بقلم ناجي امهز
أرشيف الصور والفيديوهات والأفلام الوثائقية هي شاهد على نمط حياة شبه الجزيرة العربية حتى عام 1979، وكيف كان لبنان سويسرا الشرق عاصمة القرار السياسي والمالي بالشرق الاوسط، حتى انه اشد بأسا ودهاء وتأثيرا من اللوبي الصهيوني في صناعة القرار العالمي.
ومع بداية النهوض في شبه الجزيرة العربية، والتي رسم قواعدها وهندس مدنها ونظم امورها، هم اللبنانيون، من معلمين ومترجمين وحقوقيين وأطباء ومهندسين ورجال اعمال واعلاميين وفنيين وعمال وحتى الطباخ، وفي مقدمتهم نخبة من الدبلوماسيين اللبنانيين الذين كانت تستعين بهم الإدارة السياسية في كل دول مجلس التعاون الخليجي.
واخطر ما كان في لبنان قبل عام 1982 وتحديدا قبل الاجتياح الإسرائيلي هم اللبنانيون من أبناء الارملة، الذين كانوا يسيطرون على القرار السياسي بالمشرق العربي، حتى الصهيونية العالمية كانت تعتبرهم حجر عثرة امام سيطرتها السياسية المطلقة على قرار الدول العربية.
ومن تلك الأمثلة انه عندما أراد الملك حسين ملك الأردن نيل درجة 33 من محفل بريطانيا، رفض محفل الشرق البريطاني استكمال الاجراءات حتى حصول الملك حسين على توقيع القطب الأعظم حنين قطيني، مما اوجب على الملك حسين الطلب من القطب الأعظم قطيني التوجه الى الاردن وتكريسه في قصر بسمان في 17 أيار.
وعلى هذا القياس كانت غالبية الزعماء والملوك والقيادات العرب تأتي الى لبنان للحصول على الدرجات العليا، من اجل تعزيز اداورها العالمية، فكل من كان يريد ان يتقلد منصبا رسميا رفيعا في بلده، وان ينال رضا أمريكا وبريطانيا وأوروبا، كان عليه ان يأتي الى لبنان ويحصل على احد التواقيع كي تفتح له بلاد العالم.
حتى التصاهر مع اللبنانيين كان يعتبر من مقاليد القوة.
لا تستغربوا فانا اذكر علها تنفع الذكرى، فأمريكا نفسها هي صنيعة لبنان.
عندما بدا مشروع كيسنجر للنظام العالمي، صرخ اللعنة انه لبنان، انه لعنة امام هذا المشروع، وعندما بدا كيسنجر بتنفيذ مخططه لضرب لبنان، تذكرون لقائه مع الرئيس فرنجية في 16- 12 -1973م، حيث عرض على الرئيس فرنجية إمكانية ترحيل المسيحيين من لبنان، وما ان طرح كيسنجر مشروعه هذا حتى فتحت عليه نار جهنم، وحتى على الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون نفسه مما اضطر للتنحي من منصبه عام 1974 خوفًا من أن توجه إليه تهمة التستر على نشاطات غير قانونية لأعضاء حزبه في فضيحة واترغيت.
وبعد تنحي نيكسون واستلم مكانه رئاسة أمريكا جيرالد فورد سأل دين براون خلال احد الاجتماعات ” هل المسيحيون عرب؟ من شدة قوتهم وتأثيرهم في الولايات المتحدة الامريكية، وهذه الحادثة رواها كيسنجر في مذكراته.
وحتى عند انتخاب جيمي كارتر رئيسا لامريكا، أراد إرضاء اللبنانيين فعين فليب حبيب وزيرا للخارجية بالوكالة، ردا على سياسة كيسنجر والبعض اعتبره تبرءا من سياسة كيسنجر نحو لبنان.
وبقيت أمريكا دون وزير خارجية اصيل طيلة ثلاثة أعوام حيث تعاقب اكثر من وزير خارجية بالوكالة بسبب الضغط اللبناني. 1977 – 1981
هذا جزء صغير من لبنان السياسي، فالكتب لا تتسع لأخبركم ما اعرفه.
اما على الصعيد الحديث، فان الشعب اللبناني، حقيقة شعب لا يقهر، لست أقول هذا الكلام كوني لبنانيا، لكن ما فعلته الم-ق-ا-و-م-ة عندما هزمة العدو الإسرائيلي وطردته من جنوب لبنان دون قيد او شرط، هو حدث لم يكن احد بالعالم يتوقعه، فالعدو الإسرائيلي الذي هزم جيوش العرب مجتمعة في عام 1967
مصر: 240،000 جندي
سوريا، الأردن، العراق: 307،000 جندي
957 طائرة قتالية
2،504 دبابة
مجموع القوات: 547،000
240،000 مجند
الخسائر
مصر: 15،000 بين شهيد ومفقود و 4،338 أسير
الأردن: 6،000 بين شهيد ومفقود و533 أسير
سوريا: 2،500 شهيد 591 أسير
العراق: 10 شهداء 30 جريح
تدمير 452+ طائرة للجيوش العربية
ولا تنسوا أيضا عدوان 2006 وهو كان حربا أمريكية بجيش إسرائيلي وتمويل عربي وأيضا صمدت الم-ق-او-مة وفرضت شروطها وبقيت وهي صاحبة الصاروخ الأخير الذي ضرب فيه العدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
وأيضا لا تنسوا ان الم-ق-ا-و-مة قاتلت مئات الاف التكفيريين الذين هم اشد أنواع البشر اجراما ودموية وهم انتحاريين، وهم من اكثر من 70 دولة، وأيضا وهزمتهم ودفنتهم في مزابل التاريخ.
أيها الاشقاء العرب حقيقة لبنان افلسته طغمة فاسدة، وسرقته وجعلته يستعطي لقمة العيش، لكن على مهلكم على مهلكم فان هذا الوطن مازال يملك الاسرار الكثيرة، وقدراته أكبر بكثير من القدرات المالية، اسالوا اهل الحكمة في بلدانكم وهم يخبرونكم.
أيها الاشقاء العرب، هناك ازمة بين بعض الأنظمة العربية وبين الم-ق-ا-و-مة، احصروا الازمة في هذا الإطار فقط.
وأيضا الأعراف السياسية والية الحكم والتعاطي بالأمور الدولية تفرض بمكان ما ان يتوقف هذا السجال بينكم وبين الم-ق-ا-و-مة وحلفائها، قولوا لامريكا تريدين النيل من المقاومة اذهبي انت، انما نحن لن نكون شركاء باغتيال لبنان.
وعليكم البحث عن حلول تساهم بالحد الأدنى بخلق تقاطع مصالح، لأنه بالختام لا يمكنكم معاداة لبنان، فلبنان عميق جدا جدا، وهو أحد اركان السيستم العالمي، بينما بقية الدول العربية هي مصالح مع السيستم.
انا مدرك ان لبنان هذا الذي نعرفه قد زال لكن لبنان الذي زال هو لبنان اليوم، ولكن هناك لبنان قادم هو لبنان الكبير القديم، وسيعود عاصمة سياسة الشرق، وستحتاجونه، وهي مسالة وقت، ووقت قليل.
يقول كيسنجر بمذكراته: ان إسرائيل لا تسمح للعرب بان يصبحوا أصدقاء أمريكا لانهم يريدون «يكونوا هم الصديق الوحيد» لاميركا.
يمكنكم ان تسالوا ملك الأردن وهو يخبركم الكثير…
Discussion about this post