بقلم مهند محي الدين محمد
،،،،،،،،،،،،،،،،
وأخيرا بعد سقوط الرئيس السوداني السابق “عمر البشير ” في فخ اﻹنقلاب العسكري الذي قاده ثلة من ضباطه بقيادة وزير الدفاع “بن عوف ” تكشف المشهد أكثر فأكثر خاصة أن ماحدث جاء بعد مظاهرات حاشدة للشعب السوداني ﻹسقاط النظام القائم واستبداله بمخرجات ثورتهم المحقة في بعض مفاصلها .. فكان المجلس العسكري اﻹنتقالي الذي آل أخيرا للفريق “عبد الفتاح البرهان ” بمعاونة قائد قوات الرد السريع – المثيرة للجدل- الفريق “محمد حمدان حميدتي” و انتظر (الجميع ) اكتمال قوس ( الثورة) وتسليم المجلس اﻹنتقالي للمدنيين مقاليد الحكم والسلطة رغبة جامحة من الشعب السوداني ليكون الحكم إسلاميا مدنيا واستبعاد النفس العسكري .. يريدون الجيش لمهامه العسكرية المعروفة وإزاحته من القصر الرئاسي في “الخرطوم” لكن الثورة المضادة تكلمت باللهجة السودانية وبدأ النزاع بين الجانب العسكري ونظيره المدني ” قوى الحرية والتغيير ” الذي امتد ﻹراقة الدم كما حدث في شهر رمضان المنصرم .. وكان من الممكن أن تهدأ اﻷمور لولا الخريطة السياسية الدولية واﻹقليمية بزعامة القطب اﻷميركي الذي استقبل قبل أيام من اﻹنقلاب الرئيس المصري ” عبد الفتاح السيسي” وهنا مربط الفرس فالدعم المصري للإنقلابيين بمشاركة “الرياض وأبو ظبي” لم يعد خافيا على أحد .. وبدأت الصورة بالظهور “أميركا” وحلفائها الخليجيين من جهة يدعمون المجلس العسكري “وتركيا وقطر” وبعض دول الجوار ” كأثيوبيا ” يفضلون الحكم المدني اﻹسلامي ..
لماذا يحاولون تكريس الحكم العسكري ؟ على غرار من يحكم في “مصر ” و” ليبيا” ..في البداية وعبر استقراء بسيط لتاريخ الحكم العسكري مامن شك أن كعكة السلطة في العالم العربي الراهن تقسم بين حكم عسكري وآخر إسلامي وهذا اﻷخير يعبر عن مكنونات السواد اﻷعظم من الشعوب التي تتوق إلى ماضي اﻹسلام ومآثر الصحابة واﻷنبياء .. قد ترغب “أميركا ” في ظروف معينة هذا النمط كما حدث في موضة “الربيع العربي” إلا أن الآن -وكما قال نائب الرئيس اﻷميركي “مايك بنس” – حان الوقت لنهاية اﻹسلام السياسي .. تهدف “واشنطن ” إلى حكم عسكري متهم سلفا بالدكتاتورية والتعسف كي تمعن تخريبا وضعفا في النسيج السوداني الشامل .. وهنا تتعمق الهوة بين الشعب والجيش رمز السيادة الوطنية ﻷي دولة .. وسيكون العسكر أداة طيعة ﻷميركا لتنفيذ ماتطلبه خاصة على الصعيد اﻹقتصادي .. “السودان ” منجم ذهب وصمغ لا ينضب .. واستمرار صفقات بيع السلاح اﻷميركي لنظام عسكري يركز أساسا على العتاد .. ولن نستثني الثالوث “المصري واﻹماراتي والسعودي ” اللذين كانوا من اﻷوائل الداعمين ل ” برهان وحميدتي ” “فمصر” تهدف لحماية حدودها وشراكة حقيقية مع الصديق العسكري ..
.”السعودية واﻹمارات” بعد النفوذ السياسي واﻹقتصادي هناك المد العسكري للجيش “السوداني ” في “اليمن” بقوام يقارب 30 الف جندي لحماية (الحرمين الشريفين ) ومحاربة “إيران” ..
لتأتي الوساطة اﻷثيوبية التي قادها رئيس الوزراء “آبي أحمد ” والتي بقيت بين مد وجذر نسبي وممل في ظل شبه قبول لقوى الحرية والتغيير بها .. وهذا مايهدد المصلحة اﻷميركية العليا التي أرسلت مبعوثها المساعد لوزير الخارجية “بومبيو”للشأن اﻷفريقي ..
اقتربت الدائرة قليلا برعاية “أثيوبيا” لكن الفرملة جاءت من المحاولة اﻹنقلابية الفاشلة في إقليم “أمهرة” التي زعزعت اﻷمور قليلا ل “آبي أحمد” ورسالة معينة تشبه نظيرتها المرسلة ل “اردوغان ” إبان اﻹنقلاب الفاشل .
“ترامب” يعرف بتعدد اﻷقوال واﻷفعال المتناقضة .. فلو أعلن عن رغبته بحكم مدني ديمقراطي فهي اﻹشارة بالنقيض العسكري الملبي لمصلحته بلاده السياسية واﻹقتصادية والعسكرية ..
ماذا سيحدث ؟؟
Discussion about this post