نعم إن عديد و عتاد قوات الاحتلال الأمريكي في سورية لا يعني شيئاً في الحسابات العسكرية وهي لا تشكل قوة عسكرية يمكن أن تدخل اشتباك بري على الأرض مع أي قوة إقليمية أو دولية في المنطقة، والمعارك لا تُحسم بسلاح الجو وحده .
قوات الاحتلال العسكري الأمريكي في العراق ، لا تشكل قوة فاعلة يمكن أن تحسم أي اشتباك عسكري على الأرض السورية ..
وكذلك قواتها في عدد من القواعد في سورية ..
إن استنفار القوات الأمريكية الموجودة حالياً في سورية والعراق هو أمر ممكن ،
وكذلك استنفار الأسطولين الخامس و السادس…
والقواعد الأمريكية في كل من التنف السورية و في قطر و السعودية و البحرين ، وهذا يمكن أن يكون مؤشراً لحرب أمريكية ، وهذا قد يكون مفهوماً في حال كانت الحالة هي حرب مع جيوش أو دول .
لكن انتشار القوات الامريكية في مناطق الشرق و الشمال السوري ليس قرار البنتاغون ، بل يحتاج إلى قرارمن الرئيس الأمريكي ، وهذا له عقبات و تحديات جدية ، وسيكون مكلفاً جداً لواشنطن لأن مثل هذا القرار يتطلب تحرك و نقل قوات أمريكية و عتاد نوعي ،مما يبدو صعباً في الظروف الإقليمية و الدولية الراهنة ،
واستناداً إلى التجارب العسكرية السابقة فإن اعتماد واشنطن على سلاح الجو و القوة الصاروخية المتاحة من البحر ،
هو أيضاً بات مقيداً ومكلفاً عسكرياَ و سياسياً و قد يحمل مفاجآت لم تكن بالحسبان ، خصوصاً مع غياب التنسيق مع القوى العسكرية الدولية المسيطرة على أجواء الشرق السوري ،
أما في الحالة السورية فلا يمكن الحديث عن “الإيراني”كعدو لوحده مفترض للأمريكي” أو “ذريعة” ،
فالاشتباك سيكون مع محور بكامله يمتد من فلسطين إلى طهران ، وهو أكثر استعداداً لأي معركة محتملة ، ولديه أدوات فعالة على الأرض ، و قادر أن يحول رمال الصحراء السورية إلى مستنقع قادر لزج واغراق الأمريكي ،
و لديه القدرة على تغيير أي قواعد اشتباك سيحاول الأمريكي فرضها ، و سيتجاوز أي خطوط يفكر الأمريكي برسمها في المنطقة ،
خصوصاً أنه يمتلك جغرافية الميدان ..،
وسيعمل على إرغام البنتاغون من تغيير تصريحاته الأخيرة التي صدرت منذ أيام والتي تحدث فيها عن إحتمال مواجهة إيرانية إسرائيلية في سورية .
وقد يرغم البنتاغون لحديث مختلف ،
يتحدث عن احتمال مواجهة أمريكية – مع محور المقاومة في شرق سورية و العراق وربما الخليج .
وأيضاً لا يبدو ممكنا أن تدخل موسكو على خط التهدئة ، لأنه محرج سياسياً للبيت الأبيض بعد التصعيد السياسي الكبير الذي انتهجه الرئيس “بايدن” مع موسكو و الرئيس “بوتين” شخصياً مع بداية الحرب في أوكرانيا .
بطبيعة الحال لم يعد سراً ابدا وجود (مقاومة شعبية وطنية في سورية )
مدعومة من الحكومة السورية وإيران و قوى عراقية و لبنانية و إيرانية ويمنية في المنطقة ،
وقد تجد الولايات المتحدة نفسها في مواجهة مباشرة في نوع مختلف من الحروب التي خاضها الجيش الأمريكي .
وبالنسبة لسورية فوجود القوات والقواعد الأمريكية على أرضها هو احتلال موصوف و مُعرّف لدى الامم المتحدة ، ومناطق الاحتلال الأمريكي هي جغرافية اقتصادية مهمة وتعتبر خزان النفط و سلة غذاء سورية ،
و بات تحريرها ضرورياً وهو أمر مشروع للدولة وللشعب السوري حسب شرعة الأمم المتحدة و القانون الدولي و قرارات مجلس الأمن الدولي .
ومن المعروف أيضاً أنّ نهج المقاومة الشعبية في مواجهة أي احتلال يتقنه السوريون جيداً ،
وقد خبروه في غير ميدان ومثلهم كذلك كل دول و مكونات المحور .
قد تحمل الساعات والأيام القادمة محاولات تهدئة من قبل الأمريكي ، لإبقاء الأمر في إطار تسجيل الحضور و الرسائل المتبادلة بالنيران ..،
لكن هذا لن يكون ممكناً ولن يكون ضروريا ، خصوصاً وأن سورية وحلفاؤها يجدون أنّ الإحتلال الأمر.يكي لمنابع النفط ومعامل الغاز و مناطق إنتاج المحاصيل الاستراتيجية بات أمراً مرفوضا شعبيا ورسميا واقليميا و أقل ما يقال عنه أنه نهب ثروات بلد ذو استقلالية و سيادة من قبل جيش احتلال ،
ومن يتابع التصريحات السورية و الروسية و الإيرانية وكل مكونات هذا المحور ، يعرف جيداً أنه يوجدتنسيق على اعلى المستويات السياسية والعسكرية .
تبقى الأيام والاسابيع القليلة القادمة كفيلة بوضوح المشهد وتحديد اتجاهاته .
خاصة بعدما قامت المقاومة الشعبية الوطنية في سورية بالرد الفوري على اماكن احتلال القوات الامريكية لآبار النفط السورية بالطائرات المسيرة ..
حيث تعرضت القاعدة العسكرية التابعة لقوات الاحتلال الأميركي في حقل العمر النفطي إلى قصف بطائرات مسيرة مما أدى إلى اشتعال النيران في المنطقة الخضراء التي تتخذها القوات الأميركية قاعدة لها في المنطقة.
وأكدت مصادر محلية في دير الزور أن حقل العمر النفطي تعرض لهجمات عديدة مساء الخميس الفائت مما أدى إلى اشتعال النيران في المدنية السكنية التي يتخذها الجنود الأمريكيون مقر إقامة لهم في القاعدة العسكرية إضافة إلى سقوط عدد من الصواريخ في محيط الحقل تلته أصوات صفارات الإنذار وسيارات الإسعاف التي هرعت إلى المكان مع تحليق مكثف للطيران الحربي الامريكي .
وهذا هو اليوم الثالث على التوالي من تبادل اطلاق النار في سورية مابين المقاومة الشعبية السورية والقوات الأميركية
سعيد فارس السعيد
Discussion about this post