*خطاب السيد نصر الله خطوة إستباقية ضرورية لمنع العدوان على لبنان*
*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*ترأس بايدن أواخر الشهر الماضي إجتماعًا لأكثر من 30 دولة لشن عدوان كوني على لبنان تحت عنوان محاربة “حزب الله” . والهدف الحقيقي هو السيطرة على ثروة لبنان النفطية والمائية والنفط في سوريا والعراق لتامين الغاز لأوروبا وإحياء مشروع الشرق الإوسط الجديد في ظل التطبيع الخليجي مع الكيان الغاصب. ومن المتوقع أن تعلن السعودية قريبًا عن تطبيع العلاقات السرية مع الكيان الغاصب منذ عدة عقود.*
*وقد بدأ بايدن منذ يومين جولة في المنطقة إستهلها بزيارة الكيان الغاصب؛ حيث أعلن بصراحة تامة عن صهيونيته؛ وبالتالي سيتصرف وفقَا لمصلحة أمن الكيان المؤقت وليس مصلحة الشعب الأمريكي؛ أو كرئيس دولة عظمى، وانتقل أمس مباشرة بعدها إلى السعودية بعد ان أعلنت المملكة عن فتح الأجواء السعودية أمام طائرات العدو الصهيوني. ويمكن تلخيص هدف الزيارتين بالتالي :”دراسة تفاصيل خطة العدوان وآلية تمويله”. ولا بد من جولة أفق في مجرى الأحداث لربطها مع ما يحدث حاليًا:-*
*1-أفاد موقع “أكسيوس” بتاريخ 13 تموز/ يوليو 2022 بأن دبلوماسيين وضباط إنفاذ قانون وخبراء استخبارات من الكيان المؤقت والسعودية و4 دول خليجية و20 دولة أخرى، شاركوا بإجتماع نظمته خارجية أمريكا حول مواجهة “حزب الله”.*
*وحسب المصادر فإن 30 دولة شاركت في الاجتماع الذي عقد بين 29-30 يونيو، في أوروبا وكان أول اجتماع من نوعه منذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه، بمشاركة مسؤولين من البحرين والكيان المؤقت والكويت وقطر والسعودية والإمارات والعديد من دول أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.*
*2- أصدر السلطان أردوغان فرمانًا بترحيل حوالي مليون ونصف نازح سوري من تركيا لإسكانهم في مجمعات سكنية أنشأتها تركيا داخل الاراضي السورية لفرض تغيير ديموغرافي ولتكريس الشريط المحتل بعمق 40 كلم على طول الحدود التركية السورية المشتركة.*
*3- يسعى بايدن والدول الأوروبية لإيجاد بديل عن الغاز الروسي بأقصى سرعة قبل حلول فصل الخريف وخاصة بعد إيقاف روسيا ضخ الغاز عبر خط “نورد ستريم” بسبب أعمال الصيانة السنوية.*
*4- بشرت الإدارة الأمريكية اللبنانيين بالفقر الدائم أو الإزدهار المحتمل ما لم ينفذوا اجندتها. وقد تناوب على ذلك بومبيو وفيلتمان وتعهدت شيا بالتنفيذ.*
*أمام هذه التحديات والخطى المتسارعة لشن عدوان كان لا بد أن يتصدى سماحة السيد نصر الله ليمنع العدوان ويحافظ على ثروات الشعب اللبناني الوطنية ويخطئ من يظن بأن سماحته قد أعلن الحرب؛ فلطالما كان حزب الله في موقف الدفاع عن النفس.*
*وبما ان حزب الله حركة جهادية إيمانية لا بد من الوقوف عند الآية القرآنية التي تلاها السيد نصرالله في بداية كلمته: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير. الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّه ُوَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ}.*
*فهذه الآية تلخص الموقف وتستشرق النتائج؛ ولذا كان سماحته صارمًا من باب الإقتدار والقوة في ذكر ما ستؤول إليه الأمور إذا لم يتم تبريد تلك الرؤوس الحامية. ولذا ركز سماحته على موضوع الغاز المنوي تصديره من حقل كاريش والحقول الأخرى في أيلول المقبل إلى أوروبا. واقتبست التالي من خطاب سماحته:-*
*أ – إذا منع لبنان من استنقاذ نفسه باستخراج غازه ونفطه لن يستطيع أحد أن يستخرج أو يبيع غازاً ونفطاً أياً كانت العواقب.*
*ب – إذا وصلت الأمور إلى نقطة سلبية لن نقف فقط في وجه كاريش.. سجلوا هذه المعادلة سنذهب إلى كاريش وما بعد بعد كاريش.*
*ج- مسألة ترسيم الحدود مصيرية وهي الطريق الوحيد لإنقاذ لبنان وشعبه ولا نمارس فيها الحرب النفسية.*
*لذا فعلى بايدن أن يأخذ العبر من الإنسحاب المذل والمهين من أفغانستان؛ وعلى العدو الصهيوني أن يعيد قراءة تقرير لجنة فينوغراد، فهذه الغطرسة الصهيوأمريكية والأوروبية والرجعية العربية يجب أو تتوقف؛ لأن أي عدوان محتمل على لبنان سيكون بداية النهاية لوجود الكيان المؤقت.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*16 تموز/يوليو 2022*
Discussion about this post