ماذا تعرفون عن نكسة حزيران ..!!؟؟
بعض السلبيات وليس كلها للتذكير لجيل الامة الصاعد عربيا، والبداية ملف الديك الرومي للمخابرات الاميركية والصهيونية وعملائهم من الشركاء في الانظمة العربية مجتمعة الى جانبهم، وطلب تصفية الديك الرومي ما بعد نكسة حزيران اميركيا ونهايته مسموما، وهو الشهيد الراحل والقائد العربي القومي جمال عبد الناصر ..!! وحكم الظل الممنهج والمرسوم الذي كان يحكم مصر والذي اشرف عليه وتناول تنفيذه في مصر عبد الحكيم عامر ورجل المخابرات صلاح نصر .. والكثير من ما يؤكد الاختراقات التاريخية للدول الصاعدة وطنيا في مرحلة الخمسينات والستينات، وماهية هذه القوى الوطنية الصاعدة تحت مسميات متعددة من المصطلحات بواباتها وطريقها ونهجها الشعار القومي، والقومي العربي، والوطنية، ولكن المهم والاهم معرفته لجيل اليوم وان كان يعلم البعض منه، وهو السؤال المطلوب معرفة جوابه لهذه الامة والذي يقول : من هو الذي يعمل حتى هذه اللحظة للنيل من هذه الانظمة الوطنية الصاعدة وتخوينها على حساب ارتقاء مطلوب للانظمة التي سميت ووصفت بالرجعية العربية، وكانت دويلات صنعت من مشيخات وممالك وامارات من العدم، ليكون لها الوجود المناسب في صناعة التحولات العربية على امتداد الوطن العربي ما بين الخليج العربي والمحيط الاطلسي، وهذا زمنها وزمن تكشف عوراتها الرجعية والخيانية الغادرة وهرولتها للتطبيع مع الكيان الصهيني المؤقت، في زمن هو النهاية لهذه الانظمة الرجعية، والنهاية للكيان الصهيوني المؤقت، والايام ستشهد وهي قادمة، ومن عمق فلسطين ام القضايا العربية والعالمية، وشعب فلسطين الداخل سيقول كلمته ويقرر بداية النهاية …
هذه الذكرى الاليمة التي لازال قلة اليوم من البعض يذكرها ويذكرنا بها، ونحاول معا ان نذكر اجيال الوطن والمقاومة بها ولكن ..!!؟؟ سؤالٌ لو سألته على عينةٍ عشوائيةٍ من الناس والشباب تحديدا من جيل الازمات والكوارث على اوطاننا اليوم، في أي كان من المدن العربية مثلاً، لما أجابك عنه إلا واحد أو اثنين في المائة فقط ..!! فمعظم المواطنين العرب من اقصى الشرق الى اقصى الغرب اليوم – للأسف الشديد – لم يعودوا يعرفون شيئاً عن هذه النكسة ..!! حتى انهم لا يصدقون انها قد حصلت وهذا هو بيت القصيد ..
أما البعض الذين عرفوا أو سمعوا بها، فإنهم لا يعرفون عنها سوى أنها مجرد حرب وقعت ذات يوم بين العرب وإسرائيل.. وانهزم فيها العرب في زمن كان للعرب قوتهم ومكامن ضعفهم ومنطلق انتكاستهم التي نرى خلفياتها اليوم متمثلة بهرولة وتطبيع وانكشاف المستور الذي لطالما خفته عن شعوبها العربية .. فهل كانت الانتكاسة صنيعة المهرولين الذين كانوا يدعون القومجية والنضال بيننا ويدفعون بنا لنكون في الصفوف الامامية للمواجهة مع العدو الكيان الصهيوني المؤقت وحلفائه من القوى الغربية الى جانبه، وما تكشف عن قوى عربية كانت في صفه وشريكة له ..!! .
هذا هو تقريباً كل ما يعرفونه ..!! فقلةٌ فقط وهم طبعاً من الباحثين والدارسين والمؤرخين وبعض المثقفين والسياسيين من يعرف تفاصيل نكسة السادس من حزيران عام 1967 وأسبابها وتداعياتها وأثارها الكارثية على تاريخنا العربي ..!!
لذلك لن يكون غريباً أن تمر علينا ذكراها اليوم وكل عام بدون أن نلتفت إليها أو حتى نشعر بها ..!! وهذا يقودنا بالطبع إلى سؤالٍ يطرح نفسه :
لماذا تعمدنا نحن العرب أن ننسى لليهود هزيمةً بحجم هزيمتنا النكراء هذه، رغم أنه لم يمض عليها فقط سوى خمس وخمسون عاماً تقريباً، في الوقت الذي لم يستطع اليهود أن ينسوا لنا ولو للحظة واحدة، هزائمهم في خيبر وبنى النظير وبني قريضة وبني قينقاع رغم انه مضى أكثر من ألف وأربعمائة سنة على وقوعهن جميعا ..ً؟! .
لماذا هم يتذكرون ونحن سرعان ما ننسى ..؟! فهل تعرفون لماذا ..؟! لأنهم ببساطة شديدة كانوا.. ولايزالون يحرصون على تلقين وتعليم أبناءهم وتوريث أجيالهم المتعاقبة شتى صنوف الكراهية وأنواع الحقد على كل ما هو عربي ومسلم ..!! ولأنهم ينقلون إليهم ويروون لهم جيلاً بعد جيل تفاصيل ما حدث بحسب رؤيتهم أنفسهم لتلك الأحداث وبعد أن يضيفوا إليها من وقتٍ لآخر طبعاً المزيد والمزيد من الأباطيل والأكاذيب التي تعمل على ضمان شحنهم بالمزيد من الحقد والكراهية على العرب والمسلمين ..!؟ ..
أما نحن العرب.. فماذا فعلنا؟! لا شيئ طبعاً فقد تعزدنا ان نغفل ان نتهاون ان نتناسى لكن لماذا .. التطبيع والهرولة نحو تحقيقه كافية لتشرح كل شىء ..!!
فهل يعلم اليوم معظم أبناءنا الناشئة والشباب اليوم أن الخامس من حزيران 1967 هو اليوم الذي تم فيه انتزاع القدس والمسجد الأقصى منا عنوة ..؟!
هل يعلمون أنه اليوم الذي أبيدت فيه قرىً ومدنٌ بأكملها وهُجِّرت أخرى ..؟!
هل يعلمون أنه اليوم الذي تم فيه إعدام وقتل أكثر من خمسة وعشرين ألف جندي عربي مصري قصفاً بالطائرات في صحراء سيناء ..؟!
هل يعلمون أنه اليوم الذي كشف فيه عن خونة العرب من انظمة العرب شركاء الكيان الصهيوني النؤقت ..؟! وأنه اليوم الذي هزمت فيه جيوش امة العرب ..؟!
إسالوهم.. وانظروا ماذا سيجيبون ..!!
عندها فقط ستعرفون جيداً كمية المأساة وحجم الكارثة التي يعيشها العرب اليوم ..!! .
د.سليم الخراط
اليوم الاثنين 6 حزيران 2022.
Discussion about this post