوى الوطنية الديمقراطية للاستجابة لمبادرتهم المطروحة .
كما يؤكدون على دعوة الجميع لإيجاد حل مشترك ينهي الأزمة ويجعلنا نتفق معا على بناء وطننا من جديد .
لذلك نرى في هذا الطرح الجديد من قيادة قسد موقف يؤكد انهم يتطلبون فيه حلا ..!! ولا يطالبون بالحل المباشر ..!، ولا يتحدثون عن الاداره الذاتيه بموضوعية على قاعدة الحوار الشفاف والمنفتح من اجل تحقيق مصالح الوطن وجماهير شعبنا اولا ..
لذلك فإن كان لا يزال لقوات سورية الديمقراطية رؤيتها بان ما حل في سورية منذ عقدين من الزمان واكثر هو حراك ثوري فهو امر يجب مراجعته للبناء على الحقيقة اولا، والحقيقة معروفة للقاصي والداني فلماذا تجاهلها ..!!؟؟
وان كان تجاهلها للدور الاميركي وتواجده ودعمه للارهاب وسرقته لثروات الوطن من النفط والغاز والقمح وغيره مما لا يعلن حتى اليوم فهل هو تجاهلا مقصودا او عن امعان واصرار ..!!؟؟
وان كانت لا تزال مستمرة في تحميل الحكومة السورية فشل المفاوضات والمباحثات وتظهيرها على انها الحقيقة فهو الخطا بحد ذاته ..!!؟؟
وان كانت اليوم تعترف بان الثروات هي ملك للوطن ولشعبه السوري منوهة الى توزيعها العادل ..!!؟؟
وان كانت لا تزال ترى في الادارة الذاتية تجربتها هي الاصح ولا تنظر للمقاربة ما بين القانون 107 للادارة المحلية وهو الارقى حين يتم تطبيقه، والاهم انه نتاج دولة ووطن وحكومة وتطبيقه وتفعيله هو المطلوب اولا ..!!؟؟
لذلك ونحن اليوم نواجه الجديد من المعطيات امام خروج سورية من عزلتها الاقليمية، والأخبار المتلاحقة عن تأكيد عودتها لمحيطها العربي والكثير من المعطيات مما تؤكد خروجها من عزلتها الاقليمية، ولكن الاهم والمهم اليوم هو كيف سيكون تأثير ذلك على الشعب السوري ..!!؟؟
نحن نشهد لقاءات على كافة المستويات لتعزيز لقاءات الرؤساء لتبدأ مع مصر السيسي ومع ولي العهد السعودي ورئيس الجزائر ورئيس تونس ورئيس السلطة الفلسطينية والملك الاردني والقادم ايضا ولا يتم الاعلان الرسمي عنها ..!! لان سورية تواجه الضغوط المتنوعة لتحويل مسارها الوطني وهذا ما لم ولن يتم إلا بإرادة سورية بالمطلق ..!!
لذلك لا بد من بداية لتصنع الخاتمة بعودة الروح للوطن يجب ان تكون ممثلة بسياسة ضغط وطنية متكاملة ما بين كافة القوى الوطنية الفاعلة لتحقيق الخروج من الازمة ..
مما يحتم علينا ضرورة العمل على اطلاق منصة دمشق داخلا وخارجا وتكون مبادرة الوطن نحو اطلاق حورات وطنية وطرح الحلول الوطنية من داخل الوطن ممثلة بشخصيات حقيقية فاعلة وليس بصورة بروبغندا للشخوص والشخصيات .. لتكون منصة تجمع الوطنيين من الداخل والخارج، ومن الضروي دعم منصة دمشق للحوار الوطني من الوطن والاصدقاء لتقريب وجهات النظر الوطنية في الحل السياسي من خلال مشاركة كافة القوى الوطنية والمستقلة ومعارضة الداخل الوطنية لترجمة رؤية موحدة للخروج من الازمة .. فلابد من الوصول لتحقيق قوة وطنية معارضة موحدة الرؤية الى جانب الوطن ودعمه لها .. .
فنحن امام واقع يقول : لا بد من ترجمة ستتم عمليا لتنفيذ القرار الاممي 2254 ولكن لن تكون إلا بما يخدم مصالح الوطن اولا ويكون ذلك بدعم القوى الصديقة وفي طليعتها روسيا الاتحادية ومن خلال حراك داخلي خارجي ..، نعم سورية ومصالحها الوطنية واولوياتها اولا وأخيرا، وضرورة التعلم من تجارب الازمة وما خلفته من تداعيات يجب ان تطلق حالة الابداع الوطني من جديد في خيارات مطروحة ومتعددة، وواجب الوطن الحذر في اقرار الحلفاء والشركاء والاصدقاء ..!!، فليست الصداقة دائمة ولا العداء دائم في ظل المصالح والمصالح الوطنية هي الاساس والقاعدة في اقرار مصير جماهير شعبنا .. .
اما الواقع الجديد فهو في خارطة الصراع الأستراتيجي العالمي ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث هناك تحجيم لنفوذ واشنطن لصالح موسكو وبكين واللتان تعملان بجد على الصعيد السياسي الدبلوماسي لتقويض سياسة البيت الأبيض في أهم مراكز قوته بمنطقتنا .
لذلك في حال تم الوصول إلى اتفاق سوري تركي بوساطة روسية فإنه يعد الضربة الثانية للنفوذ الأمريكي بالمنطقة بعد الاتفاق الايراني السعودي بوساطة صينية، وهذا يعني أن نفوذ حلف الشرق يزيح النفوذ الأمريكي بالمنطقة، حيث تتقاسم روسيا والصين الملفات لضرب مصالح واشنطن الجيوسياسية هنا .
المتغيرات تقول : دول المنطقة ترغب بخلق توازن بين الحلفين خاصة ان العرب لا يثقون بواشنطن لأنهم يعلمون أنها ستبيعهم بأي لحظة كما حصل مع حليفها مبارك والمشهور بمقولته “المتغطي بالأمريكان عريان”، كما أن البلدان العربية أحست بالخطر منذ مؤامرة الربيع العربي حيث دعمت امريكا حملة كبرى لتدمير المنطقة من خلال تنظيم الأخوان المعادي لأغلب انظمتها بقيادة اردوغان وقطر ضمن سياسة الفوضى الخلاقة لصنع الشرق الأوسط الجديد والتي فشلت في تحقيق اهدافها لحد كبير ولم تؤدي إلا للخراب والدمار لكن على المستوى السياسي والجيواستراتيجي كانت النتائج عكسية في العراق سوريا اليمن مصر تونس وحتى ليبيا، كما أن الصين وموسكو اخترقت عقر دار مصالح واشنطن بالمنطقة عسكريا واقتصاديا وسياسيا .. .
رياح عديدة تهب من اكثر من اتجاه تصبّ في إطار إعادة التطبيع مع الدولة السورية، وقد تجلّى ذلك في عودة بعض السفارات و الزيارات العديدة من بينها زيارة وزير الخارجية السوري الى مصر وزيارة الجزائر وتونس، هذا إلى جانب المواقف التركية الساعية إلى إعادة مسار التطبيع مع دمشق، هل طويت صفحة الماضي مع الدولة السورية وما التفسير لهذا الحراك الجديد ..!!؟، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو : هل بقي للمعارضة من متنفس الآن بعد هذا الحراك الذي تشهده المنطقة خاصة إزاء تراجع الدول الداعمة لها سابقا ..!!؟ .
الحقيقة ان صمود سورية على مدى 12 عام أمام الحرب الإرهابية العالمية عليها، غيّر العالم بكليته من عالم ذو قطب واحد تتربع أمريكا على عرشه وتفعل ما تشاء بأنظمة وشعوب العالم، الى عالم متعدد الأقطاب نرى ولادته أمامنا وعلى رأسه روسيا والصين وايران( وكنا كتبنا سابقا” ومنذ بداية الهجمة اكثر من مقال حول ذلك) ورافق ذلك التخلي عن البترو دولار في التعاملات التجارية بين الكثير من الدول المناهضة للغطرسة الأمريكية، ونتيجة هذا الصمود أيضا” يعود العرب الى دمشق جملة وفرادا،
ورغم الصعاب والنوائب والفواجع التي تعرضنا لها خلال هذه السنوات، إلا أن النتيجه أفضل وأهم بكثير مما لو لم نصمد ..
ثقوا بالله إن القادم أجمل ولن يطول ذلك .. .
عشتم وعاشت سورية عربية حرة مستقلة .. سورية لن تركع إلا لله .. .
د. سليم الخراط
Discussion about this post