عندما تكون جهة ما وسيطا بين طرفين، فإنه يبدأ بزيارة الطرف الذي تريد الأطراف الأخرى أن تسمع منه، وهكذا هي زيارة الوسيط العراقي، بشخص رئيس الوزراء، وايضا الغربي، بشخص منسق السياسات الخارجية للاتحاد الأوربي، وكما هو الظاهر والمتوقع، فإن هذه الزيارات، سوف تكرر، وربما تكون مكوكية، في حال عدم الجلوس للحوار مباشرة بين إيران والاطراف الأخرى المعنية بهذه الملفات، فإذا كانت الزيارة الحالية ليسمعوا من ايران، فإن القادمة لينقلوا لإيران ما عند الطرف الآخر ويريده ان تسمعه، ولكن السؤال، لماذا البداية بطرف قبل غيره؟ والجواب يكمن بقوة وتماسك الطرف وتأثيره في الملف الذي تدور حوله الوساطة والحوار، وكما ذكرنا بعدد سابق، ان كل الملفات المتعلقة بايران، يراد لها أن تحل بطريقة، أن لا تأثر باي شكل من الأشكال على سوق الطاقة العالمية، فهذا الميدان لم يعد أن يتحمل اي أزمة او خطأ، نتيجة لمغامرة مهما كان حجمها ونوعها، ولذلك فحتى الحرب والعدوان على اليمن، من الممكن أن ينتهي، ولكن بشروط اهل اليمن العنيد، لا باهواء دول الإرهاب والعدوان، ولكن كيان ال سعود ومن معهم، مجرد ادوات وخزينة لتمويل الحرب، فالأمر ليس بأيديهم، لذلك وعن قريب سوف يدخل مندوب الأمم المتحدة للشأن اليمني على خط الزيارات لعواصم القرار، والعمل على تمديد مدة الهدنة لفترة اطول، فإن اي عودة للعمليات العسكرية، سوف يهدد خط امدادات الطاقة، وظهور شبح استسلام الغرب للروس، مع ان هذا الأمر قد اصيح مؤكدا، ولكنهم يسعون لكسب الوقت، ومعالجة الملفات الخطرة، مثل ملف النووي الإيراني، خوفا من الانفلات من ايديهم، وهذا ما له عواقب مرعبة ومقلقة لهم، ولكيانهم الإرهابي المدلل … العالم ما بعد الحرب الاوكرانية لم يعد كما قبلها … والمكاسب التي ستحصل عليها ايران، سوف تكون مرارتها قاتلة لاتباع أمريكا والمنضغطين …
بقلم جليل السيد هاشم البكاء
Discussion about this post