المجمع العلمي العراقي مهدد بالزوال … واللغة العربية معانيها تسعى نحو الاندثار
ق
حوار : الصحفي رسول عبيــد الشبلي
يعد المجع العلمي العراقي صرح تاريخي لغوي ومن المؤسسات الحكومية التي لها دور كبير في احياء تاريخ الأمة العربية والحفاظ على لغتها وهي لغة القرآن الكريم من الضياع والكشف عن المفردات العربية وتأصيلها وتوضيح الكلمات الدخيلة وغير العربية ، وأصبح اليوم بناية متهالكة تقع في مدينة بغداد بمنطقة الوزيرية الصحفي رسول عبيــد الشبلي سلط الضوء على مستوى الإهمال الذي يشهده المجمع والنشاطات التي تؤديها كوادر المجمع بجهودها الذاتية ، في حوار أجراه مع رئيس المجمع الدكتور محمد حسين آل ياسين
بداية ماهي طبيعة عمل المجمع العلمي العراقي …
يهتم المجمع العلمي بدراسة اللغة العربية إضافة إلى اللغات الكردية والسريانية تعريب كلماتها وإيجاد المصطلحات العلمية وترجمة الكتب التي يحتاجها في البحث والدراسة وتحقيق المخطوطات، وكان يتالف من لجنة من علماء اللغة تضم الأديب الشاعر جميل صدقي الزهاوي، والشاعر معروف الرصافي، وتوفيق السويدي، وثابت عبد النور وغيرهم من الشخصيات المعروفة
ويعد المجع العلمي العراقي شاخص تاريخي لكل دولة لكن للاسف مجمعنا في حالة من التهميش والضياع ، و أحد من اسباب الضياع إن لكل دولة مجمع باسم اللغة العربية ويتبعه اسم الدولة لكن مجمعنا بقي على نفس اسمه( المجمع العلمي العراقي ) بسبب إعتراض الهيئة الكردية والسريانية كون لغتهم ليس بالعربية بعد ذلك أسس الأكراد مجمع خاص بهم في اربيل أسموه مجمع اللغة الكردية ، في العام ٢٠١٥ اعتمدت اللغة العربية والسريانية والتركمانية والكردية والسريانية واصلت المفردات المتداولة بين الناس والتي يعتقد الناس أنها غير أصيلة في حين أنها عربية بحته .
هل كان هناك للجهات المعنية دور في النهوض بواقع المجمع العلمي العراقي ( مجمع اللغة العربية)
لم يكن هناك أي دور الجهات المعنية بدءً من مجلس الوزراء وانتهاءً بآخر مؤسسة في الدولة ، خاطبنا الأمانة العامة لمجلس الوزراء بكتب رسمية ولن تستجيب لمناشدتنا ماجعلنا نلجئ إلى علاقتنا الشخصية وجهودها الذاتية لعلنا نجد خير في إعادة الحياة إليه إذ بادرنا إلى عقد الندوات والمؤتمرات الافتراضية والحضورية وشارك فيها جمع كبير من المختصين والمثقفين في هذا المجال من الجامعات والمجامع العلمية من داخل العراق ومن الدول العربية لكن المشكلة مازلنا نعاني من عدم التخصيص المالي وإلى المستلزمات اللازمة للعمل من الحواسيب ( أجهزة الكمبيوتر ) والقرطاسية وعدم وجود مولدات كهرباء ولاسيما خلال انقطاع الكهرباء التي يشهدها البلد في فصلي الشتاء والصيف
وكانت الندوات بواقع ندوتين في الشهر يكون محور الندوة عن شخصية مجمعية أو كاتب أو ظاهرة علمية أو لغوية، فضلاً عن المؤتمرات المتخصصة ، كذلك تصدر عن المجمع مجلة علمية بحثية بشكل فصلي عمرها اكثر من 72 عام ومجلة أوراق مجمعية التي تسلط الضوء على أبرز النشاطات في المجمع العلمي العراقي وقفت عام ٢٠٠٣ كان آخر عدد صدر لها ومن ثم أعدنا إصدارها وعينا لها ٨يئة تشرف عليها
دكتور محمد حسين آل ياسين ماهو هدف المجع العلمي العراقي ..
سبق وإن ذكرنا إن في كل دولة مجمع للغة العربية لذا كان من الظروري وجود مجمع عراقي للغة العربية كباقي البلدان الأخرى كون لغة القرآن ولغتها العربية ، وسعيت جاهداً إلى تفعيل عمل المجمع بصورة أفضل وخاطبت الأمانة العامة لمجلس الوزراء بكتب رسمية بخصوص تفعيل قانون سلامة اللغة العربية الذي شرع سنة ١٩٧٧ وخاطبت هي بدورها الوزارات كافة والزمتها بالعمل في هذا القانون ومراجعة المجمع بهذا الشأن وراجعنا البعض ممن يمثلون الوزارات و جهناهم باستحداث وحدات خاصة باللغة العربية يديرها مختصون يراقبون استخدام المفردات في المخاطبات والكتب الرسمية
دكتور آل ياسين هل اسهم المجمع العلمي العراقي في الإشارة أو تصحيح بعض المفردات الدخيلة على العربية .. وهل صدرت منشورات بهذا الغرض
بالتأكيد سعى إلى ذلك وهذا سؤال جوهري ، اول رئيس للمجمع العراقي كانت له اهتمامات في هذا المجال ونشرت في المجلة الفصلية للمجمع والف اصدر طه باقر نائب رئيس المجمع في وقتها رحمه الله كتاب بعنوان ( مايسمى بعربيتنا بالدخيل) وطبع وكان الدكتور طه باقر في اللغات الرافدينية من ٠امعة شيكاغو الأمريكية وقد أتقن اللغات السومرية والاكدية والبابلية والكلدانية وأشار إلى كثير من المفردات التي نستعملها فيما بيننا لها جذور رافدينية واحدة منها
( اكو – ماكو ) يقول : إنها مفردة اكدية ويشرح اسخداماتها بنفس المعنى وتعني (يوجد ولا يوجد ) ومفردتا كبة وكباب كلمتان بابليتان بالاسم نفسه يعود تاريخهما إلى 5000 آلاف سنة
بما أن لكل دورة عربية مجمع للغة العربية ماهو حجم التعاون أو التواصل مع الدول العربية بهذا الشأن
نعم لنا تواصل مع اللغة العربية وكانت لنا دعوة من سمو الشيخ صقر القاسمي لحضور الإحتفال بصدور اول ١٧ مجلد من المعجم اللغوي التاريخي و قعدت النسخة الأولى منه وكان عرس ثقافي لغوي معرفي ، تضمن عدة فقرات حول المعجم اللغوي التاريخي ، وتعرفنا على المثقفين ورؤساء المجامع العلمية العربية من مصر وسوريا والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان والسعودية والأردن يتراسهم المجمع الإماراتي في الشارقه الذي كنا في ضيافته وتبادلها أطراف الحديث وعرض موضوع عدم مشاركة العراق في إجتماع القاهرة للمشاركة في وضع المعجم اللغوي مع الدول العربية الأخرى بسبب إعتذار رئيسه السابق أحمد مطلوب لعدم وجود هيئة مشكلة من إحدى وأربعين عضواً وهذا ماينص عليه القانون … فاجبتهم لو كنت مكانه في ذلك الوقت لم اعتذر حتى مع عدم وجود أعضاء واشكل فريق من أساتذة الجامعات ، لكن صدمت عند عودتي إلى العراق والتقيت بأساتذة الجامعات من المختصين في هذا المجال اعتذر الجميع عن المشاركة لأسباب اجعلها أنا وهم يعرفونها وتجدر الإشارة إلى أن حاكم الامارات خصص مبالغ كثيرة ومجزية للمشاركين في وضع معجم اللغة العربية ومفرداته
دكتور محمد كلمة أخيرة تختتم بها اللقاء تحب أن تقولها
كلمتي الأخيرة أوجهها لمن بيده القرار واتمنى أن يعرف من الرمزية العالية للمجمع العلمي التي تجاوزت الحدود الجغرافية إلى عالم يستحق الاهتمام به لانه تاريخ الأمة ولأن اللغة العربية لغة القرآن والكتاب المقدس وموحدة الشعوب بين المحيط والخليج ولم تبقى سوى هي كمصير مشترك وقد ولدت مع آدم واسم آدم في جميع اللغات لا اشتقاق له وآخر القول إن اللغة العربية هي وعاء الشريعة
Discussion about this post