(( الباطل وإعلامه ))
سبع سنوات من التغذية بالأخبار الكاذبة والإنتصارات الوهمية والمؤقتة جعلت من اعلامي المرتزقة بلا أي حياء لا في وجوههم ولا في قلوبهم وهذا بطبيعة الحال ينعكس على منشوراتهم وتصريحاتهم وتحليلاتهم لذا لا تهتموا بهم فقد تبدلت اجسادهم وقلوبهم وألسنتهم بعد كل هذه المده
بقلم د_يوسف_الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
التضليل الذي استخدمه فرعون وكل أكابرة الباطل عبر التاريخ حتى يومنا هذا ينقلب عليهم وعلى نفسياتهم وتصوراتهم ثم تنعكس نتائجه على تحليلاتهم للأوضاع ثم يبنون على ذلك التحركات التي يتحركون بها فتئول النتائج كما هو معروف الى فشلهم بل وانكسارهم وخسارتهم في كل المجالات ليضعوا بعد ذلك استنتاجات على هذه الإخفاقات أيضا باطلة دون الرجوع الى اصل المشكلة التي جعلتهم في هذا الوضع فيستمرون في ظلالهم وتيههم حتى يتلاشون من على هذه المعمورة والسبب بطبيعة الحال هم من صنعوه واوجدوه حيث يصبحون هم وإعلامهم سلاحا قويا للحق وأهله المتحركون في التصدي لهم , وعلى الرغم من ان هذه حقيقة ومسلمة وضحت عبر الاجيال جيلا بعد جيل الا ان الباطل ممعن في إستخدامها دون ان يستفيد من دروس الذين سبقوه واضعا نفسه درسا للآخرين ليستفيدوا منه ولا يستفيد منه الا اصحاب العقول والقلوب المبصرة النيرة ولا يكون صاحب وعي سليم الا اهل الحق وهذا ما يتجلي اليوم في يمن الإيمان.
سبع سنوات وما صاحبها من عشرات الآلاف من اخبار كاذبة ومفبركة ومزروة ومجتزأة ومضللة أستخدمها تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ظنا منه انها ستنجح هذه المره في اليمن وسيشذون عن قاعدة الباطل وانفقوا ومازالوا ينفقون عليها ملاييين الدولارات غير انها تمضي في نفس مسار الصراط الذي مضت عليه سنن الاولين من الإنكسار والفشل والتيه والخسران غير ان هذه النتائج التي منيوا بها في كل محافل الجبهات العسكرية لم يستفيدوا منها ليغيروا من استراتيجياتهم الاعلامية الحربية في مواجهة اصدق واوضح واقوى إعلام ليس فقط في العصر الحالي بل عبر التاريخ واعني بذلك إعلام الجيش واللجان الشعبية اليمنية فوصل بهم الحال على المستوى النفسي والفكري والمجتمعي والعالمي الى ان يتلاشى من إعلامهم وأعلامهم كل بوادر الحياء والمصداقية والوضوح والشفافية حتى وجدناهم يكررون نفس الاطروحات مع تغيير في اسماء الاماكن بدء من صنعاء ثم نهم والجوف والبيضاء ومارب والساحل واليوم في شبوة وغدا سنجدهم في تعز وأبين وحضرموت وعدن والمهرة ثم تنتقل الى نجران وجيزان وعسير والرياض ومكه والمدينة فلا تتوقف هذه التحركات الإعلامية لهم حتى يتوقف أكابر مجرميها في قعر بحر اليمن كما كان حال احد قياداتهم التاريخية (فرعون) والذي رغم ان الله انجاه ببدنه ليكون عبرة لهؤلاء الا انهم لم ولن يعتبروا.
الباطل اساسا لا يمتلك خيارات عديدة لذا نجده مستمرا في الخيار الوحيد له وهو السلاح الإعلامي الباطل والذي وان حصد له مرتزقة كثر سواء على مرتزقة اعلاميين او عسكريين او سياسيين او غيرهم الا انه يفشل ويفشل معه من حصد له حتى لولم يشارك معهم في تحركاتهم الاعلامية الا بكلمة او بمنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي غير انه فضح نفسيته المهترأة المهتزة امام نفسه ومن حوله عوضا عن الفضح يتجلى امام الله ليكون عليه حجه يوم القيامة بأن اصبح اداة للباطل بهذا الشكل وبهذه الوضعية المخزية والتي لم يتورع ان يتكلم مع من جاء يحتل ارضه ويغتصب عرضه وينتهك كرامته وشرفه ويصادر عزته وكينونيته في سابقة ايضا لم يشهد لها التاريخ مثيلا بهذا الزخم من الإرتزاق والعمالة .
هناك امراض مستعصية يصاب بها الإنسان يستخدم ما يسمى في الطب (مخفف ألم مؤقت) كامراض السرطان والقلب وغيرهما فيستمر هذا المريض في تعاطي الادوية ليخفف عنه الألم والوجع مؤقتا ويزداد كمية ومقدار الجرعة يوما بعد اخر وهو يدرك ان مصيره النهائي الموت وهذا الوضع ايضا يعيشه العدوان ومرتزقته في اليمن فهم يتعاطون جرعات اعلامية مؤقتة ليخفف عنهم آلامهم التي يعيشونها جراء اخفاقاتهم المتتالية منذ سنين عديدة وانفقوا عليها مليارات الدولارات بل وازدادت هذه الجرع ظنا منهم انها ستشفيهم تماما وهي ليست الا ادمان يدمنون عليها فيبحثون عما يخفف عنهم حاجتهم لتخفيف ادمانهم وبجرع اكبر والخوف ان هؤلاء ليسوا كمرضى الابدان فلا يدركون ان نهايتهم محتومة وهو الموت البدني لانهم اساسا لم يبق لهم الا ابدانهم تموت بعد ماتت ضمائرهم واخلاقهم وحريتهم وعزتهم وشرفهم بل وتعفنت حتى اشتم رائحة عفنهم من في الارض بل حتى من في السماوات العلى وهذا ما يعطي اهل الحق التفوق في الدنيا كوعد من وعود الله لهم بالنصر وبسلاح من اسلحتهم هم انفسهم وكأن ما ينفقوه من اموال هو في حقيقة الامر في سبيل هلاكهم (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) كسنة من سنن الله ثابتة لا تتغير كسننة التي تحدثنا عنها في مطلع هذا المقال .
شبوة ستتحرر كاملة بمشيئة الله كما تحررت بقية المحافظات وستتحرر بقية المناطق اليمنية المحتلة من كل غازي سواء استمر هؤلاء في معالجة امراضهم وسقمهم بالمسكنات المؤقتة او سلموا امرهم للفناء او بحثوا عن علاج حقيقي من قبل الطبيب المعالج المتمثل في الجيش اليمني ولجانه الشعبية فلن تحرر ارض منشورات لاقذر واحقر وأتفه البشر مهما تفننوا في اقتناء كلماتهم وتعابيرهم فالمسكن يبقى مؤقتا والتنظيف للارض منهم يستمر .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post