عندما تخشى الحكومة شعبها فتلك هي الحرية، وعندما يخشى الشعب حكومته فذلك هو الطغيان .. (توماس جيفرسون) .
اليوم زمن القهر حيث يمشي الفقير وكل شيء ضده والناس تغلق دونه أبوابها، وتراه مبغوضاً وليس بمذنب ويرى العداوة ولكن لا يرى أسبابها، حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة خضعت لديه وحركت أذنابها، وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً تبحت عنه وقد كشرت أنيابها ..
كنت أظن أن الاستبداد هو العدو الأول لحياة الناس، لما فيه من شر مستطير، لكن أيقنت أن الجهل أكثر عداء، إذ لا يمكن لمستبد أن يحيا ويلقى تعظيما وتمجيدا إلا عند الجهلاء، الذين لا يدركون أن إنسانيتهم لا تنفك عن حريتهم ..!! .
*صحيفة رسمية تتساءل: إلى متى ستتحمل الفئات الفقيرة والأفراد الفقراء ومحدودي الدخل مغبة الاختلالات من دون دعم أو مساعدة أو حماية؟!! *
نحن ببساطة.. “نخرج من تحت الدلف إلى تحت المزراب”.. بينما كنا ننتظر التعافي من آثار الحرب التي حولتنا من مصدرين للطاقة والغذاء والدواء إلى مستوردين للبنزين والقمح والحليب الخ، وما يعني ذلك من تبعات اقتصادية فبدلاً من الحصول على الموارد والتمويل من القطع من جراء عمليات البيع، أصبحنا نصرف ونستنزف ما لدينا لشراء
الاحتياجات الأساسية، لكن ذلك كله كان ضمن السيطرة والآمال كبيرة بالتعافي وثقتنا كبيرة بإعمار ماتهدم بالصبر والكفاءات والاعتماد على النفس، حتى جاءت جائحة كورونا لنكتشف أننا أصبحنا في مواجهة التداعيات الاقتصادية العالمية وجهاً لوجه، من دون استعداد أو تهيئة بمعنى ضعفنا مقابل قوتها، وفقرنا مقابل تضخم أسعارها، بل أصبحنا الأشد تأثراً بتداعياتها السلبية وليس الإيجابية أي خط التأثر باتجاه الأزمات فقط وليس التعافي .
قبل السنوات العجاف التي مرت بنا تعرض العالم لأزمة اقتصادية ومالية عالمية، تأثرنا لكن بقدر وكانت الأسواق مضبوطة والحماية لدخول المواطن والشركات الاقتصادية عالية جداً، اليوم أصبحنا في مهب ريح الأزمات العالمية نتأثر فقط بالظروف الاقتصادية العالمية السيئة، فإذا أصاب التضخم اقتصاديات العالم ارتفع المؤشر عندنا للتضخم وربما كان من أعلى المؤشرات، وهكذا وجدنا اقتصادنا ومنتجاتنا وعقاراتنا وحتى أسواق الخضار والفواكه المحلية تتأثر بأسعار الطاقة والغاز والنفط والمعادن الثمينة وتستبيح أسواقنا من دون رادع أو أدنى حماية ولعلنا لانبالغ إذا ماكان ارتفاع حرارة الجو في الهند قد يؤثر في محاصيلنا، الأمر لا يبدو طبيعياً هناك درجات بالتأثر والتأثير لكن أن نكون من أشد المتأثرين فهذا ما يستعصي على الفهم والإدراك.،
فلقد أصبح على محدودي الدخل أن يفكروا بحلول استراتيجية أكثر من خبراء الاقتصاد لإدارة حياتهم وسط هذا الكم من الأزمات، وبلغة الاقتصاد نقول : إن النمو في انخفاض والتضخم بارتفاع، أما بلغة الإنسانية فإن دخول الناس تلاشت والمشقة التي يتحملونها باتت كالقشة التي قصمت ظهر البعير، والسؤال إلى متى ستتحمل الفئات الفقيرة والأفراد الفقراء ومحدودي الدخل مغبة هذه الاختلالات من دون دعم أو مساعدة أو حماية، فهل من مجيب ..!!!.
لذلك سألها كم عمرك، قالت بالعقل ام بالجسد، قال : بالعقل ٠ قالت لاتقاس العقول بالأعمار، قالت اذن بالجسد، قالت لم يدل الجسد يوما عن العمر، احتار وقال لها : اذا كم عشتي حتى الأن، قالت : بالنبضات ام بالأرقام، ضحك وقال بالأرقام ، قالت : الترقيم قانون لايسري على القلب، والقلب عرش الجسد، قال : اذن بالنبضات: قالت تقاس نبضة الحزن بالدهر ونبضة الفرح بالثانية، ولو كنت أذكر لحظات الفرح لجمعت لك رقما قريبا، قال وكيف اعرف عمرك، قالت ليس لمعرفة العمر أهمية في شيئ، العمر تنظيم صحي فقط، دع عنك هذا، الحب الحقيقي، هو أن تزرع في طريق من تحبهم وردة حمراء، وتزرع في خيالهم حكاية جميلة، وتزرع في قلوبهم نبضات صادقة ثم لاتنتظر المقابل … الامل القادم لن يكون إلا بالعمل وعودة العافية للوطن، التي لن تكون عودة إلا بعودة أبنائه إليه، مؤمنون بعودته، وليس إيمانا باحد أخر يعيد العافية إليه … .
د.سليم الخراط
Discussion about this post