*الحاكم بأمره وحكومة المصارف وكبار الصيارفة يتلاعبون بالدولار*
*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*الأزمة الإقتصادية في لبنان اليوم ليست وليدة الساعة؛ بل هي نتيجة تراكمية لسياسات الحكومات المتعاقبة وتعاميم الحاكم بأمره، وإجراءات حكومة المصارف. وقد بدأت الأزمة الإقتصادية اللبنانية مع إنشاء شركة سوليدير بموجب قانون في مجلس النواب خلافََا لأحكام للدستور اللبناني؛ لأن سوليدير أصبحت دولة داخل الدولة في حدودها التي توسعت وبلطت البحر وباعت المتر من أملاك الدولة البحرية بأسعار خيالية. ولإنشاء الشركة، فقد تم سحب أكبر كتلة نقدية في تاريخ لبنان بالعملة الأجنبية من السوق اللبناني حوالي 1.65 مليار دولار ومعفاة من الضرائب. فسرقت سوليدير منذ إنشائها وبموجب القانون رأس المال والفائدة على رأس المال دون ان تدفع أي قرش للدولة اللبنانية. وبسطت سيطرتها بموجب قوانينها الخاصة على مساحة تقدر بحوالي مليوني متر مربع. والمصيبة الكبرى انه حصل إجتهادات غريبة عجيبة لإستمرار إحتلال سوليدير وسط العاصمة بعد إنتهاء مدة إستثمارها وكان لها ما تمنت. وهذه نبذة مختصرة عن الشركة التي طرحها رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري:-*
*تأسست شركة سوليدير العام 1994، وهي شركة عقارية لبنانية خاصة برأسمال 1،65 مليار دولار تضم حوالى 35 ألف مساهم وتقوم بتنفيذ مشروع تطوير وسط بيروت وإعادة إعماره على مساحة 1،9 مليون متر مربع منها حوالى 700 ألف متر مربع من الأراضي المستحدثة على البحر.*
*وأما الكارثة الكبري فهي شراء المصارف سندات خزينة بمئات المليارات بفائدة 45% وبالتالي حققت المصارف أرباحًا خيالية من أموال المودعين. وكان الرئيس رفيق الحريري يقول جملته الشهيرة «البلد ماشي، والشغل ماشي، وَلا يهمّك». ولتخدير الناس عمد تلفزيون المستقبل الإستعانة بأحمد قعبور لتأليف أغنية من وحي كلمات الشهيد رفيق الحريري تقول كلمات مطلعها “البلد ماشي.. والشغل ماشي.. والحكي ماشي.. ولا يهمك”. وكانت تُردد بين فقرات برامج تلفزيونهم بكثافة. وحين حان وقت السداد عادت المصارف بخفي حنين وطار جنى عمر المودعين . فالمصارف تريد بالقوة ان تُحمِّل المودعين نتيجة سوء استثمارها وتنعمها بالفوائد الخيالية، وتفرض عليهم شروطًا غير عادلة إلى جانب عدم تدخل القضاء للحصول على ودائعهم. وقد إخترع الحاكم بأمره وحكومة المصارف سعر 8000 ليرة فقط لسحب ودائعهم.*
*ونتيجة لهذه الأسباب فإن تذبذب سعر الدولار هو لعبة يديرها في الخفاء الحاكم بأمره والمصارف لتحقيق ارباح يومية خيالية لتأمين مصاريفها بعد فقدان الشعب الثقة بها. وقد إخترع الحاكم بأمره منصة صيرفة ليستفيد منها المصارف وصرافي الدرجة الأولى، ومن ثم فتح الباب ليستفيد من المنصة أصحاب الأموال والمصارف عبر أسماء وهمية، وأوهم الحاكم بأمره الناس بأنه يريد تعويم السوق فتغلب عليه السوق الموازي واستطاع سحب حوالي ملياري دولار في حوالي إسبوعين؛ ومع هذا عاود الدولار إلى الإرتفاع الجنوني ليزيد أرباح المصارف وكبار الصرافين وعملائهم.*
*ويحاول الحاكم بأمره وحكومة المصارف التضحية بعملائهم وبعض صغار الصرافين حين تحركت الدولة لتوقيف المضاربين على العملة الوطنية. فالتحكم بسعر السوق بهذا التفاوت الكبير والتذبذب في السعر؛ لا يتم بعشرات أو مئات الآلاف من الدولارات بل بضخ أو شراء الدولار بعشرات الملايين.*
*فلنتعرف سويًا كيف تتم قوننة التلاعب بشكل خفي ويومي بأسعار الدولار من خلال التداول خلال إسبوع واحد بملايين الدولارات لمن يحق لهم سحب الدولار من منصة صيرفة*
*27/01 كان حجم التداول 25 مليون $ على سعر 38 الف ليرة*
*ولما وصلت كلمة السر لحكومة المصارف وكبار الصرافين ضاعفوا حجم التداول قبل رفع سعر المنصة إلى 42 ألف*
*30/01 بلغ حجم التداول 50 مليون $ على سعر 38 الف ليرة*
*31/01 بلغ حجم التداول 47 مليون $ على سعر 38 الف ليرة*
*01/02 بلغ حجم التداول 25 مليون $ على سعر 42 الف ليرة.*
*وبعد أن وصل الدولار إلى حدود 64 ألف ليرة ضاعفت المصارف وكبار الصرافين تداولهم بالدولار على منصة صيرفة:-*
*02/02 بلغ حجم التداول 70 مليون $ على سعر 42 الف ليرة.*
*وبناءً عليه فإن الحاكم بأمره والمصارف وكبار الصرافين هم المضاربين الحقيقيين على العملة الوطنية والأسماء المسربة للصرافين وغيرهم سيكونوا أكباش فداء للحاكم بأمره وحكومة المصارف وكبار الصرافين.*
*وإلى جانب سوء الوضع الإقتصادي بشكل عام؛ يساعد غياب وحدة المعيار الرسمي في سعر صرف الدولار إلى تفلت الدولار من عقاله دون وجود اي حد أدنى أو أعلى لجنونه.*
*1- السعر الرسمي 15000 ليرة.*
*2- سعر المنصة 42000 ليرة*
*3- سعر سحب الودائع 8000 ليرة*
*4- سعر السوق الموازية قبل قليل 62000 ليرة.*
*آمل أن تحسبوا مقدار الأرباح اليومية والتي تشكل مضاربة فعلية على العملة الوطنية يرتكبها كل من الحاكم بأمره وأصحاب المصارف وكبار الصرافين من خلال عملاء لهم في الأسواق سرعان ما يتم تسليط الضوء عليهم وتسريب أسمائهم والتضحية بهم للحفاظ على مصالح الحاكم بأمره وأصحاب المصارف وكبار الصرافين.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*05 شباط/ فبراير 2023*
Discussion about this post