أين أنتم يا حكام العرب وأين النخوة والكرامة والرجولة العربية لكم الخزي والعار
غزة والقدس وفلسطين المحتلّة وقبلها العراق واليمن ولبنان وسوريا وغيرها من شعوب الأُمَّــة يجمعُهم عدوٌّ واحدٌ وقضيةٌ واحدة وهدفٌ واحد، ويعانون من ذات المعاناة التي عانى منها الإمامُ الحسين في كربلاء، وفي ذات الوقت يحتفظون بقيم ومبادئ وثقافة الإمام الحسين ويتحركون ضد عدوِّهم المشترك لمظلوميتهم المشتركة في مواجهة الطغاة والظالمين،
كربلاءُ تتجدَّدُ اليومَ في غزة، وتتجدَّدُ معها دماءُ الحسين وإباؤه وتضحيته، كما هي معاني وقيمُ “هيهاتَ منا الذلةُ” متجدِّدةٌ في ثقافةِ كُـلِّ الأحرار من أبناء فلسطين وغيرها من أحرار الأُمَّــة. وحسينُ العصر موجودٌ في دماءِ كُـلّ شهيد وفي أعماق كُـلِّ مقاوم حُرٍّ أبي في قطاع غزة، وحسينيو غزة قَلَّ ناصروهم وكَثُرَ أعداؤهم والخونةُ لهم ولقضيتهم ومظلوميتهم
استيقظ سكان غزة كعادة كل يوم على أمل يوم جديد وببداية للأسبوع مملوء بالأمل لانتهاء الحصار الظالم على أهلها , لم يعلموا أن هناك مأساة أخرى في انتظارهم , قصف وتدمير لكل المعالم, البيوت والمنازل- المساجد – السيارات – الشوارع – المدارس , قتل أبرياء – مدنيون – شيوخ – أمهات مذنبات بتربية أبنائهن على حب الوطن ,حتى الحيوانات لم تسلم من حدة آلة الحرب الاسرائيلية لكن لا حياة لمن تنادي
غزة ودعت أبناءها بنزيف الدم تحت قصف الصواريخ وبصرخات تنادي رب العباد وتستصرخ أوقفوا الابادة الجماعية والكارثة الانسانية المتواصلة ، لكن لا حياة لمن تنادي
أين أنتم يا حكام العرب ألم تتحرك في داخلكم المشاعر والاحاسيس وتأنيب الضمير
لن نناشدكم أيها الحكام فصمتكم اعتدنا عليه , اعتدتم السكوت في المواقف التي تحتاج الوقوف ولن ننتظركم فصمتكم سيطول كثيرا ، والله لم نتوقع منكم شيئا,لكن الخزي والعار وكل العار ووصمة عار على جبينكم الذي كما يبدو يفتقد الى المشاعر و الاحاسيس ، كفاكم سباتا ، نحن لا نطالبكم بأرسال دباباتكم وجنودكم الى غزة ولكن على الاقل عبروا عن موقفكم مما يحدث في غزة بوضوح وبشفافية واضحة وبشجاعة تامة ، بلوروا موقفا شجاعا وأضغطوا على المجتمع الدولي بكل الوسائل المتاحة وكذلك على مجلس الامن الدولي حتى يتم وقف العدوان على أهلنا في غزة ، كفاكم صمتا وتخاذلا ومع هذا لا حياة لمن تنادي
الى متى يا مجلس الامن 77 شهيدا ,الا يكفي لبلورة قرار بوقف اطلاق النار ,بالرغم من اننا لم نتوقع شيئا من مجلس الامن الدولي ولكن نتوقع بان يبلور المجلس قرارا حول الحرب على غزة ، او يدين اسرائيل بما تقوم به من مجازر بحق الابرياء ، وهذه خطوة تحتاج الى مصادقة الولايات المتحدة واسرائيل اللتين تسعيان في سبيل عدم بلورة قرار من هذا النوع والذي من شأنه ان يشوش خطة اسرائيل في تحقيق اهدافها من الحرب .
وهذا التخاذل ليس جديدا على مجلس الامن ، انما اصبح نمطا وروتينا يخيم على كل المداولا ت في أروقته ، يصدر قراراته بناء على رغبة القيادة الامريكية والتي تصب في مصلحة مصالحها لتواصل فرض هيمنتها على العالم بأكمله وكل هذا لا حياة لمن تنادي
كل ذلك ولم يتحرَّك أي حاكم عربي أو مسلم لنصرة ونجدة هذا الشعب المحاصر، إلا أن القيادة المصرية في اللحظة الأخيرة، بعد أن استُشهد أكثر من 77 من المرضى لعدم إسعافهم، فتحت معبر رفح على استحياء؛ فمصر لديها الكثير والكثير، وعليها أن تستمر في فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد الآن المتاح لقطاع غزة، وأن تقف بجوار الحق الفلسطيني كما كانت على مدار التاريخ، وأن تُقدِّم المساعدات والوقود، والغذاء والدواء، وكافة الاحتياجات لأهالي قطاع غزة المحاصرين، أين النخوة والكرامة والرجولة العربية؟بل أين الرجولة يا حكَّامنا؟! أكل هذا من أجل الكراسي والمناصب الزائلة؟ بئست هي طالما أنها لم تنقذ حرمات المسلمين ومقدساتهم في فلسطين والعراق واليمن
لم يتحرك أي زعيم عربي، ولم يحرِّك ساكنًا ولو بكلمة، إلا أن: “عودوا لطاولة المفاوضات،
لماذا هذا الخذلان مما يحدث في غزة اين انتم من قول رسولنا عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: (مَا مِنِ امرِئٍ يَخذُلُ امرَأً مُسلِمًا في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فِيهِ مِن عِرضِهِ وَيُنتَهَكُ فِيهِ مِن حُرمَتِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللهُ تَعَالى في مَوطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصرَتَهُ)
اين انتم يامن تسمون انفسكم حكاما على بلاد المسلمين أغيثوا إخوانكم في غزة، هؤلاءوصفهم القرآن : ﴿هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾
فلا أمل إذًا إلا في الشعوب العربية والإسلامية الحية والأبية التي تضحي بكل غالٍ وثمين لنجدة إخوانهم في فلسطين، وعلى المؤسسات والهيئات الخيرية، ومنظمات المجتمع المدني في كل أنحاء العالم مد يد العون لأبناء غزة. ونحن مع غزة ،غزة الصمود ،غزة الثبات ،غزة التحدي ، غزة المقاومة ولكن لكِ الله يا غزّة الجريحة ، كم في أثوابك الدامية من أحزانٍ وآلامٍ وأوجاعٍ وذكرياتٍ تفيض بالأسى د نجيبة مطهر
Discussion about this post