بسم الله الرحمن الرحيم
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ …
صدق الله العلي العظيم
في هذه الآية الكريمة من كتاب الله المجيد، تحذير شديد اللهجة للجهال والمنافقين، للسفهاء من الذين يعدون انفسهم من الفقهاء والاتقياء، وهؤلاء يمكن أن نميزهم من خطابهم، في ما يأتي على السنتهم ويخرج من افواههم، وهم لا يعلمون به وباثاره الخطيرة على المجتمع، وفيه غضب الله سبحانه وتعالى عليهم، فإنه قول فيه خبث وجريمة، فمرة يخرج أتباع المشركين والكافرين، بتهم لاهل الدين والايمان، يتهمون اهل العقيد والولاء القرأني الصادق، بأنهم تبعية، لا لشيء الا لانهم على علاقة قوية ومتينة مع اعداء الشيطان الاكبر، ومن يقاومون التطبيع مع الغاصب المحتل، وهكذا كان يفعل المشركون من قريش يحرضون على أتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومازال المشركون يحرضون على الإسلام والمسلمين، يتهمون من يستبصر بنور الله بأنه يتبع البدوي الأمي، ومن جانب أخر يشكك بعض من السفهاء، بولاء المؤمنين، ويقدم الوطن على العقيدة، وبما يخالف أمر الله، فإن الأوطان في ظروف قاسية، يمكن أن تهجر من أجل عقيدة يجب أن لا تهجر، ولن يخون وطنه الا من عقيدته فاسدة … إن مفردات التبعية والولاء للأجنبي موروثة من نجس ورجس خطاب البعث العفلقي، والذي بسببه قتل وهجر أبناء الوطن، وهي من منهج أعداء الله والإنسانية، من الذين يحاربون الدين والعقيدة ويمانعون انتشار الدين والحق، وأن كان بلد ما هو مصدر العقيدة، فهذا لا يعطيه الحق باحتكارها، فالعلاقة بالدين مرهونة بالتقوى والعمل في سبيل الله لا باسم الله، ولذلك نرى أن هذا الخطاب يكشف عن حجم ومساحة الجهالة والسفالة، عند من يرددونه ومن يطبعون معه ويتعاملون به، ومع كل ما فيه من سوء ومكروه، الا انه أيضا نعمة من الله سبحانه وتعالى، فمن خلاله نتعرف على المؤمنين ونميزهم عن المنافقين، ونتعرف على الفقهاء والسفهاء، على الطيبين والخبثاء … فإن رضا الله سبحانه وتعالى ليس بالأمر الهين، فهو للمواقف والافعال، وليس للرياء والأقوال، والخاسر من يحرص على رضا الناس بغضب الله، وهذا ما يفعله من يريدون أن يرضوا جمهورهم على مواقع التواصل، وابواق الاعلام المعادي لله والرسول وال بيته الأطهار …
بقلم جليل السيد هاشم
Discussion about this post