*بلدنا*
محمود الخطيب
ان الذين وصفهم الله بالضالين، هم اولئك الذين لم يجعلوا أنفسهم معيارا للحقيقة، وتشتتوا في شعابها، ولم يروا أن ما سبق اليه فهمهم وتقبله ذكائهم هو الصواب المطلق، فتشتت بهم السبل لا إلى هاولاء ولا إلى هاولاء فلم يهتدوا، ولم يستوعبوا فهمهم أنفسهم، فكانوا هم أنفسهم افك مبين.
بل إن عدم جعلك نفسك معيارا للحقيقة يعد مسلك من مسالك الحجب، لكن الاقتداء بالنفس إنما، اقتداء بالسلوك والمعيار الذي تصل به نفسك، فيقتدوا بك الناس ليس انت، إنما القدوة والمعيار الذي أنجزت في هذه الحياة، والمتوافق مع سبيل الله وتكون ممن( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وهكذا يرى نفسه مهتدي اذا صدق واخلص، كالذي باع نفسه دفاعا عن بلده كما يراه متوجها صادقا لله، افي ذلك زيغ وشك؟ والذي يطلب المعرفة يعلمه الله، كالذي يقول ربنا اصرف عنا الأشرار..
والذين اهتدوا يرون راي العين ما يبدوا لهم صواب،،،،ولم يتشكل وفق ما توفر لنا من معطيات معرفية وقدرات ذهنية وتجربة حياة، بل صراط مستقيم، وصبغة رب عظيم وحق مبين لا يزيغ عنه إلا هالك، ذاك النور الذي نزل بالقرآن، هو نفسه الذي يغشي السماوات والارض.
نحن لا نقول تعلمنا، ادركنا، بحثنا، إنما نقول رب زدنا علما، والمتشدقون الذين زكوا انفسهم هم من قالوا (لو كان خيرا ما سبقونا إليه)، فهذا القران يخرصهم وهم لا يشعرون…
طفل زنيم جاء ليشتم القرآن، من حيث لا يعلم، حيثما بال الحمار في مكانه ودنس الاسفار،،،،
ان الباطل دائما يأتي على هيئة المتواضع وان ما دونه، وا،،،وا،،،وا،،،واني لك من الناصحين، ان الحق إذا ظهر اسكت صاحبه وجعله أداة لا سواه تسلك في حياته فعلا وعملا واخلاصا وصدقا وعدلا وليس قولا،،،،ومن أصدق من الله حديثا،،، وأنه لم يجعل لنا إلا انبياء ورسل وأعلاما، كي يصلو لنا النور قولا، ونجسده عملا..
خيرا لنا أن يتنزل علينا القران من أن نتلبس غيرنا وننطق بدل عنهم، فكثر الكلام ذاك المعنى الحقيقي للهرطقة والسفططة،،،والمبدا الحق هو ان يكون الباطل ظلام دامس، ونحن نور لامس، فمن أين يأتي الظلام والنهار شامس، ونحن أيضا بالليل هيام`، أو قيام بالمتارس….
نحن الذين عاهدنا الله وصدقنا وفي سبيل الله توجهنا، سبيله الذي افهمنا، ان لا عدوان الا على الظالمين، ونحن ندافع في وجه من ظلمنا، عن بلدنا وهذا جزء من تمسكنا برأينا،،،ومعرفتنا….ومعيارنا،،،وفهمنا واقتداء بأنفسنا،،،،وعزتنا،،،،ونحن كما وصف الله: *الأعلون*….
Discussion about this post