نحن نعلم ..!! بل اصبح اكثرنا يعلم ان الوطن يتوجه وبالقريب العاجل نحو تصحيحه للبوصلة والمسار الوطني من خلال تصحيح الواقع المازوم والكارثي الذي مازلنا نواجهه وإصلاحه وتصويب توجهاته، فالتغييرات القادمة ..!!، والتي لا بد منها ستكون من منطلق بناء وتصحيح واصلاح جذري للوطن بهدف اعادة مكانته بكل المعاني عربيا واقليميا وعالميا، وبالتالي عودة الكرامة والسيادة للمواطن السوري في كل انحاء العالم ودول الجوار وهو الذي فرض نفسه وانتصاراته ليؤكد تاريخه الابدي انه الطائر الذي يبعث حيا، إنه طائر الفينيق الذي يبعث من الرماد، فسوريتنا هي التاريخ وام الحضارات، ومهد نزول الرسل والانبياء، وهي ارض الرباط والجهاد وخندق كل جماهير سورية وكل شعوبنا العربية التي تؤمن بحتمية المواجهات القادمة وبوحدة المصير القومي من المحيط الى الخليج، حتى وإن فشل تحقيق المشروع النهضوي العربي في مرحلة ذهبت، لكنه سيعود ليتحقق لعودة منبعه ومصدر افكاره واهدافه من جديد بعودة سورية بكامل ما يمكن تحقيقه من قوتها .. .
لذلك علينا واجب في القادم من الايام، ان نحقق نجاحات وانتصارات يستحقها الوطن، وقد عادت سورية اليوم لبقعة الضوء اقليميا وعربيا وعالميا، وسيكون حتما للوطن وقيادته تقييم لكافة ملفات ومفرزات الازمة منذ اكثر من 12 عاما، وصولا للازمة المدمرة المتمثلة بالزلزال، وما كشفت عنه من تقصيرنا بحق انفسنا على كافة الاصعدة في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر والكوارث الناتجة عنه وغيره من الكوارث الاخرى، التي تحتم علين العمل والبحث الجاد لنطلق هيئة او ادارة او مؤسسة عليا ترتبط باعلى مستوى قيادي للوطن تعنى بهذا الامر الكارثي، الذي اصابنا ويصيب اي بلد كان في العالم، وعلينا ان نعمل عليه لمواجته والاعداد لتداعياته في كل زمان وفي كل مكان .. .
ما نحتاجه اليوم هو حكومة انقاذ وطني مؤهلة في التعامل مع القادم المنتظر تحقيقه، مكوناتها اكاديميين حقيقيين مؤهلين لانطلاقة حكومة انقاذ وطني بالمطلق، لتكون حكومة تكنوقراط حقيقي لخدمة الوطن والمواطن، تحت مظلة سلطة تتمتع بشفافية مطلقة في تطبيق الدستور والقانون على مبدأ فصل السلطات، تكون محايدة في عملها وتوجهها لخدمة الوطن وحده ..!!، وليست تحت مظلة اي قوة سياسية كانت، والتي من المفترض واجبها كقوة سياسية العمل على تصويب بوصلة الوطن وتكون الرادع والمحاسب والحكم والجلاد للحكومة التي نسعى إليها وننشد تحقيقها .. بل علينا تحقيقها بحيادية تامة لتكون تكنوقراط حقيقية وليست محسوبيات لمراكز القوة في مؤسسات الوطن .. .
لا عودة للوراء، فسورية اليوم لن تكون سورية الامس مهما حاول البعض، فالشعب هو القوة والقرار وراء قيادته يحترمها وتحترمه ..، فلا تراجع لاي كان اليوم، بل واجبنا التوجه نحو ولادة وان كانت قيصرية علينا تحقيقها وانجاحها لانتاج حكومة جديدة مئة بالمئة ..!!، لا تعتمد اي تعديل ولا استمرار فيها لاي من الشخصيات كانت من تكون وقد فشل الكثيرين، والمواطن يطالب التجديد للجديد وليس للقديم وهو الذي نحتاجه جميعا اليوم، ليتحقق للمواطن كل آماله بما ينادي ويسعى إليه، لنثبت إمكانية تحقيقنا للعمل الجاد الذي يستحقه وطننا وشعبنا .. .
لذلك مللنا الكلام ونحن نعلم ان الكلام سيبقى اي كلام .. فلن نطالب بعد اليوم باعتقال او محاسبة هذا أو ذاك، ولن نطالب بإصدار قرارات بهذا الامر او ذاك ..!!، بل سنطالب بسياسة واضحة المعالم من الناحية الإقتصادية ولإجتماعية لبناء الوطن والإنسان، فمن المعيب أن نعيش تحت وطأة القرارات الارتجالية التي نفرضها على انفسنا وبالتالي تداعياتها وانتكاساتها لا تقع إلا على مصير وطننا وشعبنا الذي يواجه كل هذه التداعيات نتيجة فشل القرارات المرتجلة والمتخبطة .. .
لذلك واجب الحكومة التي سيتم استيلادها من خلال واقعنا المأزوم هي حكومة نتيجة ولادة قيصرية لا بد منها في مواجهة القادم من الايام في صناعة مستقبل وطننا وشعبنا السوري، لذا يتوجب ان تكون حكومة انقاذ بامتياز وليست حكومة مناصب وامتيازات وسلطات ونرجسيات ومحسوبيات غافلة عن واقع الوطن ..!! .
لذلك كان حق ولزاما علينا اليوم مطالبة الوطن وقيادة الوطن تحقيق كل ما تتمناه جماهير شعبنا السوري وكافة القوى الوطنية، للتوجه لاطلاق مؤتمر للحوار الوطني السوري السوري، يجمع كافة مكونات الوطن، لنؤكد معا ان الوطن وطننا جميعا، وان الدولة وكل مؤسساتها دولتنا، وأن قائد الوطن هو قدوتنا، وهو رأس الحربة في كل المواجهات، ما يستدعي صدق الوفاء الى جانبه وتعزيز قوته، لانها تعزيز لقوة سورية ومكانتها وعودة حضورها عربيا افضل من السابق بعد انتصاراتها التي تحققت بهزيمتها لكل مشاريع المؤامرات التي ارادت ان تحق التقسيم والتجزاة لسورية وإضعافها، والتي حاولت النيل منها بلغة المؤامرة، والتي ما كانت لتطعن بالوطن لولا وجود ضعاف النفوس والخونة الغادرين بالوطن دواعش الداخل اليوم ومن كان السبب في تواجدهم وحمايتهم وتحكمهم بمصير شعبنا .. .
ما نحتاجه اليوم هو تحقيق وبناء جبهة وطنية عريضة عمادها ومكونها مؤلف من كافة القوى الوطنيةالسورية، بقيادة الجبهة الوطنية التقدمية وقوى الاحزاب الحديثة والقوى الوطنية المستقلة لنواجه معا الواقع السوري المازوم منذ بدايات الازمة وتداعياتها، والتي انتهت بالزلزال المدمر لذلك كان المهم، بل الاهم اليوم ضرورة مشاركة كافة القوى ومكوناتها الوطنية المتواجدة على كل شبر من سورية في جبهة المواجهة الموحدة الى جانب قيادة الوطن ومؤسساته .. وهو حلم الوطن وجماهير شعبه في تحقيق المستقبل القادم والمطلوب، خاصة ان نتخلى عن نرجسياتنا الواهمة والانا القاتلة لنتوجه نحو وحدة المصير ووحدة الوطن نحترم بعضنا بعضا في وطن كلنا ابناؤه وكلنا علينا ان نتحمل مسؤولية إخراجه من تداعيات كل الازمات والكوارث التي آلمت به ونالت منه.. نعم فالوطن مطعون وجريح ويستغيث وينادي كل ابنائه اليوم .
د. سليم الخراط
دمشق اليوم السبت 4 آذار 2023.
Discussion about this post