** كلمة شكر لابد منها **
في هوس المادة و في غياهب الغفلة يغيّب الإعلام الرسمي دوره كأنه النّعامة التي لو عجزت عن الدفاع عن روحها دفنت رأسها في التراب ،
و لا ملام فتلك طائر أرضي جبلت و فطرت على ذلك و تناسب فعلها مع تكوينها الشكلي و السيكلوجي ، لكن إعلام رسمي و ينام عن معظم قضاياه فهنا الكارثة ، حيث و الإعلام لم يتسم و يوسم بذلك اللفظ إلّا ليوحي و يكون معناه مخاطبة و تفعيل السمع و البصر فيه ، لكن كيف بإعلام رسمي أكثر قضايا وطنه لايرى فيها و لا يسمع و لا يتكلم فهو إعلام مشلول متهتك العُرى ، لا يفي بواجبه بل بأدنى ماعليه ،
نعم : هكذا بلينا على مدار العدوان بإعلام شبه نائم أو لنقل نائم و ( بأقوى قوته : كما يقال ) ، فهنا و على مدار الثمانية أعوام لازال العالم أو بعضا منه لم يعِ و لم يستوعب و لم يتعرف على بقعة منه اسمها اليمن أو أرض السعيدة ، لازال من العالم لا يعرف اليمن ، فكيف به أن يعرف أن هناك عدوانا كونيا عليها ؟!
هي الصورة البلاستيكية للإعلام الرسمي الذي يذوب في تفاصيل لا قيمة لها بينما يترك الحبل مرتخيا و مهملا غير مشدود و لا شاد لذهنية العالم المخترع شبكات عنكبوتية و عبر الأثير توصل أدنى حركة مباشرة و على الهواء ،
العالم اليوم الذي أصبح قرية صغيرة بمقدور الرضيع أن يتواصل بأكبر معمر في العالم ،
عالمنا اليوم لا يتفاعل إلّا مع المرئي و المسموع أكثر من المقروء ، و مع ذلك فالمقروء لازال يعطي لو كان صاحبه مخلصا ، و هنا يتقدم الإعلام المجتمعي في حركية و قوة و يسير بلا شريك نحو إنجازات هي من مهام الإعلام الرسمي الذي لازال شبه نائم ، نجد الإعلام المجتمعي يقفز من بين الركام ليحقق النجاح الباهر و يجمع شتات الذهنية اليمنية المقاومة للعدوان السعو أمريكي و يواصلها بالعالم و بجهود ذاتية مباركة ،
نعم : يقف الإعلام المجتمعي على رجليه واثقا غير مدعوم بمادة أو نقد أو سيولة ، و غير راكن إلى بنوك و غير منتظر لسندات و اعتمادات مالية بالمقابل ، بل إنه بدأ و كانت بدايته أنه جثا قبل الوقوف على قدميه جثا و حبى على ركبتيه و بعد ذلك مشى ، و رغم ألمه حين لم يجد كفّا تدفع به للأمام من الإعلام الرسمي لكنه نهض من ذاته و لمع نجمه بينما خفت وهج الإعلام الرسمي ..
الإعلام المجتمعي الذي لا يختلف اثنان حول شخصية بارزة لامعة تألقت في سماه بل هي من أسس لهذا الإعلام ، هذه الشخصية هي اسم لواحد من ملايين اليمنيين جذب باحتوائه و استيعابه لكل كاتب حر مقاوم العشرات من الأحرار ، و فاق طموحه ليجمع خيوط بل هامات من الإعلام المقاوم من دول محور المقاومة ، و صنع جسرا قويا من الثقة بين إعلاميي و كتاب الدول المقاومة للمشروع الصهيو أمريكي ،
هذا الشخص هو الرجل المخلص : حميد عبد القادر عنتر ،
هذا الرجل الرائد الذي قاد الإعلام المجتمعي و الذي وصل بقضية اليمن و ملف مظلوميته إلى حدود ما تجاوز شيئا من أطرافها إعلامنا الرسمي ،
نعم هي كلمة حق و استحقاق لابد أن نعترف جميعنا به من باب الإنصاف و العدل و وضع النقاط على الحروف ،،
لقد كان الأستاذ : حميد عبدالقادر عنتر هو حلقة الوصل من جمع بين إعلاميي الدول المقاومة ،
هو من أقام و أشرف و شارك في جلسات و ندوات سياسية بين إعلاميي دول محور المقاومة ،
هو من شعر بمسؤولية أكبر من طاقته و مع ذلك طوّع و ألان حديد البعد ، و اخترق حاجز الصمت بين اليمن كدولة تحاول نهشها أمريكا و إسرائيل بأدواتها السعودية الإماراتية التي بدت أنها جاءت لتنقذ اليمن من أهلها باستدعاء من حثالة و مرتزقة لايمثلون للمستعمرين سوى قناطر يعبرون بهم إلى اليمن حين أعلنت السعودية عدوانها على اليمن بضوء أخضر و تغطية من مرتزقة اليمن فتحالفت مملكة الرمال مع عشرين دولة و أتت و اعتدت على اليمن أرضا و إنسانا و دون مبرر و لاحجة تقال ،
فبرز الإعلام المجتمعي مساندا محققا إنجازات كثيرة و مبادرات أكثر لرفع الظلم عن اليمن ، و من تلك إقامة حملة إعلامية و جبهة إعلامية تطالب بفك الحصار عن المطارات و الموانئ و أبرزها مطار صنعاء الدولي و منها :
_ الإشراف على ندوات سياسية حقوقية تبرز مظلومية اليمن و تدعو العالم للضغط على الأمم المتحدة الشريك بل الفاعل الحقيقي للعدوان ،
_ تعرية الإنسانية الزائفة للعالم الذي لم يحرك ساكنا تجاه العدوان العالمي على اليمن ،
_ تقديم صور و مقاطع مرئية تدين التحالف العدواني ،
_ و نشر صور مجازر هذا العدوان على الشعب اليمني ،
كذلك سعى الإعلام المجتمعي و لليوم إلى :
_ تشجيع الأحرار كتّابا و مفكرين من خلال توزيع شهادات تكريم لكل ناطق حر و كاتب حر قضيته اليمن و رفع الظلم عنها ،
و ما سردناه قطرة من بحر مما يتحرك في فلكه الإعلام المجتمعي و رائده الأستاذ حميد عبدالقادر عنتر الذي وجب علينا شكره و تقديره جزيلا و الامتنان و العرفان له كأقل ما يمكن أن يكون في حقه ، و لله دره من إنسان و لله دره من وطن احتوى الكثير من الأحرار و استفزهم لنصرة بلده ، للّه من مناضل جسور نتمنى له التوفيق و السداد في الدنيا و الآخرة .
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post