واقعنا المر وازمتنا التي تدعونا قسرا لنتوجه ونعد انفسنا ونمتلك الشجاعة بان نقرر التوجه نحو تحقيق مؤتمر دمشق او اي تسمينة له ولو كانت دمشق 1، وليتبعه دمشق 2و3و4و… حتى نصل لبر الامن والامان والاستقرار لنحرر انفسنا من واقع ازمتنا وواقع احتلالات الوطن المتعددة وفوضى الفساد العارم في مؤسساته، ونحن على قناعة انه لا بد من انزيم الربط الوطني وهو الاهم والمطلوب ..!! .
الحياة ومن خلال ازمة الوطن المفتعلة والمصنعة، علمتني كيف في وطني يجهض الحلم وتتناثر الآمال وتزيل الابتسامة عن ثغر يتيم تحرقه الأماني و تكتويها نيران الحرمان، ووطني فيه كل ثرواتي التي لا املكها ولا املك الحق في امتلاكها والسيطرة عليها واستثمارها للارتقاء في وطني تحت مظلة الاحتلالات المتعددة والفوضى العارمة تجاوزات وفساد ينمو ويترعرع مثبتا مواقعه في مفاصل مؤسساتنا، فهناك في العالم قاعدة تقول : ان من يملك الإعلام العالمي ، هو من يقتل البشر ..!! والكثيرين اصبحوا يعلمون من يملك ويقتل ويفتك بإحداث الازمات ليس في وطني ومنطقتنا فقط، بل وفي العالم كله .. .
لذلك في البحث عن الانزيم الرابط وطنيا وفي حوار وطني تحت سقف الوطن، والبداية كانت بتعقيب على صديقي الذي يشرح حال الوطن والذي اشاركه به واقول له : …الجميل في ماتقترحة يا صديقي ..!!، لكن للاسف عصي على التنفيذ في الظروف الراهنة، فلا الفاسد محارب، ولا القانون مفعل، ولا العدالة مفروضة ولا سيدة نفسها، لأننا اقرب ما نكون قربا اليوم لشريعة الغابة بكل معنى الكلمة، فالفاسد صاحب المليارات واعوانه ، كلهم فوق القانون ويحميهم القانون ويدعمهم شركاؤهم بالقوة والحماية تحت مظلة القانون وفرضها ..!!.. انا وانت فقط تحت القانون المغيب تحت سطوة من يدفع اكثر ويستثمرنا باسم القانون، علما اننا نحن الوطن اولا واخيرا ولكن هناك البعض لا يفهمون ولا يستوعبون ان القادم سيكون ردا على واقع التغافل الذي تغافله الجميع واصبح فسادا لامر واقع يتبلور تحت مظلة ثقافة الفساد والذي اصبح ماردا ولكنه سيعود قزما حتما حين يفهمون وسيفهمون، لانهم ان لم يفهموا تكون كمن جنت على نفسها، فالقادم ومهما طال انتظاره قادم ولن يرحم، والتاريخ يشهد ..!!؟ .
اولا وقبل كل شىء، انا اقر والتزم بأنني مواطن في دولة لها كيانها وسيادتها، إنها دولة الوطنية السورية بوصلة انتمائي، وقوى تعددت ومنها المكون الكوردي المتعدد الوجوه وطنيا والمؤمن بالانتماء الوطني لسوريته والتزامه بالدفاع عن وحدة اراضيه السورية، بعيدا عن أي فكر انفصالي وهو ما نميزه، والقوى اليوم التي نحتاجها لاستكمال وحدة الوطن وقوته لن تكون إلا عبر تمتين جسر التلاقي ووحدة الرؤية وهو صوت القوى الوطنية في الداخل الوطني التي تتكامل مع القوى للخروج بحل وطني يرضي الجميع ولا يلامس النيل من مكانة الوطن ووحدة شعبه وهو الانزيم المناسب في ربط مكونات الوطن .. فنحن نستطيع ان نتفهم معنى ومضمون الادارة الذاتية كمفهوم يمكن ان يتقاطع مع مركزية الوطن وقانون االادارة المحلية رقم 107 وتقاطعات يبنى عليها الكثير من اجل الوطن الذي يقبل الحوار البناء على قاعدةالوطن أولا .. .
لذلك لا بد من توجيه الجهود نحو توجيه الخطاب الوطني الذي يوحد الرؤية الوطنية ويقود الجميع لدستور وطني يبنى على تفاهم لميثاق وطني اجتماعي جامع بين كافة المكونات، يحفظ عدالة تواجدها وحقوقها كمكون وطني وتكون مجتمعة في خدمة الوطن وشعبه السوري، وهذا لابد منه .. .
لذلك كنت في مواجهة واقع ما جعلني أُعيد ترتيب مفاهيم حياتي الفكرية و العقائدية ، و أنا أقول : هذا ما يحدث في بلدي ، فهل أهل بلدي ووطني يعوا ذلك ..!؟ ” فلا رحم الله من يضحي ببلده و عرضه لأجل حفنة مال أو جاه أو منصب”..
هذا ما يقودنا لضرورة التوجه نحو اعداد جاد لمؤتمر وطني جامع لمكونات الوطن ليكون في دمشق، وهي دمشق عاصمة التاريخ وستبقى عاصمة للوطن جامع المكونات كلها، والباقي محافظات وهي ايضا عواصم بذاتها تتمم قوة عاصمة الوطن المركزية، وهو ما يستدعي بالضروىة المطلقة ان ينطلق مؤتمر دمشق واحد المعول عليه وطنيا عاجلا أو أجلا كبداية لتكريس واستقرار وحدة الوطن من خلال الوصول الى تفاهمات، واستخلاص التقاطعات كنتاج مجمع عليها من كافة مكونات الوطن، والبداية اولا واخيرا لن تكون الا بالايمان المطلق بين كافة القوى ان الحل السياسي هو الطريق الوحيد والحل للخروج من الازمة التي نعيشها .. .
فليست هناك دولة واحدة تسيطر على بلد ووطن وشعب، فعالم القطب الواحد كله اليوم وحكومة العالم في الظل ومصالحه واستثماراته وشركاته … هي من يسيطر على الوطن او اي وطن من الاوطان واي شعب من الشعوب، و كلٌ دولة تتدخل حسب إمكانياتها ، فأميريكا بالطبع اليوم هي من لها حصة الأسد لأنها دولة عظمى، كذلك فرنسا و بريطانيا و الصين و بلجيكا كلهم وحتى حلفاؤنا في حماية مصالحهم يستثمرون في نهب ناعم لثرواتنا والجميع بطريقة مباشرة وغير مباشرة يساهم في قتلنا و إذلانا، ولكن بنسب متفاوته حسب سياسات هذه الدول في حماية استمرار استثماراتها من هذه الشعوب وعطاءاتها المغرية المقدمة لها مقابل ما يتم الحصول علية من هذه البلدان، ومدى استفادة المستثمر منها واستمرار حماية استثماره ..!!، لكن يجب ان يبقى الوطن لنا جميعا نحن المكونات الوطنية، بحيث نستفيد مما تنبهنا إليه مقولة تقول : ﻋِﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻵﻥ وﺟﺎﺯِﻑ ﺍﻟﻴﻮم وﺗﺼﺮّﻑ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺗﻔﺎﺩَى ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﻄﻲﺀ، ولكن لا ﺗﺤﺮﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .. “بابلو_نيرودا” .. لذلك لابد من الشحاعة والاقدام على صناعة القرار اللازم، فهل نملك هذا القرار في القفز للامام ..!!؟ .
لذلك اعود بالذاكر واتذكر واذكر بملخص حياتنا وازمتنا اليوم، اتذكر واذكر بمقولة كاتب اقدره وهو الاستاذ امين الخصاونة متسائلا ..!!؟هل الملوك والحكام العرب وحدهم سبب بلاوينا…؟؟، لكن ااحقيقة ان بنا طباعا تجعلنا مميزون فنحن نفتح شبابيك السيارات ونلقي ماهب ودب.. ونحن اذا اعطينا موعدا نحرص على عدم احترامه.. ونحن اذا كنا موظفين نحرص على التكشير وتعقيد معاملات المراجعين.. نحن فنانون بالاساءه لبعضينا.. نحن اذا اصبحنا رجال شرطه او عساكر مع اي اوامر لانرفض البطش باهالينا وتكسير عظامهم ، هذه للاسف بعض صفاتنا .. فنحن نرفض الاخر ونكفره، نتسابق بالاخبار عن بعضنا البعض، وبدون اجره نتدافع لخدمه اي مسؤول ..!! ومع النفاق نركض لنتصور مع اي تافه مسؤول او وزير ..نسحج ونلمع ونمسح الجوخ وننتخب خسيسين اذا دفعوا لنا تنكه بنزين، ويضرب المعلمين بالهروات ونسكت، تغلق المدارس ولا نابه، واللص في بلدنا من نائب يصبح وزير، والوزير يعين ازواج بناته مدراء ووزراء، والسرقه عندنا لم تعد بخشيش.. !! فمن نحن اليوم ..!!والى متى ..!! وهل في بقايانا حياه… .
لذلك نعيش دوامة الفراغ ومتاهته فهل تعلمون ماهو الفراغ ..؟؟ إنه الفراغ العالق في منتصف المسافة بين الحلم وتحقيق الأماني ..!، إنه الفراغ بين أصابع اليد التي تشبه الباقة ..!، إنه الفراغ الممتد منذ الطفولة وحتى الكهولة ..!،
إنه الفراغ منذ شهادة الميلاد وحتى شهادة الوفاة ..!، إنه الفراغ بين الرعد والغيمة..!، بين الغيمة والعطش ..!، الفراغ بين قضبان الزنزانة الأضيق من كف ومصافحة.!، بين هدب العين والحلم..!، بين الريشة والسماء في الجناح المخلوع..!، الفراغ بين الكلمة والبندقية.!، بين الماء والنار .. إنه الفراغ الأثيري الكثير ..الذي يغمر المكان ويملأ المسام، يفيض هذا الفراغ الكثير الذي لايحتمل، والذي يجب أن يملأ بترسيخ العقل والحكمة وأن يملأ بنشر الوعي والتآلف والمحبة ونبذ الأحقاد ويزخرف بحروف القصائد..!! .. لنخرج من شريعة الغابة لشريعة الحياة ويعود القانون سيدنا وسيد الوطن كل الوطن .. .
د.سليم الخراط
Discussion about this post