القوى الوطنية الشعبية والعشائر والأحزاب أين هم اليوم ..
حيث يبدأ تحرير القدس من تحرير حدود سايكس بيكو، ويبدأ تحرير حدود سايكس بيكو بتحريرها من عقولنا وقلوبنا أولاً قبل تحريرها على التراب والجغرافيا ..!!
فنحن نعلم أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا تسرق ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري، وهكذا تستمر قوات الاحتلال الأمريكي بسرقاتها للنفط السوري، أعمال السرقة الأمريكية أصبحت أكثر تهورا، فبحسب بيان صادر عن وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، بلغ متوسط إنتاج النفط اليومي خلال النصف الأول من عام 2022 حوالي 80300 برميل، فيما تسرق قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط. ومنذ بداية شهر آب، وقعت ما لا يقل عن 10 سرقات نفط، وتم استخدام حوالي 800 صهريج لنقل النفط المسروق إلى القواعد الأمريكية خارج سوريا، مشيرا إلى أنه في غضون ذلك، اضطر السوريون إلى الوقوف في طوابير لساعات في محطات الوقود .
اليوم سوريا ضحية أخرى للنظام القائم على قواعد الولايات المتحدة، تماما مثل أفغانستان والعراق وليبيا، بسبب ذلك، يحرم الشعب السوري من حقوقه وحياته بدلا من حمايته . لذلك على الولايات المتحدة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها والاستجابة لنداء الشعب السوري العربي السوري.
وأن ترفع الولايات المتحدة العقوبات أحادية الجانب عن سوريا، وأن تتوقف عن نهب الموارد الوطنية السورية، ويجب أن تحاسب القوات الأمريكية، وتعوض عن كل ما سرقته ودمرته
لذلك لا يجب ان نترك المواطن يحلُّ مشاكله المعيشية بنفسه على مبدأ “دبر راسك” وتحميله فوق قدرته، ما ينذر بعواقب وخيمة وخاصة أن أغلب المواطنين باتوا يعانون ضيقَ وضنكَ العيش، وبالتالي الحلّ يكمن في اتخاذ خطوات غير قابلة للتأجيل والمماطلة لتحسين المعيشة ورفع القوة الشرائية للأسرة التي لن تستطيع شراء قطعة ألبسة لأطفالها في ظل غلاء هذه المنتجات مع الراتب الهزيل الذي لا يشتري قميصاً أو كنزة جيدة، وهذه الخطوات تتلخص بإزاحة “الحيتان” عن التحكم بلقمة العيش ، مع زيادة رواتب مجزية سواء أكانت من وفر “مال الدعم” أو محاسبة الفاسدين، أو أي مصدر آخر متاح، فالأبواب كثيرة لكن مفتاحها يحتاج إدارات قادرة على استثمار الإمكانات والخيرات بدل تركها تحت رحمة الفاسدين والحيتان من كل الجهات المدعومة .. .
تشيخوف وكلام من ذهب يرد على سؤال ؛ كيف تكون المجتمعات الفاشلة .. فأجاب : في المجتمعات_الفاشلة ثمة ألف أحمق – مقابل كل عقل راجح، وألف كلمة خرقاء، إزاء كل كلمة واعية ، تظل الغالبية بلهاء على الدوام، ولها الغلبة دائماً على العاقل، فإذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو في أحد المجتمعات على الكلام الواعي، ويتصدر التافهون المشهد ، فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جداََ .. .
لكن ..!! عندما تقرأ في التاريخ ستجد أن العبيد عبر التاريخ منقسمين إلى نوعين في كل وقتٍ وحين، عبيد مجبرين مهزومين ، وعبيد قد عشقوا الإستعباد، فعلى سبيل المثال وليس الحصر كان العبيد في أمريكا منذ زمن منقسمين إلي قسمين ( عبيد المنازل ) و ( عبيد الحقل )!، عبيد الحقل يعيشون في قهر وذل وكبت ويخدمون في الحقول ليل نهار !!، بينما كان عبيد المنازل يعتبرون أنفسهم من طبقة العبيد المرفهة فكانوا يأكلون بقايا طعام أسيادهم ويلبسون ملابسهم القديمة ويخدمون في بيوت الأسياد البيض !، وكان كلما اجتمع عبيد الحقول لتحرير أنفسهم من العبودية مصطفين على مبادئ الحرية والعدالة يخالفهم عبيد المنازل المنتفعين وكانوا يسارعون بنقل أخبار و ترتيبات الثورة لأسيادهم فيقوم الأسياد بتعذيب عبيد الحقول ويفشلون حلمهم وتسقط ثوراتهم، وكان العبيد المنتفعين يفعلون ذلك ليس لهدف أو لحكمة بل لأن بقايا الطعام والملابس أغلى عندهم من الحرية !!، هؤلاء هم سبب فشل أي محاولة للحصول على الحرية في كل وقتٍ وحين .. .
لن اقول واتمنى بحال واقع المواطن السوري الذي أصبح ينشد القصائد ويترك الكلمات استنادا لقانون الواقع كما قال نضال في مقاربة كلمات وطنية زجلية شعرية تغني وتجسد المواقف الوطنية، لكنها بلون آخر حيث يقول :
أنا سوري آه يا شحاري، مُنحنيَّ القامة أمشي، مُطأطأ الرأسِ أمشي ، في جيبي عشرة آلاف، مابيعملوا طبخة محشي، وحماية المستهلك كل يوم بتعمل نكشه، والعالم صارت تصيح عم بيع بيتي وعفشي، قلبي راح يتفجر صاير بركان، فيه الدم تخثر ضرب الشريان، في وطني صُرْتُ شحاذ، جهزتُ كفني لنعشي .. وانا وانا وانا .. سلامتك يا سوريانا الغالية .. .
نداء الوطن جماهير وشعبا وقوى وطنية وعشائر، آن الأوان الضرب بيد من حديد لاقتلتع أعداء الوطن من جذورهم، وهي مهمة الجميع ويجب أن تبدأ بعمل ميداني في كل مكان يتمترس فيه محتل ومغتصب في شبر من أرض الوطن لتعود سورية الى الحياة من جديد، فهي الأسطورة لحضارة لا تموت .
د. سليم الخراط
Discussion about this post