استقبل سماحة العلامة السيد علي فضل الله وفدا من فاعليات مدينة جبيل ومثقفيها على مدار ساعة من الزمن ضمَّ ناشر مجلة الروابط الاستاذ جورج كريم، المحامي فراس ابي يونس، المهندس ساسين القصيفي، الاستاذ الجامعي ايلي خوري، الشاعر جان سمراني، الخبيرر المالي جورج القدوم، رئيس لجنة تجار جبيل فوزي صليبا، الاستاذ وسيم كريم، السيّد سامر حسين، الدكتور حسن حيدر، الاستاذ همدر همدر والاستاذ فادي حيدر يرافقهم مدير مدرسة رسول المحبة في جبيل الاستاذ محمد سليم، حيث جرى حوار معمق وشفاف بعيدا عن المجاملات حول كيفية سبل تعزيز لغة الحوار والتواصل بين اللبنانيين وسد ما حدث من ثغرات بعد الانقسامات والاصطفافات الحادة التي شهدناها اثناء الانتخابات.
وبعد ترحيب سماحته بالوفد أثنى على الروح الوحدوية والإنسانية التي يحملونها ويسعون إلى نشرها في المجتمع اللبناني معتبرا أن مثل هذه اللقاءات ليست غربية عن البيئة اللبنانية التي طالما امتازت بهذا التنوع وهذا الغنى مشيرا إلى ان القيم الأخلاقية والإيمانية والإنسانية تظللنا جميعا ومن الواجب الوطني الحفاظ عليها واستحضارها في واقعنا لمواجهة كل دعاة الفتنة ومن يسعى إلى بث التفرقة والشرذمة بين أبناء هذا الوطن.
وأضاف سماحته: نحن بلد متنوع طائفيا ومذهبيا وسياسيا ولكن هذا لا يمنع ان نلتقي جميعا على هذه القيم الأخلاقية وهذه المفاهيم الإنسانية التي جاءت بها الرسالات السماوية مشيرا إلى أن مشكلتنا في هذا البلد إننا حولناه إلى عصبيات طائفية ومذهبية وحزبية كل منها يسعى إلى الغاء الاخر تحت عناوين متنوعة.
وتابع سماحته: لو استطعنا ان نجعل هذه القيم هي الحاكمة في واقعنا لكنا وفرنا الكثير من الازمات والانهيارات التي وصل إليها البلد ولما استحكم الفساد والرشوة والمحاصصات .
وأكد سماحته إن غنى لبنان لا يتوقف على ثرواته المائية والنفطية والغازية فحسب بل يمتد إلى أبعد من ذلك إلى إنسانه الرسالي الذي يحمل هذه القيم والتي علينا ان نوصلها إلى العالم لانها تشكل انموذجا وقدوة في قدرة الأديان والرسالات على التلاقي والتعايش .
وشدد سماحته على ضرورة تضافر الجهود ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخ وطننا لأنه لا خيار لنا إلا الحفاظ عليه موحدا وجامعا لجميع اطيافه بعيدا عن كل الدعوات الغريبة التي تتمظهر تحت عناوين متنوعة وبراقة كالفدرالية وغيرها من دعوات نخشى ان يكون هدفها تقوقع كل طائفه على نفسها وهذا يفقد لبنان رسالته ودوره ويمهد لمشاريع حرب في المستقبل.
ودعا سماحته إلى الحوارات الجادة والشفافة بين مختلف المكونات اللبنانية بعيدا من المجاملات وان تطرح فيها كل القضايا الخلافية فنحن لا ننكر أنه من حق أي طائفة ان يكون لديها هواجس معينة ولكن نشدد ان تكون هواجس حقيقية وغير مصطنعة وبالحوار البناء والنوايا الصادقة نستطيع ان نزيل الكثير من هذه الحواجز المصطنعة والعقبات ونصل إلى القواسم المشتركة ولاسيما ان الاستحقاق الانتخابي وما رافقه من خطاب موتر ومثير للغرائز ترك اثارا سلبية على واقعنا لذلك نحن بحاجة إلى بلسمة الجراح وترميم العلاقات بين اللبنانيين وبناء الوطن على أسس متينة حتى لا يسقط الهيكل على رؤوس الجميع أو يأتي من يستغل نقاط الضعف هذه من أجل غايات ومشاريع مشبوهة .
وأكد سماحته أن لا خيار لنا غير هذا الوطن فلنحافظ عليه إذ لا يجوز التفكير بان تطغى طائفة على طائفة أو مذهب على مذهب أو جهة سياسية على جهة سياسية أخرى والا عندها نكون نؤسس لمشروع حرب أهلية لان شعور أي فريق أو جهة بالغبن سيولد الانفجار في المستقبل عندما تتوافر الظروف الداخلية والخارجية .
وختم سماحته نحن لسنا ضد العلاقات الجيدة مع هذه الدولة أو هذا المحور ولكن نؤكد دوما ان تكون هذه العلاقة لحساب الوطن وليس على حسابه ونرفض ارتهان أي فريق أو جهة لهذا المحور أو ذاك أو ان يكون صدى لمشاريعه.
Discussion about this post