الحمدلله عدد خلقه ورضى نفسه،الحمدلله دائماً وابداً 💚
قبل سنوات عملت قروب للشيخ حسن فرحان المالكي(فك الله أسره)لتسجيل خواطره الجميلة والهامة …
وكان أهم ما تعلمته منه ان غاية العبادة هي الشكر لله فإذا افترضنا ان هناك رأس لهرم العبادة كان الشكر ع رأسه،فالشكر هو الاعتراف بأن الله هو الخالق الحكيم الرحيم العادل ولهذا يستحق العبادة …
والمثال التالي هو من بنات افكاري:
إذا افترضنا ان هناك إنسان ساخط في أعماقه غير راض ٍ عن حياته ولكنه ملتزم بكل العبادات فكأنه يقول لله جل جلاله:
انت لست جيداً بما فيه الكفاية معي لكنني أكرم منك ولا أقصر معك !
استغفر الله العلي العظيم…
القرآن يكرر الأمر والتوجيه بالتفكر والتدبر والتعقل…
الإيمان نشاط قلبي (ان صح التعبير)…
والعبادات لا قيمة لها ان لم تكن للإله الواحد…
فالإلحاد انواع :
هناك من يعتقد ان الكون وليد صدفة ولا خالق له!
وهناك من يعتقد ان الخالق خلق الكون ثم مات(استغفر الله العلي العظيم)!
وهناك من يعتقد ان الخالق خلق الكون ولكنه ظالم غير عادل(استغفر الله العلي العظيم)!ولهذا فهو لا يستحق ان يُعبد!!
استغفر الله العلي العظيم…
تنزيه الله جل جلاله عن الظلم حتى في ضمائرنا ووعينا الباطن مهم جداً …
لأننا ان عبدناه دون ان ندرك صفاته فهي عبادة ناقصة او مختلة!
لهذا فغاية العبادة الشكر …
ولن يشكر الله الا من هو راض عن حياته ولن يرضى عن حياته الا من يتأمل كثيراً …
ولهذا فمن أصول الدين لدى الزيدية(الثلاثين مسألة) العدل والتوحيد…
الاعتقاد ان الله (عدل)…
فإن لم يعتقد انه عدل فهو ظالم (حاشاه)وان اعتقد انه ظالم واستمر في عبادته فهي عبادة الخائف لا الشاكر…
وهي عبادة الكراهية لا المحبة …
وقلبه سيكون ساخط مهما أدعى غير هذا…
وغضبه سيعبر عن نفسه ع شكل قسوة وسوء ظن وكبر وتجهم واتهام للاخرين ،واعتماد اسلوب القسر والاجبار مع الاخرين ومطالبتهم بتقبله بلا نقاش ،لانه يسيئ الظن بالله
فهو قلق وعنده عقيدة راسخة ان الله يتربص به وبالاخرين ليدخلهم جهنم ويعذبهم ! ويحرمهم !
ولكنه مع هذا لا يقصر في عباداته ابداً بل وربما بالغ فيها اكثر واكثر مع تزايد سخطه …
وهذا -برأيي-يشبه بشكل ما عبدة الشياطين والعياذ بالله!!
الذين يعبدون الشيطان مع يقينهم انه شر خالص!
لكنهم يعبدونه لانه قوي وقادر، يعبدونه خوفاً من شره لا حباً وشكراً وطمعاً في المزيد من خيره…
برأيي ان الله جل جلاله غني عن عبادة الخلق كلهم، هي لا تضيف له شيئاً…
وان تركو عبادته جميعهم فلن يضروه شيئاً…
لكن حقه ان تعرفه كما أمرك ثم تعبده…
هو الخالق العدل الرحمن الرحيم ،وهو ايضاً الجباروالمنتقم من الظلمة …
سينعكس هذا عليك بشاشة واطمئنان وسعة صدر وحسن ظن بالله وبالاخرين…
وسعة أفق ورضا …
البعض يخشى حتى ان يفكر فيفقد إيمانه!! اي إيمان هذا الهش الذي لم ينشأ ع التأمل والتفكر بل والذي يتخلخل من التفكر والتأمل؟!
وأي دين هذا الذي غايته عبادات وطلاسم وقهر وقمع بلا روح ولا شكر ؟
نستغفر الله العلي العظيم ونتوب اليه …ونسأله ان يتقبل اعمالنا ويسامحنا ع تقصيرنا ونسأله الهدى والبصيرة والتوفيق 💚
✒️
سكينة حسن زيد
Discussion about this post