يتحدثون عن حرب قادمة ، يقولون انهم زرعوا بطاريات الصواريخ في بلاد عربية لتتلقى الصواريخ المتجهة نحو العدو الاصيل،يقولون انها حرب وقائية لمنع دولة اسلامية من تنشيط مفاعلاتها النووية، انهم من يتحكمون في العالم ..
ليست إلا أراء وقراءات لكنها الحقيقة ..!! فالخيار الوحيد الذي يمكن يمكن أن يعيد الاعتبار لحركة فتح في الساحة الفلسطينية، وهو إجراء تصحيح فوري لمسار الحركة وبرنامجها السياسي، والعودة للكفاح المسلح، والذي كان سببا في حضور وقوة الحركة وقت انطلاقتها، لكن الأمر يحتاج ازاحة جزء من القيادة الحالية واولهم فريق أوسلو، الذي يقف خلف سلسلة الهزائم والانتكاسات التي تتعرض لها القضية الفلسطينة، وهذا يتطلب هزات أو “عاصفة فتحاوية” قاسية تطيح بهذه القيادات، حتى يتعافى الجسد الفتحاوي من علته أو علله المتجذرة، وإلا فإن هذه الحركة لن تقوم لها قائمة، وستبقى تتراجع حتى تصبح على هامش المشروع الوطني ولن يكون لها ثقل سياسي .
لذلك ارى ان على شعبنا وعلى قواه الحية المخلصة العمل على ما يحقق الامل الفلسطيني في التحرر من الاحتلال واعوانه، سواء تم استبدال الرئيس عباس في حياته او بعد رحيله فهذا لن يأخذنا نحو الحرية ما لم تتغير سلطة اوسلو لتصبح ضمن النسيج الوطني منسجمة مع تطلعات شعبنا للحرية، وبوجود المتعاونين مع الاحتلال في قيادة شعبنا لن نخطو للامام خطوة واحدة وعليه فان خلق حالة جهادية مقاومة في الضفة الغربية هو السبيل الوحيد للحرية، فالقضية الفلسطينية قضية صراع عربي من المحيط الى الخليج وليست قضية شعب فلسطين فقط …
أعلم أن الأمر صعب، وامكانية التغيير ربما تكون محالة، لكن يجب التفكير من الان في انقاذ حركة فتح واعادتها مجددا للواجهة من خلال العودة للعمل المسلح المقاوم ضد الاحتلال، وليس كما يفعل قصار النظر، ومراهقي المناطق، وضباط الاجهزة، الذين يحرضون على فصائلهم ويستهدفون كوادرها ومنهم حماس، ويعملون على تمزيق راياتها، لكن بهدف اظهار بوصلتها التي توجهها مسارات الدولة الاسلامية والامارة وتنظيم الخلافة الذي يعمل عليه بعض رموزها ممن يعملون لمشغلهم في تنفيذ مخططه انطلاقا من تشويه الاسلام ومحاربته في عقر داره وعرينه وبادوات محلية تجير وفق مفاهيم وضعية تدرسها مناهج متكاملة تم اعدادها في بريطانيا واميركا وفتحت لها اكاديميات لتخرج منها مشايخ باسم الاسلام ملتحين لكنهم زنادقة كاذبين ومنافقين …
لتثبت حماس اليوم انها حرطة مقاومة ضد الكيان الصهيوني ليس بالكلام والتهديد والوعيد وهي التي اخذت على عاتقها مهمة ضرب سورية في عمقها والمشاركة في تمزيقها وتفتيتها، وشاركت ودعمت مخططات المرتزقة والارهابيين خاصة حين زودتهم بادوات حفر الاعماق التي سرقتها واستولت عليها من سورية بحجة مواجهة الكيان الصهيوني، فنحن نتذكر كل ذلك ولا ولن ننسى، من قال منهم ان الطريق لن يكون الا في انهاء النظام السوري قبل تحرير فلسطين، هو العاهر عزيز الدويك، ولن ننسى مشعل وغيره، لكننا شعب يسامح من يدرك انه اخطأ في سوريتنا الغالية وشعبها العظيم الذي حمل راية فلسطين قضية ورمزا وشعبا وطريقا لتحرير قدس الاقداس، أولى القبلتين وثاني الحرمين، مهد الانبياء والرسل والرسالات السماوية ..!! .
لذلك انادي الامة العربية والاسلامية كلها واقول : اعطوني واحد فقط لا غير تخرج من المراكز الصيفية التي كان يقيمها الاخوان في الساحات العربية باسم نصرة الاسلام خلال عقود من الزمن، هل قاتل أحدا غير المسلمين او فجر نفسه مستهدفا يهوديا او صهيونيا، او تثقف بثقافة العداء لهم وتحرك ضدهم وفقا لهذه الثقافة !!، فكل من تخرج من مدارسهم ومراكزهم وجامعاتهم وجوامعهم لم يقاتلوا يهوديا ولا أمريكيا ولا صهيونيا وانما قاتلوا الاسلام والمسلمين من ابناء جلدتهم .
هل عرفتم لماذا تصرخ أمريكا من مراكز انشطة الاخوان في العالم العربي والاسلامي، وكانت تبارك بل تدعم مراكز الاصلاح الاخوانية الوهابية في سورية واليمن والعراق … ؟؟ لان مخرجات مراكزنا الوطنية ودعائمها ضدها وضد الصهاينة ومخرجات مراكزهم ومشاريعهم الاخوانية لصالح امريكا والصهاينة والاحداث التي حصلت منذ عقود وحتى يومنا هذا تدل على ذلك .
“إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية الفلسطينية، فالأجدر بنا ان نغير المدافعين عن القضية ، لا أن نغير القضية ..!! .. فحين تخون الوطن لن تجد ترابا يحن عليك يوم موتك، بل ستشعر بالبرد حتى وانت ميت ممدد “غسان كنفاني ..” .
طريق التحرير لن يتكامل إلا بوحدة الرؤية والمصير والبنقية وعودة العمل الفدائي، فلا يفل الحديد إلا الحديد، وهو النداء الذي نستصرخ به احرار فلسطين وفصائلها المقازمة .
نحن في سورية نؤمن بان قضية فلسطين قضية امة عربية واسلامية باكملها، ونؤمن بالمقاومة ومحورها، ونؤمن بالشرفاء في المقاومة والمواجهة والتضحية، ونؤمن بان شرفاء حماس المقاومين شرفاء وليسوا خونة، ولكن ..!! الكلام ليس مع امثال منظومة محددة لرموز من قادة حماس التي خانت وغدرت وباعت القضية وشعب القضية، بوهم حلم مشروعها واعوانها ومن يقف خلف مشروعها .. .
د.سليم الخراط
دمشق اليوم الخميس 30 حزيران 2022.
Discussion about this post