هل ينجح إقليميًّا من لم ينجح محليًّا؟
الكاتب والمحلل السياسي
حازم احمد فضالة
إلى سماحة السيد عمار الحكيم المحترم التفكير بطرح المشاريع لحل مشكلات دول المنطقة هو شيء جيد جدًا، لذلك على أصل طرحكم لما أسميتموه: (ثلاثية الحل الإقليمي)؛ لدينا عَشْر نقاط:
١- نحن لسنا منطقة (الشرق الأوسط)، بل نحن (غرب آسيا)؛ لأنّ تسمية (الشرق الأوسط) استعمارية لا معنى لها عندنا، وقارتنا القارة الوحيدة التي شطبوا اسمها من بين القارات!
٢- إنَّ مبادرات الحلول الإقليمية، تُطرح عندما لا تكون هناك مبادرات منطقية وازنة مطروحة من الدول الإقليمية، وإلا ستكون خيالات شاعر.
٣- المنطقة ملتهبة بالحروب الأميركية والإسرائيلية والسعودية ضد الشعوب الإسلامية؛ فكان الأجدر بكم توجيه الاتهام بالاسم نحو القيادات المعتدية على الشعوب الإسلامية (المتصارعة).
الشعوب: الفلسطيني، اللبناني، السوري، العراقي، اليماني، البحريني، الشيعة في الحجاز… كلها شعوب مظلومة ومعتدىً عليها بطرائق مختلفة.
٤- المرجعية الدينية في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة السيد السيستاني (دام ظله) سبق أن وجَّهت الكلام بالاسم للدولة المسؤولة عن الحروب والحصار والجوع والاحتلال ضد الشعوب الإسلامية؛ إذ أشارت للصهاينة المحتلين لفلسطين، وحمَّلت (الدول العظمى) مسؤولية ذلك الخراب، وهذا نُشِر في بيان المرجعية الدينية لقداسة بابا الفاتيكان فرنسيس بتاريخ: 6-آذار-2021.
فكان جديرًا بكم السير خلف مرجعية الأمة؛ لأنّ بها الأمان والعقل، وليس تمثيل دورها!
٥- الرئيس السوري بشار الأسد سبق أن عرض نظرية (منظومة البحار الخمسة) التي تشمل البحار:
البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر، البحر الأسود، الخليج الفارسي، بحر قزوين.
والدول المتشاطئة لهذه البحار هي التي تحمي أمنها وتحكمها بعيدًا عن أي تدخل أجنبي.
فما هو اسم نظريتكم؟
٦- إنَّ غرب آسيا اليوم تتهيأ بثقلها السكاني وثرواتها الطبيعية وممراتها المائية؛ لأَن تدخل مع الصين في مشروعها العالمي (الحزام والطريق)، ودخلت بذلك: روسيا، إيران… ولا يوجد مشروع أميركي حقيقي على الأرض يوازي المشروع الاقتصادي التجاري الصيني.
لكن! سماحتكم لم يذكر في حلوله الثلاثية حلًا لهذا العصب الرئيس (الاقتصاد)!
٧- الدولار الأميركي مرتبط بالنفط وهو غير مغطى بالذهب، وأميركا مديونة داخليًا أكثر من (73) تريليون دولار، وخارجيًا أكثر من (28) تريليون دولار، لكن الصين عملتها (اليوان) مغطى بالذهب، وعندها عملة (اليوان الذهبي)، وتتمتع باحتياطي عملة أكثر من (3) تريليون دولار، خلافًا لأميركا المديونة التي تعاني من عجز في الموازنة.
فما هو الحل في ثلاثية سماحتكم، وهل يبقى نفطنا رهينًا للمصرف الفيدرالي الأميركي؟
٨- منظمة شانغهاي التعاونية، ينتمي إليها نصف سكان الأرض، بما فيهم: الصين، روسيا… ومؤخرًا الجمهورية الإسلامية بصفتها عضوًا دائمًا، وهي منظمة لا تسير على وفق الرغبة والمزاج الأميركي، بل تعني أنَّ العالم يتجه نحو قارة آسيا التي تمثل قلبه الحيوي النابض، أي: إما أميركا وأوروبا وإما شانغهاي، فأين نحن؟
وسماحتكم أغفل هذا الأمر لا عن قصد ربما.
٩- ليس من الضرورة التمتع بعقلية أممية حتى تكون ناجحًا لامعًا، بل العقل والمنطق ربما يشجع على الاستفادة من الطرح الأممي الموجود في الساحة، واختيار المعسكر المنتصر بصراحة عن طريق استعمال الأسماء الصريحة؛ خدمة للشعوب والدول.
١٠- لا ينجح الطرح (الجيوسياسي) ما دام صاحب الطرح يعاني من تفكك (محلي، حزبي، تنظيمي على مستوى المكتب)! فربما تخبرنا لغة المنطق بضرورة عبورنا مرحلة النجاح الحزبي والتنظيمي؛ لنثبت للقوى الإقليمية أننا مؤهلون بالطرح الجيوسياسي والإستراتيجي الناجح، لكن! خلاف ذلك سيكون حديثنا خيالات طريدة.
Discussion about this post