عدنان علامة كاتب وباحث لبناني عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
سرق بايدن الأضواء الإعلامية المحلية والعالمية حين قلّد ترامب وأعلن شخصيّا عن عملية عسكرية تم فيها إغتيال مسؤول داعش في المنطقة. وليوهم الرأي العام بأن عملية الإغتيال كانت نظيفة جدًا بعكس الواقع الذي اسفر عن مقتل عدد كبير من النساء والأطفال. فأوكل المهمة إلى وكالة “رويترز” التي أخرجت السيناريو ونقلت عن مسؤول كبير في إدارة بايدن : “زعيم “داعش” فجّر قنبلة قتلته مع أفراد من أسرته عند بدء العملية” ليبرئ جنوده من دم الأبرياء . وهنا لا بد من الإشارة بأن الرواية لا يتم إعتبارها إذا تم نَسْبِها إلى سخص مجهول؛ وإن سرد تفاصيل أي عملية عسكرية هي من إختصاص الناطق الرسمي بإسم البنتاغون وليس لإدارة بابدن مهما علا مركز المسؤول في إدارة الرئيس بايدن.
ومن غير المنطقي ان نتعامل مع خبر الإغتيال بمعزل عن الأحداث والإجراءات التي اتخذها بايدن ليبدو بأنه رئيس قوي:-
1- 2 شباط أعلن الجيش الإسرائيلي مشاركته في مناورات عسكرية بقيادة الأسطول البحري الأمريكي، تشمل 9 آلاف فرد و50 سفينة من أكثر من 60 دولة شريكة ومنظمة دولية تعمل في الخليج وخليج عمان وبحر العرب والبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي.
2- 2 شباط واشنطن ترسل 3000 جندي لأوروبا.. وتسعى لحل دبلوماسي مع روسيا
2- 2 شباط قررت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء، 02 فبراير 2022 إرسال طائرات مُقاتلة ومُدمرة تحمل صواريخ موجهة من الجيل الخامس، إلى أبوظبي لمساعدة الإمارات في التصدي لهجمات في اليمن.
3- 2 شباط أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” اليوم الأربعاء أن إدارة الرئيس جو بايدن قررت نشر 3000 جندي أميركي في ألمانيا وبولندا ورومانيا، وذلك على خلفية التوتر مع روسيا بشأن أوكرانيا.
4- 2 شباط إعلان بايدن عن إغتيال المسؤول الرئيسي عن تنظيم داعش.
هذه الأعمال كانت ردة فعل ضرورية لإستعادة ما خسره بايدن من تأييد بعد عام واحد من ولايته.
وشهدت شعبية بايدن تراجعاً ملحوظَا خلال الأسبوع المنصرم، بعد التجربة الصاروخية التي قامت بها كوريا الشمالية، والمحادثات الجارية مع روسيا بشأن ضماناتها الأمنية، إضافة إلى ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة، وفشل مشروعه في البرلمان بشأن إصلاح النظام الانتخابي.
كما أظهر استطلاع للرأي أعدّه مركز (NORC) لبحوث الشؤون العامة التابع لـ”أسوشييتد برس”، العام الماضي، انحداراً في شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد موجات الأحداث المتصاعدة في الولايات المتحدة الأميركية وخارجها.
وأظهر استطلاع للرأي أن معدل الموافقة على أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن استمر في الانخفاض وسط تصاعد في جميع أنحاء البلاد في حالات الإصابة بفيروس كورونا والضجة الأخيرة التي أعقبت تعامل إدارته مع الانسحاب العسكري الأمريكي في أفغانستان.
وقد كشف استطلاع رأي حديث، يوم الأربعاء بتلريخ 19 يناير / كانون الثاني 2022 عن “عدم قبول 56% من الأميركيين بالأداء الوظيفي للرئيس جو بايدن مع دخول عامه الثاني في المنصب، ما يجعله أقل شعبية من سلفه دونالد ترامب قبل 4 سنوات”.
وقال بيان شركة “مورنينغ كونسلت” التي أجرت المسح، إن “40% من الناخبين يوافقون على أداء بايدن، و56% يرفضون، وتعدّ هاتان النسبتان أدنى وأعلى نسبتي (رفض وقبول) سُجّلتا خلال 50 دراسة استقصائية أجريت منذ توليه منصبه”.
وبالعودة إلى تسريع عملية الإغتيال فكانت لتجاوز الَمسؤول الأول الجديد في داعش الدور الامريكي المرسوم له. فقد شارك عدة مئات من مجموعات داعش في الهجوم على سجن غويران في 20 كانون الثاني/يناير الجاري في هجوم منسّق،. بدأ بتفجير شاحنتين مفخختين، وتمكن فيه المهاجمون من تحرير عدد من رفاقهم المساجين وصادروا أسلحة واحتلوا بعض أقسام السجن.
َ
يمكن تلخيص الأهداف التي أراد التنظيم تحقيقها من عملية سجن غويران ؛-
1- أراد المسؤول الجديد للتنظيم ” أن يبدأ عهده بعمل مجلجل يثبته في مكانه ومكانته”.
2_ أراد أيضًا “رفد قوة التنظيم بنحو خمسة آلاف عنصر على الأقل، من خلال المقامرة بمصير ما يقدر بالمئات من العناصر الذين زجّوا في المعركة، إلا أن ما حدث هو خسارة المعتقلين والعناصر معا”.
وقد رافق عملية الإغتيال دعاية إعلامية ركزت على منزل مسؤول داعش والتركيز الصور المقربة وهناك خلط في الصور حيث حدثت في مكانين مختلفين. ولم يتم مناقشة ظروف إصابة المروحية “بعطل ميكانيكي” أثناء تنفيذ الإنزال؛ مما أدى إلى اخذ قرار لتدميرها؛ واللافت بأن المروحية محروقة بالكامل.
وبالنسبة لإدعاء مسؤول كبير في إدارة بايدن بأن” زعيم داعش فجر قنبلة قتلته مع أفراد اسرته عند بدء العملية” هو امر مجاف للحقيقة. لأنه تم قصف غرفة على سطح المبنى بصاروخ من مسيّرة مما أدى إلى تدمير جدران الغرفة وتوزع الركام في كل إتجاه للخارج .
والصور الموزعة من داخل المنزل تؤكد بأن المدفأة سليمة وحتى وعاء المياه الساخن كان لا يزال سليمًا على الأرض والبخار يتصاعد منه؛ كما ان الأثاث والوسائد منثورة في كل مكان والدماء بين الممرات يؤكد بشكل يقيني بأن الجنود كانوا يقتلون كل شيء يتحرك. ولو إستعمل المسؤول الأول في داعش حزامه الناسف لتدمرت غرفة تواجده مع أسرته قرب المدفأة. كما ان تجمع أكثر من 13 شخص في غرفة واحدة بعد منتصف الليل هو أمر لا يصدقه عقل.
وأفادت وكالة “سانا” السورية الرسمية، نقلا عن مصادر محلية، بأن 13 شخصا منهم ستة أطفال وثلاث نساء، لقوا مصرعهم جراء تنفيذ مروحيات أمريكية إنزالا لمجموعة من عناصر القوات الخاصة في منطقة أطمة الواقعة في ريف إدلب الشمالي، عند مقربة من الحدود التركية ومعبر دير بلوط الفاصل بين إدلب ومنطقة عفرين.
وقد تم توزيع صور لَمحل وبابه الحديدي لا يزال على سكته بينما فيه ثقوب كبيرة جدًا وهو يقينا في مكان الإنزال أثناء تأمين مروحيات الحَمايةالمكان حين سقطت او أسقطت إحدى المروحيات. ودائما يخرج البنتاغون بعبارة عطل ميكانيكي؛ ومن الصدف التي تكرر “إصابة المروحيات بعطل ميكانيكي” فقط حين تنفيذ عمليات الإغتيال.
وقد لفتني بيان البنتاغون بأنهم تأكدوا من بصمات أصابع المسؤول الداعشي وكأنها كانت موجودة في قاعدة بياناتهم.
فبايدن يريد أي نصر بأي ثمن، فسخّن أكثر من جبهة بعرض واحد. وارسل رسالة إلى حلفائه قبل إعدائه بأن هذا هو مصير كل من يتجاوز الأوامر الأمريكية.
فلننتظر سويًا ماذا تخبأ باقي الجبهات لنا من مفاجآت؟؟؟!!!
وإن غدًا لناظره قريب
Discussion about this post