إبـراهـيـم حـيـدر
• لا شك أن لبنان يمر بظرف إقتصادي في غاية الصعوبة ، لم يشهده في السابق ، ما رتب تداعيات سلبية على مختلف القطاعات والمؤسسات في الدولة ، حتى أن القطاع العام بات يلفظ أنفاسه الأخيرة في ظل عدم إيجاد الحلول وغياب المعالجة .
مع الغياب المتعمد للمعالجة ، ورفض كل السبل التي تُساهم إلى حدٍ ما في معالجة الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان جراء الحصار الإقتصادي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، والفساد المستشري داخل مؤسسات الدولة ، والسياسات الإقتصادية والمالية والنقدية الخاطئة ، فإن أساليب الترقيع وإنتهاج الإقتصاد الريعي وسياسة الإستدانة ، لم تعد تجدي نفعاً أو تُحقق النهوض المنشود لهذا البلد ، مع ذلك فإن خيار إستخراج الغاز الذي أسماه سماحة السيد نصرالله ” الفرصة الذهبية للبنان ” ، هو الخيار الإستراتيجي الذي ينهض بالبلد ، ويُحرك الإقتصاد ، ويضع لبنان في مصاف الدول النفطية ، ويُخرجه من أزمته الإقتصادية الحادة ، إضافةً إلى تحقيقه الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي للبلد وشعبه ، هذه الفرصة الذهبية تُشكل قلقاً للإستكبار ، لأنه يريد للبنان أن يبقى في حالة عدم الإستقرار ، غارقاً بأزماته ومشاكله الإقتصادية والطائفية ، وضعيفاً هشاً وبحاجة دائمة إليه ، ولا يُريده بلداً قوياً ومقتدراً وعزيزاً ، من هنا نرى حجم القلق الأمريكي والصهيوني من إستخراج لبنان لثروته النفطية والغازية ، معتمدين أسلوب المناورة والمراوغة وتضييع الوقت لمنع لبنان من الإستفادة من ثرواته وحقوقه وتحقيقه الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي ، وهذا ما يؤكد حاجتنا للمقاومة ، وضرورة وجودها ، وصوابية مواقفها وقراراتها وتهديدات السيد نصرالله في خطاباته الأخيرة كيان العدو منعاً لسرقة الثروة والتعدي عليها .
المقاومة لا تريد الحرب ، ولا ترغب القيام بذلك ، ولكن على الجميع أن يعلم أن المسألة كبيرة جداً ، وإذا ما استمر كيان العدو في المراوغة وتضييع الوقت ، سيرى ماذا ستفعل المقاومة ، وكيف ستتصرف من دون تهاون أو تساهل .
فليعلم القاصي والداني ، أن المقاومة عندما تقوم بأي خطوة في هذا المجال ، فإن ذلك حق مشروع وردة فعل طبيعية ، ويجب أن يدعم اللبنانيون خطوات المقاومة الحافظة للثروات والحامية للأرض والمدافعة عن لبنان وشعبه .
يبقى هدف المقاومة الأساسي حماية لبنان وثرواته من الأطماع الصهيونية والأمريكية ، وكل هذا الإقتدار التي وصلت إليه هذه المقاومة هو في خدمة لبنان وشعبه ، ومتى شعرت المقاومة أن هناك خطراً يتربص بأرضنا وثرواتنا ومياهنا ستقول كلمتها وستتصرف بحكمتها التي يعجز الكلام عن وصفها .
أختم بالقول ، نحن أمام إمتحان كبير بالوطنية ، إمتحان ينجح فيه الشريف ويرسب فيه الساقط ، لننتظر الأيام المقبلة وما ستحمل معها من تطورات و مستجدات .
Discussion about this post