بسم الله الرحمن الرحيم
*إبادة جماعية لبني هاشم*
البعض يلوح بلغة مسمومة ناعمة
والبعض يُصرّح بلهجة محمومة ناقمة
أهل الجاهلية أنفسهم لم يتجرأوا على الدعوة لإبادة بني هاشم واكتفوا بحصارهم ليتركوا مناصرة محمد، فحتى بمقياس الجاهلية تُعد الدعوة لإبادة بني هاشم بغرض ابتزاز قادتهم وإرهاب جمهورهم عملا غير أخلاقي ولا حكيم كان سيهدد وجود واستقرار المجتمع الجاهلي!
فما الذي جناه بنو هاشم باليمن في هذا الزمن ليستحقوا الإبادة؟
هل يستحقون الإبادة لأن منهم قادة يُصرّون على عداء الصهيونية فجلب ذلك أوغاد العالم لحرب اليمن وتدميره وحصاره وإذلاله؟
اذن كيف نفهم قول الحق تبارك وتعالى: ” *أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ*” صدق الله العظيم
فهل هناك طريق آخر للجنة غير ما ذكره الله في هذه الآية الكريمة؟
✍🏻 محمد حسن زيد
يوليو 2022
*أنتم أيها العنصريون من أوصل أنصار الله الى صنعاء*
تلجأون للعصبية…
ولا يلجأ لاستثارة العصبيات سوى المُفلس…
تلعبون على وتر العنصرية
ثم تزعمون أنكم بُناة وطن
وأنكم تكرهون العنصريين!
وكيف لمن يستقبحُ العنصرية أن يتحدث بعنصرية؟!
تبحثون عما يُثير الأحقاد والكراهية ويُمزق النسيج الاجتماعي،
متربصين لأي حدث،
متكلفين لأي دليل،
لا تتورعون من الفبركة ومن التدليس!
وتوجهون سهام العنصرية ضد من؟
ضد قوم يوجدون في كل قرية ومدينة وحزب ومذهب…
ينتشرون في اليمن وفي جميع أنحاء العالم بينهم الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء والقادة والمفكرون والعلماء والتجار والفنانون والأدباء…
وهم يضربون بجذور انتمائهم في اليمن لأكثر من ١٠٠٠ عام امتزجوا بترابها وتوحدوا مع تراثها وساهموا في تشكيل ثقافتها وقادوا حركات التحرر والنضال في سبيلها ضد مختلف الغزاة والطغاة، لكن رغم كل ذلك فهناك من يعطي نفسه الحق أن يزايد عليهم بالوطنية والانتماء!
ما هو السبب الذي يدفع العنصريين لذلك الخطاب الذي لن يستعدي شريحة واسعة داخل اليمن فحسب، بل سيستعدي شريحة أوسع خارجها؟
كيف يريد هؤلاء تقديم اليمن وإلى أين يريدون الدفع به؟
*مكايدة سياسية*
من الواضح أن توسع حركة أنصار الله وصمودها لسنوات هو السبب وراء اللجوء لمثل هذه المكايدة،
ومع ما تمثله تلك الحركة من تحدٍ للنظامين العالمي والاقليمي يحاولون مواجهتها والحد من توسعها وكسر صمودها،
وإذ لم ينفع معها القصف والحصار والعقاب الجماعي للشعب والتدمير الممنهج للدولة و الاقتصاد والبنية التحتية،
فلعل تمزيق النسيج الاجتماعي قد يُفككها أو يُضعفها، وليذهب مستقبل اليمن إلى الجحيم،
لِمَ لا والسعودية تستخدم هذا الأسلوب في مواجهة حزب الله وإيران غير مبالية بتمزيق النسيج العربي- الإسلامي!
لكن ما يُخفيه هؤلاء العنصريون عن القوى الاقليمية والدولية التي تقف وراءهم هو ان هذا الأسلوب قد تمت تجربته مع الشرارة الأولى للحروب الست في صعدة وكانت ترتفع به الأصوات مع احتدام كل معركة وأدى دائما الى نتائج عكسية في مواجهة أنصار الله،
ولقد تطورت الأحداث بعيدا من هناك حتى أصبحت حركة أنصار الله اليوم لاعبا اقليميا ودوليا مؤثرا وأصبحت يدها الطولى تصل إلى نقاط أبعد وأخطر كل عام…
لكن لو راجعنا تاريخ الحركة لعرفنا انها لم تعتمد على بني هاشم، فجناح “علماء الزيدية” كان ضدها وأظنه ما زال، وفي صنعاء كان أغلب الهاشميين ضدها بداية الحروب الست، ولطالما كان أغلب المقاتلين مع السيد الحوثي هم من القبائل اليمنية وما زالوا.
ولولا مظلومية دم الشهيد حسين بدر الدين لما تغير من ذلك شيء، لأنها قبل قتل الشهيد كانت حركة منبوذة مثل جميع المجددين والمصلحين، وقد أصدر الزيود فيها بيانات البراءة والإدانة لمخالفتها تراثهم وتجاوزها مرجعيتهم…
لكن مظلومية الدم غيرت جميع المعادلات وقلبت جميع الموازين والاعتبارات، حيث شعر المعارضون لفكر الشهيد حسين بدر الدين بالذنب بعد استشهاده، وأيقنوا أن النظام السابق انما استغل خلافهم معه لاستضعافه وقتله!
فإذا أضفنا على دم المظلومية عنصر الاستماتة البطولية لأنصار الله طوال الحروب الست بإمكانيات شبه معدومة، ثم عنصر الصمود الأسطوري في وجه التدخل العسكري السعودي الأول عام 2009، هذا الصمود في مواجهة الغطرسة السعودية كان نقطة التحول في النظرة لأنصار الله عند اليمنيين جميعا وعند الهاشميين والزيود خصوصا، لأن الناس عادة ما يتبعون البطولة أكثر مما يتبعون الأصح فكم قُتل عظماء حين خذلهم الناس أحدهم الشهيد حسين بدر الدين بنفسه وهو الذي كان يشرح أهمية الجهاد والبطولة وخطورة القعود والاستكانة، ولم يُدرَك معنى ذلك إلا بعد استشهاده..
يُضاف إلى دم المظلومية وعنصر البطولة عنصران هامان كان لهما دور في توسيع مجتمع أنصار الله:
*العنصر الأول* هو عمق المخزون الديني لدى اليمنيين، فبوجود هذا المخزون أمكن الاستفادة من عنصر البطولة للوصول إلى كثير من الساحات والقبائل اليمنية التي تعشق قصص الفروسية والشهامة سيما في مواجهة الأعراب المستكبرين وفي مواجهة الغرب الصهيوني الغاصب لفلسطين.
*العنصر الثاني* هو التحريض العنصري والمذهبي الممنهج الذي استخدمه جميع أعداء السيد الحوثي لإفلاسهم وخواء مشروعهم الوطني والذي أجبر الكثير من الهاشميين أن يلتحقوا بالسيد الحوثي رغم تنوع أطيافهم ومشاربهم وتوجهاتهم دفاعا عن أنفسهم ووجودهم وأعراضهم نتيجة الخطاب العنصري المبتذل ضدهم.
فمن يلجأ لإثارة العصبيات واستخدام الخطاب العنصري هو إنما يحاول استثارة قوى معينة والاستقواء بها لخوض معركة دون أن يكون هناك سبب محقّ أو مشروع صحيح يدفعها للمعركة سوى العصبية (المذمومة شرعا وأخلاقا)،
صاحب الخطاب العنصري لا يحمل قضية أو مظلومية، ولذلك يلجأ لاستحضار فزاعات عصبوية روّج لها عقودا من الزمن ليستخدم بعض الناس ضد بعض، ولذلك فإن من يستثير العصبيات ويلعب على وتر العنصرية هو شيطان ممقوت شرعا وأخلاقا…
علما ان من يلجأ للتحريض العنصري هو لا يحشد لنفسه فقط بل يحشد لأعدائه ربما اكثر مما يحشد لنفسه، وهذه القوى المحشودة اذا وجدت قضية ومظلومية فإنها ستكون أصلب وأقوى ممن لا قضية لهم سوى العصبية…
كما أن من يستخدم الخطاب العنصري هو لا يبحث في الحقيقة عن حل بل يبحث عن مشكلة ليؤججها ويعقدها، ثم بعد ان تتفاقم المشكلة تنتهي عادة بتلاشيه هو ولذلك فلا يمكن أن يكون صاحب مشروع لبناء وطن أو مستقبل بل صاحب مشروع صراع انتحاري لا يبني مستقبلا…
ولو قرر أحد الباحثين أن يجمع المضمون الصريح الذي يكتبه العنصريون مع توضيح مواقفهم الودية المداهنة للصهيونية وحلفاء الصهيونية في كتاب موثق أو في منبر عام وإيصاله إلى عموم المسلمين في العالم ليكشفوا طبيعة الحرب التي يُديرها الأعراب في اليمن بعقلية أسوأ من قريش، لكسب أنصار الله تعاطف الملايين لأن الاستهلاك المبتذل للعنصرية ومحاولة تحميل أنصار الله مسؤولية أخطاء بني هاشم الفردية والتاريخية، ومحاولة تحميل بني هاشم أخطاء أنصار الله الإدارية والسياسية لن يؤدي سوى إلى إيصال السيد الحوثي إلى قلوب جميع الهاشميين ومحبيهم في العالم -وهم الأعم الأغلب وذلك لأن المسلمين بفطرتهم يحبون أهل بيت النبي- ثم عندما يثور فيهم الفضول للتعرف على من يقدمه الإعلام ممثلا لبني هاشم (وهو السيد الحوثي) حينئذ يمكنهم التعرف عليه مباشرة من خلال مكتبة مرئية واسعة من كلماته ومحاضراته وما تحويه من قرآن وأخلاق ودعوة للوحدة وإيقاظ للأمة وتحريرها من الوصاية والضعف والاستكانة وإقامة العدالة، ولا وجود فيها لأي من الأكاذيب والافتراءات، فإن الملايين سيحبونه وسيجيبونه!
وهكذا ستعاقبُ العنصريةُ مستخدميها بأسلوب ساخر،
وسبحان القائل “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”
Discussion about this post