مسلسل معاوية التطويع من اجل التطبيع
✒️صادق المحدون كاتب وناشط سياسي وثقافي
يعاني محور ما يسمى الاعتدال والتطبيع بقياة الانظمة السنية من عقدة ثقافية اوصلته الى طريق مسدود امام التنازلات الفظيعة والتطبيع للكيان الصهيوني وهو تناقض صارخ مع مباديء الدين الاسلامي الذي ينتمون اليه وارث ثقافي مليء بالثقافةالمغلوطة التي مهدت للقبول بالاستسلام والخنوع . محك الاحداث الكبيرة والراهنة للامة في الصراع مع عدوها اظهر نقاط الضعف والافلاس الذي تعاني منه الانظمة بمؤسساتها الدينية والفكرية التي وجهت معاول هدمها ضد الاسلام والعروبة ومحور المقاومة . ما يسمى مسلسل معاويةالذي سينفق عليه ١٠٠ مليون دولار هو احد علامات العجز الواضح والركودالثقافي والوهن المعرفي الاستسلامي وهو محاولة لاعادة زخم فكري مستخدم من قبل للتاثير على الشعوب وتضليلها و تحشيدها بروح تعصبية تكفيرية عقيمة تدعم الطائفية بكل اشكالها وتجدد دور الفتنة بشكلها الجديد العلماني الامريكي ولكن بروح صهيونية تكفيرية داعشية تضمن التحشيد الفكري والمادي والدفع بالعداء اكثر اكثر ضد محور المقاومة وبما يخدم اسرائيل وامريكا وهو ما يبرهن على استنفادهم لمعظم رصيدهم المفبرك الذي ياخذ اشكال عديدة اخوانية او علمانية او تكفيرية كلها تخدم هذا المحور المطبع مع اليهود الذي امتلك كل المقومات المالية والاعلامية لخدمة مصالح اليهود والذي كان على نقيض من مواقف محور المقاومة التي برهنت على قوة هذا المحور واصالة انتمائه للاسلام والقرآن و يجسد ملاحم بطولية في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن و كانت دوافع هذه المواقف هي الثقافة والفكر النير من القران الكريم ومدرسة اهل البيت عليهم السلام التي لم تتناقض مع مثاليتها ومع الواقع ولم تدخل في صراع مع الاخوة بتكفير الاخرين والاحتشاد في العدو ضد قضايا الامةالمصيرية بل كانت قوى المحور وشعوب هذا المحور وانظمته شوكة في حلق الاستكبار العالمي وحجر عثرةامام مخططات اسرائيل الكبرى في المنطقة والعالم وهو ما اوقع الانظمةالعربية في حرج شديد وتخبط اعمى وتيه امام تساؤلات هذه الشعوب في الوقت الذي تسخر كل ماكناتهم الاعلامية بالتكفير والتفسيق والبعد عن العروبةوالعمالة لكل ما ينتمي الى محور المقاومة والجهاد ويدافع عن قضايا الامة واولها قضية فلسطين المحتلة , ان ترميز شخصيةمثل معاوية ليس وليد اليوم بل هو من سابق عهود قديمة فهو احدى الركائز التي بنيت عليها كل الانظمة الجبروتية والطاغوتية التي استحلت دماء المسلمين وسفكتها على مر الازمنة وتعاملت مع شعوبها بالقهر والغلبة وكممت الافواه وصادرت الحقوق ورسخت فكر هذه الشخصية الشيطانية على الجميع لان معاوية لا يعني فقط بشخصه بل تخدمه منظومة فكرية اسس لها منذ توليه على رقاب المسلمين وغذاها احبار اليهود مثل كعب الاحبار وغيره وكذلك الكثير من المنافقين ومرضى القلوب الذين لم يسلموا ولكن استسلموا كما قال الامام علي بن ابي طالب ع . وكذلك الموروث الفكري المحرف والمغلوط في تاريخ المسلمين و فكرهم والعقائد المغلوطة التي كبلت العقل العربي وقيدته و رهنت تفكيره بما يخدم مصالح السلطان الغاشم والذي كشف معظمه في هذا الزمن بالذات في ظل الصراع مع العدو الصهيوني والذي فرز الامة بكل تفاصيلها ما بين مقاوم ومجاهد للكيان الصهيوني والاستكبار العالمي وما بين مؤيد ومناصر ومطبع مع الكيان الصهيوني وامريكا في كل المجالات خاصة المجال الثقافي والاعلامي وتبني مسلسل عن معاوية هو اكبردليل على ذلك حيث من يدعمه ويشرف عليه هم ضمن دائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني . ان الاستمرار في تزييف الحقائق وترميز الطغاة والمجرمين هو اساءة واضحة الى الاسلام والى الرسول صلى الله عليه وآله الذي امرنا ان نتبرأ من الطاغوت ومن الظالمين وهذا هو اهم مرتكز قام عليه الاسلام من منطلق التوحيد والعبودية لله تعالى يكفي الامة العربية والاسلامية ما عاشته من صدمات و نكبات وكوارث الى اليوم وماذلك الا بسبب مثل هذه الاعمال التضليلية والثقافات المغلوطة التي ضربت الامة في مقتل وجعلت منها امة منحطة ذليلة منكسرة . ولايمكن للامةان تجمع بين الولاء لمثل الامام الحسين ع ويزيد في قلب واحد فالكفر والايمان لا يجتمعان ابدا .
صادق المحدون الرشاء
Discussion about this post