مدينة تعز بين المفاوضات والرفض
دكتورة نجيبة مطهر رئيس هيئة المجلس الاستشاري في ملتقى كتاب العرب والاحرار
كاتبة وباحثة سياسية
2 مليون نازح ومهجر قسرا من أبناء تعز متواجدين في كل محافظات الجمهورية نتيجة إغلاق المرتزقة للمنافذ ورفضهم كل المبادرات المطروحة من قبل الجيش واللجان الشعبية لفتح منفذ من وإلى داخل مدينة تعز،
مشكلة النازحين من أبناء تعز ليست منافذ مغلقة أو مدينة محاصرة، ولن تنتهي مشكلة مدينة تعز بمفاوضات عمان
مشكلة مدينة تعز في وجود نظام العصابات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تتحكم بمدينة تعز، وقاموا بالنهب والقتل والسحل وحرق وتفجير المنازل ,وضحى الكثير من ابناء تعز بكل ما يملكون من منازل ومحلات واراضي وممتلكات ، مجازر الإبادة الجماعية بحق قرية الصراري وما حدث لأبناء الرميمة أو الجنيد أو لأهالي الجحملية خرج اغلبنا بعد ان احرقت منازلنا بسبب موقفنا الرافض للعدوان ووقوفنا إلى جانب الوطن ومع من يدافع عنه من أنصار الله والجيش واللجان الشعبية، لم يتم طرح مأساة النازحين والمهجرين من أبناء تعز في أي لقاء أو محفل دولي أو أي مفاوضات.. واليوم يتحدثون عن فتح منافذ تعز ورفع المواقع العسكرية
فتح المنافذ داخل مدينة تعز لا يكفي لإنهاء معاناتهم ولا ضمانة لدخول وعودة كل أبناء تعز النازحين والمهجرين , ممن هربوا من بطش وسكاكين الدواعش والجماعات المتطرفة والأحزاب التي لا تقبل الاختلاف وتعمل على إهدار دماء وأموال وممتلكات كل من يخالف سياساتهم ,.بل يجب ربط فتح المنافذ بضمانات واتفاقيات بإشراف الأمم المتحدة تعيد هؤلاء النازحين والمهجرين إلى قراهم ومنازلهم داخل تعز وإعادة كل ما نهب منهم وضمان حياتهم وحرياتهم في العيش كمواطنين من أبناء تعز ,ويكون هناك حلول شاملة وضمانات تتيح لهم العودة إلى مدينتهم وسلامة أرواحهم من رصاص وسكاكين الجماعات المتطرفة والعنصرية التي تحكم مدينة تعز، والتي لا يمكن المراهنة عليها إلا بتغيير جذري لهذه الجماعات ووجود دولة حقيقية تحمي حياة وحرية كل أبناء تعز على اختلاف آرائهم وانتمائهم الحزبي والديني والسياسي ,وتعيد ما سلب منهم من أرض وعقارات وأموال استولي عليها المرتزقة
والأن بدأت المفاوضات في الاردن لفتح الطرقات في تعز وغيرها من المناطق، وتقدم وفد صنعاء بمبادرة لفتح منفذين إلى داخل مدينة تعز، وقد اشار رئيس لجنة صنعاء اللواء الركن يحيى عبدالله الرزامي الذي قال (قدمنا مبادرات مهمة تسهم في رفع كل ما يسبب المعاناة الإنسانية لأبناء اليمن عامة وأبناء تعز خاصة, المنفذ الأول ابعر الصرمين الزيلعي صالة, والمنفذ الثاني مفرق الذكرة السمن والصابون تعز .
وطرحنا أفكارا أخرى لفتح الطرق في مارب والضالع تخفف من معاناة أبناء تلك المحافظات الكثير من المتاعب والصعوبات التي سببها العدوان على اليمن و لازلنا منتظرين للتقدم في الخطوات الأولية وان يقبل الطرف الآخر فتح الطرقات في المرحلة الأولى وينتهز هذه المبادرات الجدية والعملية ويثبت انه فعلا يريد الخير ورفع المعاناة لأبناء تعز وبقية المحافظات اليمنية وهذه المبادرة بفتح منفذين إلى داخل مدينة تعز على أن يتم فتح بقية المنافذ بالتدريج بعد اختبار حسن النوايا
للأسف وفد الطرف الآخر لا يريد أي نقاش لفتح الطرقات الا في مناطق محصورة في مخالفة صريحة لبنود الهدنة التي تنص على تشكيل لجان لفتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات , الطرف الآخر يعاني من التشتت وعدم وحدة القيادة وعدم امتلاك القرار وهذه بعض الأسباب التي أدت الى تأخره في الحضور للمشاركة وتردده في عدم انتهاز الفرصة والقبول بالأفكار الأولى المنصفة والعادلة لفتح الطرق في تعز ومارب والضالع والبيضاء ونأمل أن يدرك الطرف الاخر ومن يقف خلفهم المسؤولية الإنسانية تجاه شعبنا اليمني الذي يعاني من الحصار والعدوان الظالم وما نتج عنه من آثار كارثية
لكن وفد الرياض لم يتفاعل مع المبادرة ويصر على فتح كافة المنافذ بما في ذلك منفذ جولة القصر حتى يجتاح صبيان الجماعات الإرهابية والصعاليك ويربكوا أمن واستقرار وممتلكات المواطنين في مدينة الحوبان، ليصلوا الى مدينة القاعدة. هذه هي أهدافهم ,اما رفع المعاناة عن أبناء تعز والتخفيف عنهم ليست على قائمة أولويات المرتزقة الذين يحاصرون أبناء تعز للمتاجرة بهم وكسب الأموال. لكنه مازال ينتظر التوجيهات من الرياض للموافقة أو الرفض)
لو كان النظام السعودي جاد في فتح الطرقات والمنافذ من وإلى داخل مدينة تعز وغيرها من المدن لأرسل ضباط من المخابرات السعودية للتفاوض مع أنصار الله في الأردن بدل من إرسال هؤلاء المرتزقة الذين لا يثق بهم وبلا صلاحيات.. وكما يعلم الجميع فقد تم إحتجاز اللجنة التي خرجت من تعز في الرياض لأكثر من ثلاث ايام من قبل جهاز المخابرات السعودية وتم إرسال معهم عدد من الأشخاص الذين يثق بهم واليوم أرسل النظام السعودي المرتزق سمير الصبري لتعزيز هيمنة النظام السعودي على قرار اللجنة وعدم صدور أي قرار منها يكون فيه خير لأبناء تعز
نتمنى لهذا الوفد التوفيق والنجاح وتعود تعز كما كانت لكل يمني يرغب في العيش فيها دون تمييز أو عنصرية أو سحل أو إغتيال.
. ،،،،،.د نجيبة رئيس الهيئة الاستشارية في ملتقى كتاب العرب والاحرار
Discussion about this post