عبداللّه السّوسوة : و ماذا بعد ؟!

** عبداللّه السّوسوة : و ماذا بعد ؟! **

مؤلم أن نبكي كوادرنا بعد فقدهم و مناسب أن نسمّي مسؤولينا مسؤولي ( مناسبات ) كما سُمّي الشعر العربي في أحد عصوره الأدبية الميّتة بـــ ( الشعر المناسباتي ) ؛ و هكذا هم وزراء حكومتنا المبجلة الذين كأن جلّ مهامهم أن يلبسوا بدلاتهم و يمشوا في جنائز من تراخوا عن إنقاذهم و المساعدة في إسعافهم ( ككوادر نادرة قيميا و عمليا )، و صرف روشتة علاج لأولئك المخلصين المنقطعة رواتبهم، و بعدها و قبلها لا يعرفون و لا يسمعون و لا يهتم مسؤولونا و وزراؤنا و لايأبهون لشأن مريض أو معاناة أليم و مكلوم .
قمة اللا إنسانية أن يقضي و تنطفئ حياة إنسان حافل بالعطاء فنخسره خسرانا مهنيا إنسانيا ، و قد كان إعلاميا مخضرما منافحا مكافحا عن وطنه حتّى الرمق الأخير من حياته ،
( عبدالله السّوسوة ) الذي لم أعرفه شخصيا ، و إنما عرفته من بكاء زملائه و زميلاته المتواصل في إذاعة صنعاء عليه بكاء حزينا مريرا لم تنقطع سحائب حنينه و أنينه اليوم فأسمع شكوى تبث ( مباشرة ) من أفضل إعلاميينا أن هذا الإعلامي ( عبد اللّه السّوسوة ) قضى و توفاه اللّه ، و قد أهملت الجهة التي ينتمي إليها متابعة حالته أو إيلائه أي اهتمام كإنسان بمبرّر أنه لايوجد في جيوبهم ما يسعفون مريضا ، و حتّى يعكس وزراؤنا و مسؤولونا أنهم نزيهون يردون على من يلجأ لهم لمساعدته بأنه خلاص فقرت الوزارة في تلك اللحظة ،
و بناء على نزاهة مسؤولينا و نظافة جيوبهم أقترح إنشاء حصّالات ، و لن أقول ( صناديق ) لإنقاذ من طرأ عليه مرض من موظفيهم !
لقد عجزت و فشلت هذه الحكومة و الوزراء عن إيجاد حلول جذرية لقضية من لا رواتب لهم،
نعم : أقترح بأن يزور مسؤولونا الأبطال و وزراؤنا الأشاوس ليس جبهات البطولة لتعلم الإيثار و التضحية من رجال اللّه في ميادين الشرف لكن لزيارة أطفال التمهيدي في المدارس ، و سؤالهم كيف تصنع الحصالات ، و لماذا و ما طرق إنفاق ماتجمّع فيها ، و التي لو وضع فيها وزراؤنا الأبطال مافاض من جيوبهم من ريالات بسيطة لأنقذت حياة إنسان في شدة حاجته ، و لكفت و قامت تلك الريالات المتراصة كالبنيان و الشاعرة بألم الفقد بواجبها ، و رحمت و أعطت قدرا و قيمة لهذا الإنسان الذي بلاه الزمن بمثل أولئك الوزراء الذين ما قاموا بمسؤولياتهم و ما تركوها للأنفع و الأصلح ،

مع الرحمات لروح فقيد الإعلام الفذّ : عبداللّه السّوسوة ، و عليه أزكى السّلام .

أشواق مهدي دومان