إلى أم الشهيد ..
البتول جبران
أيتُها الصابرة الزينبية ماذا عساني أن أقول عنكِ؟ فقد تلعثم لساني، و طأطٱت حروفي تعظيماً، وتقديساً لكِ ولتلك المواقف العظيمةِ التي جسدتيها في أرض الواقع كالزهراء، والخنساء، وزينب عليهُن السلام، تلك المواقف التي تهتز الجبال لعظمتها، سلامٌ منا لكِ وٱلف سلام ياجبل الصبر، ياعزنا، وفخرنا .
مهما تحدثتُ عنكِ، وعن عظيم عطائكِ، لن أفيكِ حقك، يا من ربيتي حيدرياً مجُاهداً، حُراً لايقبلُ الذل، والهوان، من باع متاع الدنيا الفاني وحمل روح المسؤولية فضحى بروحهِ وكل مايملك من أجل أن نعيش نحنُ بسلام، فصبراً ياخنساء اليمن، وازدادي هدى، إن بعد الصبرِ بُشرى .
نحن نعلم أن مر الفِراق، و لوعة الاشتياق ليس بشيءً سهل، ولكن ثقي أن فلذة كبدك صار في ضيافة من هو أرحم بهِ منك، في ضيافة الله سبحانه وتعالى { أحياءٌ عند ربهم يرزقون } وليطمئن قلبكِ تذكري أنهُ ممن قال الله عنهم{ فرحين بما آتاهم الله من فضله} .
وارفعي رأسك عالياً ِفخرا،ً و اعتزازاً فهوِ ممن قال الله عنهم{ رجالٌ صدقوا ماعاهدوا الله عليه }، فيا أسمى الأمهات صبراً إن غدًا لناظره قريب، فمهما طال الفراق فلابد من اللقاء، ومهما زاد العناء، تذكري بأننا في دنيا آخرها الفناء، و شهيدك العظيم قد ارتقى إلى حياة أبدية بجوار رب السماء .
أماه يا أم الشهيد عذراً فقد خانني التعبير، وماكتبته لا يساوي شيء أمام صبركِ وعظيم عطائك، لكِ منا كل الود والاحترام، يامن ربيتي فأحسنتِ التربية، يامن بصبركِ وعطائكِ بنيتي لبنةً في صرح الإسلام وبنيانه العظيم، سلامٌ من الله عليكِ وعلى شهيدكِ العظيم ماتعاقب الليل والنهار، وألحقنا وإياكِ به وبالشهداء العظماء الأبرار ..
#اتحاد_كاتبات_اليمن
Discussion about this post