الشعب اليمني..سبعة أعوام صبرٌ ونصر(2)
كتبت / نوال أحمد
برغم هذه المظلومية الكبيرة التي عاشها ويعيشها الشعب اليمني الأبي الصامد المجاهد على امتداد سبع سنوات ، حيث وقد احتشد ضده كل شذاذ الآفاق و جميع أشرار هذا العالم بهدف إخضاعه وكسره واحتلاله والسيطرة عليه واذلاله، ولكن الشعب اليمني العزيز والكريم رغم كل هذا الظلم وما قد حل به من أوجاع إلا أنه لم يهن ولم يتزعزع ثباته أمام الفتن والملمات، ولم يهتز إيمانه أمام بطش المعتدين وقصفهم بالطائرات، لم ينحني أمام عدوان وبغي وإجرام الطغاة، توكل على الله ونهض من تحت ركام آلامه واستعان بالله ووقف على قدميه متعاليا على كل الجراح، رافضا خيار الإستسلام والخنوع معلنا الصمود ومواجهة العدوان واندفع نحو جبهات البطولة والشرف للدفاع عن كرامة الأرض والأعراض من منطلق قول الله تعالى( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ َ )(َقَاتِلُوا الْـمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَـمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْـمُتَّقِينَ) ولأن الشعب اليمني المرتبط بالله والذي أخذ بأسباب النصر في التوكل والإعتماد على الله على الله في اقسى الظروف وفي أصعب الحالات ومواجهة عدوان وحصار المعتدين البغاة، فقد لمسنا ولمس الشعب اليمني المظلوم رعاية الله وألطافه الخفية وجدنا تلك الإمدادات الربانية التي لهذا الشعب المستضعف وكيف أن الله سبحانه وتعالى أمده بالصبر والثبات وقوة التحمل لهذا الظلم والعدوان التي ما زدادت الشعب إلا صمودا وعنفوان وقوة وشموخ خلال كل هذه المدة الطويلة من عمر العدوان والحصار ولله الحمد.
فكلما مضى عام ليحل بعده آخر، يتفاجأ العدو بصمود شعب الإيمان والحكمة لينذهل العدو ومعه كل العالم بشجاعة وصبر وثبات هذا الشعب وكفاحه وجهاده العظيم في كافة المجالات وعلى كل المستويات، يواجه ويصمد ويقاوم متحديا العدوان والحصار بكل إيمان وصبر ونضال، يواجه الشعب اليمني العظيم وكله أمل وثقة بالله تعالى أنه معه وإلى جانبه معينا وحارسا ومؤيدا وناصرا.
وبينما السعودية غارقة في غرورها وعنجهيتها موغلة في سفك الدم اليمني ومستمرة في عدوانها على اليمن معتمدة على أمريكا ومراهنة على دعم أمريكا متوهمة بأنها ستكسر إرادة هذا الشعب وبأنها ستخضعه في غضون أيام أو أسابيع من عدوانها، تفاجأت بما لم يكن في حسبانها، فالشعب الذي حسبته فقيرا و ضعيفا أمام ضخامتها وقوتها و ترسانتها وحشودها وجدته قوياً بإيمانه قيمه ومبادئه، غنياً بعزته وكرامته، شامخاً بصموده وصلب إرادته، لتجد نفسها ضعيفة ومنكسرة ومهزوزة أمام شعب الإيمان والحكمة وأمام أبناء هذا البلد العظيم الذي عرفت أرضه بأنها مقبرة الغزاة ماضيا وحاضرا.
وبعد أعوام من عدوانهم وجدوا أنفسهم صغارا أمام يمن الإيمان التاريخ والحضارة، ووجدوا بأن جيوشهم و جموع مرتزقتهم وكل أسلحتهم لم تغنهم من عدوانهم وحربهم شيئا و وجدوا أنهم قد أخفقوا وفشلوا ولم تتحقق أهدافهم وماوجدوا في اليمن إلا الهزائم المنكرة التي يتجرعونها عاما بعد عام، فقد خسروا مليارات الدولارات التي أنفقوها خلال حربهم وتجرعوها حسرة و ندامة وكذلك يُغلبون، لقد فشلت السعودية في حربها وعدوانها على اليمن وشعبه الصامد، هُزمت في اليمن شر هزيمه وخابت ظنونها وكل مساعيها، وتبددت أحلامها أمام عزيمة وإرادة هذا الشعب الأبي المجاهد الصامد والصابر، أغرقت نفسها في الوحل وتمرغ أنفها في مستنقع اليمن، وهذا ما أثبتته الأيام والشهور والأعوام وطيلة عمر هذا العدوان.
ها هو الشعب اليمني يقف اليوم شامخاً كالطود الأشم ثابتا قويا مقداما ليبتدئ عامه الثامن وهو أقوى إيمانا وإرادة وعزماً وأشد بأسا و إصرارا ، وأمضى شكيمة من كل الأعوام التي قد خلت ، من موقع المتقدم و بمعية الله تعالى وبمنهجية القرآن وبروحيته الإيمانية والتفافه حول قيادته الحكيمة الصادقة الربانية، هاهو الشعب اليمني يقف وبكل عنفوان مواجها للعدوان ومنكلاً بأدواته ومرتزقته في الميدان ، يبتكر ويطوّر ويصنّع وينتج أسلحة ردع دفاعية يمنية متحديا بذلك الحصار وكاسرا له ، وبوعيه الإيماني الواعي يتصدى لمؤامرات تحالف العدوان وكاشفاً زيف وأضاليل قوى الباطل والطغيان.
ففي بداية العدوان لم يكن يمتلك الشعب اليمني صواريخ ولا امكانيات عسكرية أما اليوم بفضل من الله اصبحت القوات المسلحة اليمنية صاحبة اليد الطولى حيث باتت تمتلك قوة عسكرية أثبتت فاعليتها في ميدان المعركة وشاهد العالم أجمع قدرتها على الوصول إلى أهدافها وضرب العدو في عمق أراضيه وقصفها لمنشئاته الحيوية والنفطية ومطاراته وقواعده الحربية والعسكرية بأصاباتها للأهداف بدقة عالية..
Discussion about this post