بعد سنوية والدي واخي زكريا قبل اربعه شهور ..
ادخل الغرفه وابني علي يقراء كتاب والدي “رجال صدقوا” قلت له معاك امتحان رياضيات غدا ذاكر..
ناداني يامامه امانه عليكم جو اقروا معي كتاب بابي
مش وقت الامتحانات المدرسه ماعتخارجنا لطريق
اشرحوا لي كيف عاش بابي يحيى.. كيف كانت حياته
انتم ابسرتم الفيلم الوثائقي حقهم حق السنويه
ابسرتوا العظمه رجل دوله مايخاف احد.. راس.. راس لحاله مايخاف مخلوق …
اقروا معي يامامه الكتاب حقهم علموني اكون مثلهم..
كلمات من ابني انزلت دموعي .. لم اعرف هل هي دموع فرح وفخر بوالدي وأخي… !!!
أم دموع حزن لفقدنا مثل هؤلاء العظماء…
كيف أحكي لك يابني عنهم وكل حروفي وكلماتي تعجز ان تعطيهم حقهم… وبماذا أبدأ…!!!
أأحكي لك عن الاب العظيم… الذي كان وطني ..بل عالمي كله
لقد كان وطن للوطن…
وكانوا أعمدة الوطن وصمام الأمان لها
لقد كان نعم الاب الحنون الكريم الملتزم
الراقي في تصرفاته واخلاقه وتعامله مع الجميع
كان ينادينا بأحب الاسماء… كنت درته الثمينه
كان نعم الزوج والاخ والابن البار ونعم العم والخال والجد
لم ترتفع له يد علينا او صوت.. كان سندنا في الحياه
ومتابع لنا ومشجع للتعليم واتمام دراستنا…ونجاحنا
عن ماذا أحكي وأشرح لك يابني فحديثي يطول
أمام هذه الشخصيه العظيمه ورجل الدوله المتميز
الاداري الناجح.. كان همه المواطن والوطن
كان تفكيره وشغله الشاغل كيف يرفع مستوى المحافظه
بموظفيها واهلها للأعلى من جميع النواحي المعيشيه والثقافيه وايصال الطرق لها…
كان هدفه العداله والبناء…
ثبت هيبة الدوله في المحافظات التي تولاها
انتزع حقوق المواطنين من فك الفاسدين والمشايخ، انتزاعا
لقبه شيخ حاشد وبكيل عبدالله بن حسين الاحمر بالاسد
لرفضه تسليم قاطع طريق ولم يرضخ لضغط المشايخ..
كان عادل في عقابه للصديق والعدو..
لم يميز الناس لأنتمائتهم وأحزابهم بل بأعمالهم وتصرفاتهم
كان قليل الكلام …كثير الفعل.. قليل المزاح.. متبسم
صاحب هيبه وهاله تحيط به .. كان يمشي رافع الراس
فخور بدربه ثابت لقيمه ومبادئه..
نظيف اليد والقلب… قريب من الله كثير القراءه لكتابه
والعديد من الكتب الثقافيه…
ملتزم بدوامه دقيق في وقته.. متفتح الذهن ذكي
قدم أبنه زكريا ممثل له لثقته به عند الsيد عبدالملك في حروب صعده… وكاد أن يقتل ابنه زكريا بيد تجار الحروب
وسألته كيف سخيتم تشلوا زكريا يقتلوه ..
رد عليا بثبات مازالت صورته عالقه بذاكرتي وصوته يرن لليوم بأذني “والله لو تطلب الامر أقدم رقبتي وتقف الحرب ونزيف الدماء لقدمتها بطيب خاطر”
كم خسرنا بفقدكم ياوالدي وفقد والدتي، وزكريا…
انها لخساره عظيمه كبيره…
عن ماذا تريد أن أحكي لك يابني… عن ماذا..!!!
فقدنا رجل عسكري من الطراز الاول… بنى في الثمانينات
اكبر معسكر في شمال اليمن.. معسكر الحمزه..
درب جنوده وجهز وكان صيته يصل لأقصى الجنوب
لم يقف امامه عائق ولم يخضع لتهديد أو أغرائات
كان ثابت ومع الله والله كان معه…
كم دبروا وكادوا وحفظه الله ويخرج أقوى من ذي قبل
كان صوت الحق الصادع…
اثناء توليه محافظة صعده اجتمع مع علي محسن والعديد من القاده والمشايخ واختلف معهم وحصلت مشادات واخرج مسدسه بعد رفعهم اسلحتهم لقتله.. وحفظه الله
وأنتصر بفضل الله عليهم وعاش على أرضه بين أهله مكرم معزز قائد ومرشد لايسكت للظلم..
لم يخضع لتهديدات التحالف او أغرائته وضرب بيته في صنعاء وقريته وضربت ممتكاته ووقف شامخ ساند لأبنه
معتز بتاريخه النظيف … ثابت على ارضه مدافع لها
ودفن في ترابها هو وولده وزوجته متجاورين
كما كانوا دائما يد واحده مدافعين كلا يسند الآخر
كان محسن كريم متواضع في حياته ووضع لبنات آخرته
وبنى دار الأيتام الذي يتمه أولاده…
اطلت عليك يابني وهذا نقطه من كثير لتاريخ الرجل الذي أفتخر أني أبنته وأنت حفيده…
وأطلب من الله ان يصلحك يابني وتمضي في دربهم
وتكون قائد ناجح كأجدادك..
سلام الله عليكم أحباب قلبي وستظلون شمعه تنير لنا الطريق.ولن ننساكم ماحيينا…
✒️حميده يحيي الشامي كاتبه وناشطه سياسية عضو ملتقى كتاب العرب والاحرار مستشار رئاسة الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي
Discussion about this post