سياسة الإحتواء الإماراتي بعد الفشل والإقصاء والإنكفاء الأمريكي!!
✍️/عبدالجبار الغراب
تجهيزات وإعداد وترتيبات لسنوات , ورسم متواصل للمخططات وإدخالها عبر الأدوات لتحقيق الأهداف , وإفتعال الأسباب وإيجاد الذرائع وخلق المشاكل وجعلها كبداية للانطلاق في طريق نيل مطامع الصهيونية العالمية في التوسع والانتشار , ولخلق الفوضى وإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد بدأت أمريكا طريقها نحو التدمير وإشعال الحروب في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد , وبتدابير وإفتعال اليهود لمخطط أحداث الحادي عشر من سبتمبر قبل حوالى عشرين عام وتدميرهم لبرجي التجارة العالمية في أمريكا ليتم السير في الطريق المرسوم , ومن أفغانستان والعراق وعبر ذريعة محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة والقضاء على السلاح الكيماوي ونزعه من العراق, ولتفعيل سيناريو الرسم للمخطط الأمريكي فقد بنت وكونت لنفسها التحالفات من الغربيين وبعض الأعراب المتصهينين , فبعد أقدامهم على إشعال الحرب في أفغانستان والعراق وإيجاد المشاكل والقلاقل في هذا البلد العربي او الإسلامي تم الولوج الى ما تم تسميته بثورات الربيع العبري مطلع العام 2011 لتبدء كارثة المخطط الأمريكي الهمجي الخطير في زعزعة الاستقرار في المنطقة الشرق الأوسط الكبير , ولرسم الهدف والمخطط الهام كان لأمريكا والصهاينه هو القضاء بالتحديد على دول محور المقاومة الإسلامية بالذات.
هكذا أدخلت الإمارات نفسها في خصم مشكلات كبيرة أثرت على علاقاتها الإقليمية والدولية على حدآ سواء , كل هذا جاء بفعل كامل تدخلاتها ومشاركتها في أغلب الأحداث التى حدثت في المنطقة وهي كانت بالذات إحدى اهم أدوات أمريكا في المنطقة , فمن سوريا وليبيا والعراق والسودان واليمن والمشاركة في دعم وتسليح الجماعات الإرهابية وضخ مليارات الدولارات للعمل على إسقاط نظام بشار الاسد والإسناد بكل الاشكال المعززه سياسيا ولوجستيا لأجل خدمة المشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة , وفي اليمن وترأسها مع السعودية في قيادة تحالف عسكري كبير لضرب اليمن وقتلهم وجرحهم لمئات الآلاف من اليمنيين وتدميرهم لمئات الآلاف من المنازل والمحلات التجارية والمصانع والمستشفيات والمدارس , وتشريدهم لملايين اليمنيين من منازلهم وفرضهم لحصار همجي على كامل ابناء الشعب اليمني وعلى مدار سبعة أعوام وبمختلف أنواع الدعم والاسناد بالأموال وأحدث العتاد العسكري المتطور والحديث من مختلف الطائرات الحربية والتى مع كل هذا لم يحققوا ولا هدف مرسوم لهم بل كانت لخسارتهم وانكسارتهم وتراجعاتهم حقها في إعلان الهزيمة وإفشال مشروعهم في السيطرة على القرار والتحكم بسيادة البلاد , لتمتد تدخلاتهم وزرعهم للمشاكل في زعزعة الاستقرار في مناطق ما زالت تحت سيطرتهم في جنوب اليمن لتساعد أطراف مرتزقه معهم ضد أطراف أخرى , لتشتعل الخلافات بين أطراف ثلاثي الإرتزاق في الجنوب , ويكون لتهاوي الأوضاع المعشيه خروجها بشكل كبير مؤثرا على سكان مناطق الجنوب اليمني , لترتفع الأسعار بفعل إرتفاع سعر الدولار مقابل انخفاض كبير للعمله المحليه التى استبدلوها , وهنا برزت أدوار ومؤثراث هوت بالإمارات الى مستنقعات التقزم في المنطقة بعد كل الأحداث التى عصفت بالأمريكان. مما ادى الى فشلها وأقصائها وبالتالي الى إنكفائها وعدم قدرتها على اللعب في المنطقة كما كانت سابقا , هذا الانكفاء الأمريكي عجل بالهرولة الإماراتية نحو خلق سياسة الإحتواء لعل في ذلك فرض وإيجاد توازنات تحافظ على نفسها من جديد.
التطور النوعي الكبير وخلق التوازنات وقلب المعادلات لدول محور المقاومة الإسلامية وتحقيقها للانتصارات في كل معاركها مع الأمريكان سواء بالمواجهة العسكرية او بالإطر السياسية الدبلوماسية فرضت الوجود في خلق متغيرات في المنطقة وتقزم على ضوئها الحجم والعظمه الأمريكية ,وبخروج ومغادره الأمريكان أفغانستان بعد هزيمتهم المذله هنالك , وبرجوع العلاقات السعودية القطرية الى سابق عدها بعد قطيعة دامت لسنوات وحصار فرض على القطريين والتقارب الأخير ما بين المصريين والأتراك شعرت من خلالها الإمارات بوحدتها في المنطقة , وأيضا كانت لتقارب الفرقاء الليبيون وتشكيلهم لمجلس سياسي رئاسي لعبت كلا من مصر وتركيا ادورهم في بلورة المواقف الليبية وإغفال الدور الإماراتي الداعم منذ بداية الأحداث في ليبيا , وأيضا أحداث السودان والتدخل الإماراتي الذي انكشف وبان مؤخرا في إشعال مظاهرات مطالبه مطالب عكس ما خططت لها الإمارات : كل هذا شكل عوامل وأحداث ضاغطة في مختلف جوانبها على دوله الإمارات التى وجدت نفسها تغرد خارج السرب وهي بذلك تحاول الان إستعادة بعض التوازنات في علاقاتها في المنطقة خصوصا بعد تطبيعها مع الصهاينة في ظل عدم رضاء كامل من معظم دول الجوار والمنطقة.
إيران العظمى وفرضها لعوامل التأكيد القوي لحقوق ابناء شعبها في امتلاك التكنولوجيا والتطور والنهوض وقوة سلاحها العسكري في تأمين السفن في المناطق والمضايق البحريه من أيتها تهديد أجنبي وبالأخص الأمريكي والصهيوني وإخراجها لقوة رد قوية على كل الاستفزازات الصهيونية في خليج عمان او البحر الأحمر , هذه العظمة الإيرانية والتى غيرت موازين القوى الكبيرة في الحجم والتأثير الإقليمي والدولي كان له مكان من تفكير ومراجعة الإماراتيين حساباتهم والعمل على إيجاد سياسة إحتواء لإصلاح بعض سلبياتهم السابقة , وما الهروع الإماراتي الى سوريا وعبر وزير خارجتها عبدالله بن زايد الاإعتراف بحجم محور المقاومة القوى والتى تمثل سوريا أحد أركانه الرئيسية , وهو يعد في إطار الانتصار السوري على مشاريع قوى الشر والاستكبار التدميري.
ومن تركيا كان لذهاب ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد أسلوبها الاخر في أعادة تقريب وجهات النظر خاصاآ لما تتمتع به تركيا من علاقات متميزة مع قطر ومساندتها للقطرين في الحصار التى تم فرضه عليها من قبل السعودية والإمارات والبحرين , وهذا كله ما تحاول الإمارات استعادته لإصلاح العلاقات الإقليمية في المنطقة مع اقتراب أكيد ووشيك لانسحاب القوات الأمريكية من العراق وتقليص دورها في المنطقة , وهذا ما تعتبر إنكفاء أمريكي واقصاء لأمريكا في المنطقة عموما ,ولتفسير الحجم الكبير والدور البارز لإيران العظمى جعلت الإمارات كل مساعيها لأجل زيارة الجمهوريه الإسلامية الإيرانية وهي الأولى لمسئول اماراتي منذ إشتعال الأحداث في المنطقة قبل أكثر من عشرة أعوام, لتكون لزيارة طحنون بن زايد إدخالها لتقارب إماراتي لعله يكون فيه إستجابه من قبل طهران اذا ما عدلت ابو ظبي من سلوكها في المنطقة ,واستجابة لكل النداءات الداعية الى وقف نزيف الدماء في كل المناطق والدول التى شاركت فيها الإمارات في زعزعة الاستقرار ومنها اليمن على وجه التحديد التى ما زالت لها تداعياتها الكارثيه في كل المأسي والقتل والتدمير والهدم والحصار التى قامت وما زالت تقوم به الإمارات في يمن الحكمة والإيمان.
والعاقبه للمتقين.
Discussion about this post