*ملف الأسرى مقياس للقيم .!!*
*بقلم /عفاف محمد*
عرفناهم في حربهم ضدنا ساقطين إلى ما دون الحضيض.
تنصلوا من المبادئ، القيم والأعراف السائدة في مجتمعنا اليمني.
ربما لأنهم يحتكمون لمن هرولوا نحو التطبيع ومغازلة حكام الغرب ممن لا دين ولا ذمة لهم كالسعوديين وغيرهم من حكام وساسة الخليج ممن غلبت عليهم شهواتهم فأنستهم دينهم .
كان ملف الأسرى ولا زال مقياسًا للقيم والشيم المتعارف عليها في مجتمعنا اليمني بشكل خاص، وفي ديننا الإسلامي بشكل عام .
حيث وللحرب أخلاقيات معروفة ،وللأسير المسلم أصول متعارف عليها في المجتمعات الإسلامية .
وكان ملف الأسرى اليمنيين من الطرفين له وهذه الحرب مراحل طوال، أثبت فيها التحالف ومن والاهم ممن يعدون أنفسهم الحق ومع الحق الذين يعتبرون انفسهم حماة للديار ،اثبتوا بانهم ناكثو العهود ومتجاوزين للقوانين والأعراف السائدة .
لم يحسنوا قط لأسرى الجيش واللجان بل انهم عكسوا صورهم المشينة عبر تعاملهم مع الأسرى وكان تعاملهم في منتهى الجبن والسفالة .
فالواقع الذي نعيشه يعري صورهم المخزية والتي بها يتذاكون ويستخدموا أساليب رعناء ظناً منهم بأنها رجولة وبطولة. ففي ساحة النزال مرغت انوفهم في الوحل وانكشف ضعفهم امام رجال الله في جبهات الكرامة.
وذلك جعلهم يبحثون عن أدنى فرص للفوز او لينتقموا لرجولتهم المكسورة ولم يجدوا غير الأسرى المقيدين بالأغلال ليستقووا عليهم ،لم يجدوا غير الأسود الضارية التي حاربت بإستبسال حتى اصبحوا في قبضة العدو؛ فأخذ العدو يغطي عجزه وخسرانه “بالعنترة” على الأشاوس .
ولكن ما هكذا هي الرجولة وما هكذا هي القيم والأعراف المتناقلة في سائر الدول الإسلامية او حتى منذ زمن الغابرين .
هنا تبين سقوطهم مرارات ومرات في تعاملهم الجبان مع الأسرى وما فعلهم الأخير بغريب. فهذا ديدنهم بعد كل نكسة لهم يقوموا بتصوير الأسرى وهم يقتلوهم بطرق لا أخلاقية ولا تمت بصلة للدين أو الإنسانية أو القيم القبلية والعشائرية العربية الأصيلة.
إنهم لا يمتون للإسلام بأية صلة. إنهم يذكروننا بأيام الجاهلية الأولى ولا يتبعون وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الأسرى.
تعددت أساليب التعامل مع الأسرى من ديانة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر، وإن كان الذي يغلب على الجميع قبل الإسلام هو القسوة والبطش والظلم، كانت الحروب الجاهلية لا تعرف أيسر قواعد أخلاقيات الحرب، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بمبادئه، ليشرِّع للعالمين تصوراً شاملًا لحقوق الأسرى في الإسلام، قبل المنظمات بمئات السنين وجعل لهم حقوقاً شاملة، ولم تكن المعاملة الحسنة التي أمر بها رسول الله للأسرى مجرد قوانين نظرية، بل حرص على راحة الأسير البدنية والصحية. وعظمة أخلاق رسول الله وما فعله مع أسرى بدر المعركة الأولى مع المشركين، فقد أسر المسلمون سبعين منهم، أخذهم بالرفق واللين وقرر إعفاءهم من القتل، وقبول الفدية ممن يستطيع منهم، تفاوت مقدارها ونوعها بحسب حالة كل أسير، ومن لم يكن معه مال، كان فداؤه أن يُعلّم بعض المسلمين القراءة والكتابة.
Discussion about this post