العنوان والمقدمة نحو رأي حر يعشق فلسطين ويفتديها ويسأله البعض باستمرار هل أنت فلسطيني أكثر من الفلسطينيين ..!! ، ورسالته اليوم لفلسطين القضية والشعب المقاوم الجبار وفصائله جمعاء ، يقول : أن القادم إن لم تصحو سيكون الانفجار الكبير في الداخل الفلسطيني والقادم لا محالة ، تحت وقع التفاهمات ” الصهيو حماسية ” في تقاربات تجمعهم على انهاء السلطة الفلسطينية دولة المؤسسات ومكوناتها وإن انقهرت ، فقد اصبحت الامور تقوم على مفهوم ما تقوم عليه الانظمة العربية والمتخلفة للعالم الثالث ، فقد اصبحت فلسطين في ظل الواقع الراهن تعيش حالة من الفساد والمحسوبيات والشخصنة ، كل ذلك في ظل وتحت ضغط عربي وتحالف اميركي صهيوني تنفذ مصالحه بأدوات عربية ، بحيث باتت اليوم السلطة الفلسطينية مرهونة للبنوك المحلية والدولية ، فخمس سنوات مضت في ضغط لا يتوقف لتصبح الساحة الفلسطينية ساحة صراع على السلطة والتمكن منها ، في وقت انقطع المدد والعطاء العربي للشعب الفلسطيني لحساب المرتهنين لتنفيذ مشاريعهم المشبوهة ، فالسلطة اليوم قد شاخت واصبحت مهلهلة بقياداتها ، فلا مكان للمستقبل الفلسطيني إلا بقرار شعب فلسطين وموقفه وشبابه رأس حربته ونضاله ، فالفصائل لم تعد تملك إلا الكلام والبحث عن العطاءات ولا يصلها ألا الفتات من فصائل اخرى مشبوهة تتصدق عليها لتستمر وتبقى تحت عباءتها ، في ظل المهاترات المستمرة والإتهام بالتخوين ومشروع أوسلو الذي تلاشى حقيقة بحكم الواقع والظروف ، لتبقى السلطة اليوم تقوم على الاستمرار في إبقاء مؤسساتها التي بنيت عليها الدولة بحجمها الواقعي والمختزل ، فالكثير أصبح ينظر بسوداوية لواقع الحال والتخبط المقلق للجميع من الذهاب إلى واقع التلاشي والإندثار ، في وقت الحياة ومستقبل الاوطان لا يتجدد بالأحلام بل يتجدد بالامل والعمل ، ونحن نعلم أن كل شيء تم البناء عليه في سياق الخطا المستمر منذ اوسلو ، ففلسطين في واقعها اليوم تقوم تحت وطأة الإحتلال بالمطلق ، الإحتلال الذي لم يعد لديه محرمات ولا احترام لأي اتفاقات قامت من اجل تحقيق مفهوم الدولتين الذي بدا يتلاشى .
لذلك والواقع يقول : البندقية لن تجدي ولا العمل الفدائي المقاوم والإنتحاري في مواجهة الإحتلال ما لم يقوم على بنية صلبة من التفاهمات الفلسطينية تكون ركيزتها ومحورها الفصائل مجتمعة ، فالمهاترات المستمرة لبعض الفصائل واعمالها ضد الفلسطينيين في فلسطين والشتات وإلصاق التهم بالسلطة أصبح مكشوفا للجميع ، فالواقع هو صراع على السلطة اولا واخيرا ، فحماس وتفاهماتها المبطنة بالتعاون مع الكيان الصهيوني لم تعد خافية في عملها الدؤوب عل امتلاك السلطة والتكيف بها ، ووراؤها من يدعم مشروعها الإخواني والإمارة والخلافة المنشودة .
فواقع ما جرى في سورية كان من اجل إنها القضية الفلسطينية اولا ، وهو الحقيقة المطلقة وما يتم العمل على تنفيذه من قبل ادوات متعددة وأولها فصائل فلسطينية ارتهنت لتحقيق مشروعها باي وسيلة ومهما كان الثمن ، ولو على حساب القضية وشعب فلسطين ،
علما اليوم لن تقوم قائمة لقضية فلسطين ام القضايا وبوصلة العروبة والقومية وتحررها إلا بعودتها للإنضمام تحت الراية السورية راس حربة المقاومة والتحرير ، وهو المطلوب اليوم من كافة الفصائل الديمقراطية والعلمانية معا لتحقيق المشروع الفلسطيني الذي اصبح حلم ولكنه ليس بالمستحيل ، فواجب الفصائل كلها اليوم ، والكلام يعني الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها منظمة فتح وفي طليعتهم ، للعودة إلى تحالف جامع للجميع على نهج العمل الوطني الفلسطيني من اجل تحرير فلسطين ، وهذا لن يكون ما لم تتوفر الشجاعة والجرأة لدى الفصائل الوطنية والعلمانية في منظمة التحرير الفلسطينية على توفير المناخ المطلوب لحوار وطني شامل ، وعليهم الإقتناع بهذا النهج كأمر واقع ، وان لا تكون حماس بينهم إلا إن توافقوا واتفقوا لتدعى حينها حماس لواقع هذا التفاهم الوطني الفلسطيني على مشروع متكامل والعمل على إنجازه ، ولتقرر وجودها على ضوء ذلك ، فحماس في عنجهيتها التي تقوم عليها اليوم لم تعد تهتم لواقع الفصائل وتاريخها بقدر اهتمامها بمشروعها الذي تنتهجه على حساب القضية الفلسطينية وشعب فلسطين ، فهي من تقوم بذر الفتات والتصدق والتمنن على الفصائل بما تقدمه لها من هذا الفتاة .
لذلك ، فواجب فتح يحتم عليها اليوم وهي راس حربة السلطة الفلسطينية ومكونها الرئيسي في السلطة ، يطالبها ان تبادر وتدعوا هي اولا فصائل منظمة التحرير الفلسطينية للحوار الوطني الفلسطيني ، للعمل والبناء على وحدة وطنية فلسطينية شعبية لتكون أساسا لمشروع وطني فلسطيني موحد في مواجهة الكيان المحتل الغاصب ، وليس في مواجهة السلطة والدفع بالألاف لإسقاطها ووراءهم فصائل تدفع بهم تحمل مشاريعها الخاصة واجنداتها ، وحماس إنكشفت ولم تعد بخافية على احد ، ولاعبون كثيرون يخفون ويبطنون ما يخفونه تحت الرماد ، مجتمعين والكيان الصهيوني معا على امر واحد وهو إسقاط السلطة الفلسطينية وإفشالها ، وقد فشل ” اتفاق اوسلو ” وفشلت السلطة ، وفشلت الحلول ، وهذا امر واقع ، لكنها كانت اجتهادات وانتهت وعلينا ان نقر بذلك ونبدأ عملا مقاوما جادا ومن جديد ، فالأمل يتجدد ولا ينتهي .
لذلك المطلوب اليوم دعوة رجولة ونخوة وشرف وطني فلسطيني للم الشمل والجلوس على طاولة الحوار الفلسطيني ، وإطلاق تفاهم يجمع الجميع على وحدة الموقف والبندقية والعمل المقاوم لثورة شعبية عنوانها العودة لفلسطين وتحريرها ، وعلى حماس هي ان تراجع نفسها إن أرادت المشاركة في المشروع الوطني الفلسطيني ، فلا يكون ذلك إلا بموافقتها وقبولها للمشروع الفلسطيني الجامع بعيدا عن مشروعها الإخواني وحلم تحقيقه واعوانها في هذا المشروع تركيا وقطر وغيرهم ، فشعب فلسطين ليس حماس ولن يكون وهي تعي وتفهم ذلك ، ولا تفهم إلا ما تملكه من القوة اليوم والتي عاجلا ما ستندثر وتتلاشى على أرض الواقع جماهيريا وشعبيا .
فليس كثيرا على رئيس السلطة الفلسطينية أن يقوم بخطوة وطنية عربية قومية تجمع الجميع على طاولة مستديرة الى جانب بعضهم بعضا ، وإعادة التلاحم بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من جديد ، انطلاقا من عودته إلى إطلاق القضية ومن دمشق الصمود والمقاومة وراس حربتها تاريخيا والتي شرعت ابوابها لهذا المشروع معلنة عدم تخليها عن قضية فلسطين ، واستقبالها العمل الفدائي المقاوم من جديد ، والعائد من الباب مرحبا به ، إن كان مشروعه مشروع الوحدة الوطنية والشعب الفلسطيني ووحدة المقاومة والبندقية وعودة العمل المقاوم الفلسطيني ، ليكون جزءا من محور المقاومة ويقلب الطاولة والاوراق كلها ، فلا يفل الحديد إلا الحديد ، والكيان الصهيوني لا يفهم إلا القوة ، والعالم لا يحترم إلا القوي ، ويعود نشيد فدائي فدائي من جديد ، ليلهب مشاعر الأمة كل الامة ، نحو عودة فلسطين البوصلة والقضية الاولى عربيا وإسلاميا .. .
والخطوة ليست إلا مبادرة شجاعة ، تبدا بزيارة رسمية لوفد فلسطيني رسمي رفيع المستوى جامع لشرفاء فتح والسلطة الفلسطينية ، نعم وفد اساسه شرفاء فتح الذين لهم تاريخهم المشهود لهم في النضال وهم كثيرون ومقبولون ولهم مكانتهم في سوريا ومحور المقاومة لمواقفهم من قضيتهم فلسطين وعروبتهم وقوميتهم التي يشهد لها ، وهم كما قلت كثيرون في الفصائل وفتح واولهم عباس زكي ، الذي له رصيد فتحاوي مشرف على الساحة الفلسطينية والذي هو مفتاح عودة للسلطة والمقاومة وفتح ، ولن نذكر الكثيرون من الشرفاء الفتحاويين ولن نجامل ، فنحن نعلم من الذين يسعون من اجل عدالة القضية الفلسطينية وشعب فلسطين وانتصار فلسطين .
لذلك الواجب اليوم يحتم علينا العمل بهدوء وبعيدا عن الثرثرة والمهاترات الوطنية والمزايدات في كل مكان ، واللقاءات الودية الكاذبة ، وإحتضاننا لبعضنا البعض ، في وقت مانحمله في نفوسنا نخجل أن نذكره بل لا نتجرأ ان نجاهر به ونواجه ونصارح .
علينا أن نستفيد من كل خطوة وموقف وراي ، وأن نجند انفسنا للإستفادة من كل موقف ، وهنا نستحضر تصريح الرئيس الإيراني السابق ” أحمدي نجاد ” بقوله إسرائيل إلى زوال محتم ، وهي مشروع سنزيله من الوجود عاجلا وقريبا ، حين تم تاسيس محور المقاومة ما بين سورية وايران والمقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله في لبنان ، وهو الكلام والتصريح المهم وغيره الكثير من المواقف والتصريحات لرموز عربية وعالمية مما يسهم ويدعم مواقف القضية الفلسطينية ، حيث يبقى للأنظمة خياراتها وسياساتها ، ولكن للشعوب خياراتها ومواقفها ، وهي السند والقرار والقوة للانظمة ومواقفها في ظل عالم ومصالح وما تستدعيه من توافقات والتزامات ملزمة نتيجة للمصالح ما بين الدول ، كل ذلك من خلال خطاب متوازن وهادىء نحمله من اجل القضية وإحياؤها من جديد بعيدا عن التخوين والاتهام بالعمالة ، فعلينا ان نستفيد من الاخرين ونحترمهم بقدر ما نستطيع انتصارا لقضية فلسطين وشعبها الجبار .. .
اليوم حقيقة تقول : ان الشجاعة والجرأة تبدا من الإعتراف باخطائنا وإصلاحها بعيدا عن المهاترات والمجاملات المزيفة التي تجمعنا في لقاءات المودة والإبتسامات الزائفة ، وإعلام يتقاذف من خلاله الجميع بعضهم بعضا ، فالفصائل الاربعة عشرة في دمشق وما تبقى في فلسطين آن الأوان لأن تجتمع وتقرر مصير فلسطين وشعبها ، والتاريخ لن يرحم وسيكتب بصفحاته من الحر الشريف والمناضل المقاوم البطل المتمسك بقضيته وشعبه ، ومن الخائن والعميل الذي باع قضيته وشعبه وتخلى عن رجولته ونخوته .. .
تحرير فلسطين لن يكون إلا بحرب تحرير شعبية ومن جديد لتعود انطلاقة الثورة الفلسطينية لتحقق آمال جماهيرنا العربية والفلسطينية والإسلامية ، ويعود الإحترام إلينا كما كان مثالا يرفعه الصغير والكبير ليتباهى بفلسطين ورجال مقاومتها ، ويعود بنا الحنين لأيام البطولات وتجسيدها واقعا ، ففلسطين هنا شعبا ومقاومة وصمودا حتى الإنتصار والتحرير ، وإننا عائدون .. .
د.سليم الخراط
دمشق اليوم الخميس٢١ تشرين اول ٢٠٢١.
Discussion about this post